اقتربت ساعة الحسم واقترب موعد معرفة الغلة الانتخابية ومذاقاتها وألوانها , من يقول انها ستكون بطعم العسل فهو من يسعى الى الفوز بأي ثمن بغض النظر عن من سيأتي و يجلس تحت قبة البرلمان , فهي عسل طبيعي غير محلى في نظره لكنها علقم في افواه الكثيرون يغصون به كل يوم على مدى السنين الاربعة القادمة , وهي خضراء بلون الربيع ولون الريف الانكليزي لمن يريد البقاء والفوز والتسلط على رقاب ألشعوب وهي سوداء وحمراء ورمادية في نظر جموع المتلهفين والمنتظرين للتغيير الذي سوف يحمله صندوق المفوضية والبطاقة الالكترونية ومقداد الشريفي وكاطع الزوبعي ! قالوا لنا ان التغيير سوف يحتاج الى عشرات السنين وان السنين سوف تصهر اختلافاتنا وتنوعنا وتمزجنا لكي نرى مجتمع عابر للقبلية والعشائرية والطائفية , وذكرونا وقارنوا بيننا وتجربة المانيا واليابان ! وطبخوا لنا حساءً بلون مميز وطعم باهت تزداد حلاوة مرارته وعفونته يوم بعد يوم . مشكلتنا اننا نصدق بحسن نية ونشكك بدون سبب , صدقناهم وكذبناهم , صدقنا ان عصائر صندوق الانتخابات ستكون طيبة المذاق وكذبنا الصندوق وزاد اصرارنا على انه كاذب لكننا مكبلون لا نملك إلا ان ننظر الى الصندوق وعصائره . وأوهمونا في العراق اننا قادرون على ان نكون ديمقراطيون على رغم انف (الديمقراطي كارتر وتاتشر وشيراك وديغول وبن غوريون وبريجينيف ), وقالوا لنا ان روح هتلر التي كانت تهز وتخيف العراق من شماله الى جنوبه قد ولت هاربة في التاسع من نيسان يوم الفتح العظيم , وصدق من صدق على الرغم من كثرة الوجوه الكالحة التي جاءت زاحفة الى البلاد لكي تفرغ ما في داخلها من حقد وشهوه للانتقام واعتقدوا ان في الصندوق وليد من اب ديمقراطي وأم عراقية سوف يكبر وتكبر معه الفرحة والأماني السعيدة ,وكذَب من كذَب وقاطع من قاطع وقالوا ان في صندوقنا مشروع واعد يناقض مشروع الزاحفون الجدد من عراقي المهجر الفاشلين وعراقي المهجر ايضا القادمون برغبة التغيير نحو الافضل .مشروع مكتوب ومقروء لكنه عاجز عن التطبيق , كيف تطبق المشاريع عندنا ؟ لا زال العراقيون يعجزون عن فهم ان المشاريع الناجحة هي تلك التي تقف شامخة على ارض الواقع لا تلك التي تظهر بكراسات وكتيبات صغيرة يحملها المرشحون في وقت الانتخابات وتختفي بعدها . لن نكون متفائلين وطماعين ونتمنى ان يكون عصير صندوق الانتخابات حلو المذاق لكننا على امل ان يكون عصير صندوق الانتخابات القادم اقل مرارة من مرارة العنزق الذ يسقى العراقيون به واقل قسوة وظلم من قسوة وظلم حكومة ابو اسراء .
[email protected]