أأقنع من العيش أن يقال المرجع الأعلى ولا أشاركهم في مكاره الحياة وأكون أسوة لهم في جشوبة العيش ، ولعل في النجف أو كربلاء أو بغداد من لا عهد له بالبرتقال أو لا طمع له بالرمان؟! (المصدر: الموسوعة السيستانية الكبرى/ مخطوط).
يذكر السيد مرتضى الكشميري ممثل مرجعية السيد السيستاني في أوروبا، في موقعه (صوت الجالية العراقية) ان الطبيب البريطاني طلب من السيد السيستاني في رحلة علاجه الـ”خفافية” البوليسية الأكشنية!! شرب كوب واحد يومياً من عصير البرتقال او الرمان بسبب فقر الدم الذي كان يشكو منه دام ظله، فابتسم السماحة وأجابه بعد مضي عقد من الدهر (٢٠٠٤ الرحلة، ٢٠١٣ نشر الخبر): كيف اشرب العصير والشعب العراقي يتضوّر جوعا؟!!!!! …. هنا نقف دقيقة واحدة صامتين مع عزف رقيق حزين بآلة الـ”فيولين” أو الكمان لنصنع مشهداً درامياً مع دمج مقطع صغير لسماحة جلال الدين الصغير وهو يروي لنا رواية عن الإمام الصادق (ع) فيها بشرى للمؤمنين والمقلِّدين يقول الراوي: كلما دخلنا على الإمام نسمعه يقول: خراسان خراسان، سجستان سجستان! خراسان خراسان! سجستان سجستان!! وكأنّه يبشّرنا بذلك! معناها والكلام للصغير أنّه توجد شخصيّتين من هذين المكانين، هم من سيكونان الأعلام قبل الظهور! فيحلّل ويبحث و”يُبَحْوِش” سماحته عن معنى سجستان فيتوصل إلى الحل التالي: كما حصل مع جابان وأصبحت اليابان فإنّ سجستان تغيّرت وأصبحت سيستان فالجيم نفس الجيم والياء نفس الياء! نعم وأُقلبت فتحول من السجستاني إلى السيستاني فاختير من قبل المعصوم لقيادة الأمة! لكن الصغير لم يتطرق إلى الخراساني فمن المؤكد أنّه يقصد السيد الخامنئي المولود في مشهد (خراسان) ليضرب عصفورين بحجر واحد ودعمين سياسي وديني للانتخابات القريبة، الصغير طلب من الحاضرين عدم إيصال كلامه إلى بيت السماحة فإن الأمر سر لا يرضى سماحته إفشاءه، يعني يريد ان يقول لست متملقاً يا جماعة الخير لا توصلوا كلامي! يعني أوصلوه بأسرع وقت!! الصغير سياسي كبير من “واوية” السياسة البارعين! إذن ما الحاجة من وجود كاميرات وتصوير؟! إن لم تكن تريد إيصاله؟! السر كان مخبوءاً وكان من المقرّر إعلانه بعد وفاته دام ظله، كل شيء مهيّأ لتأليف موسوعة حياة السيد السيستاني طوال ٥٠ سنة من إقامته في النجف لكن الضرورة الانتخابية اقتضت ذلك الآن.
نعود إلى العصير ولكي لا نخرج عن دائرة الواقعية فإنّ السيد السيستاني يفضّل البرتقال من دون عصر كجلسته المباركة مع أستاذه وأستاذ الفقهاء السيد الخوئي وأمامهم صحناً كبيراً من البرتقال الطازج في التسعينيات أيام الجوع والغوغاء!!
حينما دخل السيد محمد باقر الحكيم إلى النجف ٢٠٠٣، كنا نتابع أخباره عن كثب ونفتح أفواهنا إعجاباً بأهازيجه وشعاراته: صدام النذل وينه؟!، سأقبل أيادي المراجع! بالفعل قبل يد السيستاني قُبلة حارة حتى أوصى سماحته الشباب بالالتفاف حول السيد محمد باقر الحكيم! الشباب فقط! فالـ”شيّاب” أمل المرجعية في النجف! كانت المرجعية على وشك أن تعود للزعامة الحكيمية لولا الإرادة الإلهية! قال لي أحدهم وهو ينظر إلى الحكيم في التلفاز بلهفة: أسَمِعتَ رواية المعصوم في علامات الظهور وآخر الزمان؟! حركت رأسي إلى الأعلى وقلت: لا! قال: عن النبي (ص): (ثلاثة سيبقرون العلم بقرا وسينشرون علوم أهل البيت وسيقودون مدارسنا هم باقرٌ باقرٌ باقرٌ)! أتدري من هم؟ قلت: من هم؟! قال: الإمام محمد الباقر ومحمد باقر الصدر ومحمد باقر الحكيم!
تذكرته بعد سنوات عندما سمعت الخطبة العصماء لقائدنا: جهلة جهلة جهلة وكررها ثلاثاً إذ كانت على نفس الوزن والصيغة (باقر باقر باقر)، صدقت سيدنا القائد! ما نفرق بين سيستاني وحكيم ومقتدى!