23 ديسمبر، 2024 6:38 م

عطايا تشبه السرقات ..!

عطايا تشبه السرقات ..!

 أبشع جريمة اخلاقية يرتكبها النظام السياسي ، حين يحتال على المواطنين البسطاء ويمنحهم بعضا من ممتلكاتهم وحقهم العام ، وسط مهرجان احتفالي يأخذ طابع المكرمة التاريخية …!
  يوم امس تكرر هذا الحدث حينما قام رئيس الحكومة نوري المالكي بتوزيع قطع أراضي على عدد من فقراء الناصرية ..!
  سيحدث هذا في مناطق ومدن عراقية أخرى ، تساوقا مع موسم الإنتخابات في سيناريو سينفتح على مفردات اخرى مثل توزيع ملايين الدنانير ومناطق التجاوز والحواسم وغيرها من هبات تمارس خداع سحري للناس .
   تاريخ الإستلاب والحرمان الذي تمارسه السلطة في الأنظمة القمعية والمستبدة المتواصلة في حكم العراق ، وضعها موضع المالك لكل شيء ، الثروة والأرض والبشر ايضا .
   النظام الدكتاتوري السابق اقترح مبدأ المكرمة التي يمنحها القائد للشعب فكان زيادة الراتب عشرة دنانير مكرمة ، ونصف كيلو سكر مكرمة وهذا النزر اليسير من حقوقه وثروته وأرضه تحسب عليه مكرمة …!
 مكارم يجب ان يدفع المواطن روحه ثمناً لها ، بعد تحويل المواطن الى بضائع استهلاكية للسلطة ، أو وقود في حروبها .
 يوم أمس في الناصرية البائسة ، اعاد لنا المالكي ذات الدور والمناخ النفسي حين ، وقف مزهوا وهو يمنح سندات قطع اراضي الناصرية لأهلها من الفقراء المسحوقين ..؟
   يبدو ان الأسطورة التي تحكي عن ارتهان الظلم والطغيان بأرض العراق حقيقة تدعو الناس للتسليم بها ..! فهذه المدينة الناصرية يزيد معدل الفقر فيها عن 30%  في بلد تبلغ ميزانيته السنوية اكثر من مائة مليار دولار .
   الحكومة حين تفتقد الضمير والأخلاق تتناسى الدستور الذي ينص على التوزيع العادل للثروة ، وتهين الأعراف ، وتحرق المبادئ التي تنص على ان الشعب هو المالك للسلطة والثروة .
  شعبنا محروم وفقراؤه ينتظرون مكرمة القائد ، وتحت لسانهم لم يزل الهتاف القديم الجديد “بالروح بالدم نفديك يا ……..!؟
 المهزلة العراقية لاتنتهي إلا بوجود نظام ديمقراطي مدني غير طائفي ويؤمن فعلا بحق الشعب بالحياة والحرية والكرامة . وهو ماينبغي ان يحققه الشعب في الأنتخابات المقبلة .
[email protected]