23 ديسمبر، 2024 5:00 م

عصمة النبي (ص)بين اكاذيب الاحبار وحقائق الذكر(5)

عصمة النبي (ص)بين اكاذيب الاحبار وحقائق الذكر(5)

روايات مفتريات السلف
ان الباحث المحقق في مدونات الحديث يرى عجبا خصوصا ما يزعم انها صحاح فهي مليئة باحاديث مكذوبة واخبار موضوعة  واسرائيليات لكن نفس التقديس لما ترويه وعدم تقويمه تقويما سليما  يزنها بميزان الاعتبار والصحة  .ولا مبرر لهذه التقديس لشخوص ومرويات تلك المدونات مالم يثبت أن هذا الحديث مهما صدرعنه أو من شؤونه أو من صفاته  اللهم إلا إذا كان لايعرف شيئا مما يجب توفره في شخص رسول الله (ص) اذن التقديس لمرويات رويت في كتب اطلق عليها صحاح فهي اذن مقدسة وصحيحه لاياتيها الباطل ويجب الاخذ بكل مافيها وان عارضت القران وسيرة الرسول ومنطق العقل .

لذلك نلاحظ ان علماء مدرسة السقيفة يمنعوا ان تنقد احد اشخاصهم وان حرفوا الكلم عن مواضعه او شطو شططا بعيدا او زاغوا عن الحق زوغا مبينا وهذه العصبية هي التي يمقتها الله ورسوله وفي هذا الصدد يقول الإمام الطحاوي : وَعُلَمَاءُ السَّلَفِ مِنَ السَّابِقِينَ ، وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنَ التَّابِعِينَ – أَهْلِ الْخَيْرِ وَالأَثَرِ، وَأَهْلِ الْفِقْهِ وَالنَّظَرِ – لا يُذْكَرُونَ إِلاَّ بِالْجَمِيلِ، وَمَنْ ذَكَرَهُمْ بِسُوءٍ فَهُوَ عَلَى غَيْرِ السَّبِيلِ.

في الحلقة السابقة تعرضنا لعدد من تلك الروايات المفترات  وهذه رواية اخرى ..روى الليث عن يونس عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال : قرأ رسول الله (ص) :(والنجم إذا هوى ) النجم : 1 فلما بلغ ( أفرأيتم آللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى )النجم : 20 -19 سها فقال : إن شفاعتهم ترتجى (فلقيه المشركون  والذين في قلوبهم مرض فسلموا عليه وفرحوا ، وسجد المشركون آلهم إلا الوليد بن المغيرة فإنه أخذ ترابا من الأرض فرفعه إلى جبهته وسجد عليه ، وكان شيخا كبيرا

إن قصة الغرانيق التي تذهب إلى أن النبي(ص)لما ضاق ذرعا بسادات قريش فتلا عليهم سورة النجم حتة إذا بلغ فيها إلى قوله تعالى:(أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأ خرى) أضاف إليها(تلك الغرانيق العلى منها الشفاعة ترتجى)ثم أتم السورة فسجد وسجد المسلمون والمشركون

وقد رواها ابن إساق في السيرة وقال انها من وضع الزنادقة وذكرها ابن كثير في كتابه (البداية وانهاية)فقال:ذكروا قصة الغرانيق وقد احببنا الاضراب عن ذكرها صفحا لئلا يسمعهامن لايضعها في مواضعها إلا أنأصل القصة في الصحيح ثم ذكرحديثا عن البخاري في أمرها واردفه بقوله:(أنفرد به البخاري دون مسلم)..ما اكثر شطحات البخاري وخروجه عما وضعه من اسس التثبت بصحت الاحاديث وسلسلة الرواة لكنه لم ياخذ بها حسب أهوائه وميوله

ان الذي يجعل نصب عينية نصوص القران التي تثبت عصمته(ص)وسيرته العطرة لم يتردد بنفي تلك المرويات والاسرائيليات والخرافات والتخريفات وردها ونقضها لما للرسول من عصمة في تبليغ رسالة ربه كما حصرها علماء السنة وكما تقتضيه قواعد النقد العلمي وطرق البحث الموضوعي كما فعل هيكل في كتابه 48 و161-147

فكيف يروي كتاب يعتبرونه اصح كتاب بعد القران لتلك المفتريات كالغرانيق ..؟التي اعتذرعن مثلها النووي في شرحه على صحيح مسلم قائلا:(أخذجماعة على البخاري ومسلم أحاديث اخلا بشرطيهما فيها ونزلت عن درجة ما التزما) وقد التزما بمقياس السند وزالثقة بالرواية في قبول الحديث ورفضه ولكنه وحده غير كاف لذلك.

نبؤة نبوية

وخير معيار يقاس به الحديث مارواه السلف عن النبي(ص)قال:(إنكم ستختلفون من عدي فما جاءكم عني فاعرضوه على كتاب الله فما وافقه فمنى وما خالفه فليس مني)

نصوص قرانية تثبت العصمة رغم الجاحدين

فقد أكدة ايات قرانية تثبت عصمة النبي(ص) والتزامه المطلق بما يوحى اليه من القران قال تعالى:(ولو تقول علينا بعض الاقاويل *لاخذنا منه باليمين *ثم لقطعنامنه الوتين) الحاقة :44_46

ان الركون الى تلك المطاعن المسمومة والافتراءات المخبولة في عصمة النبي (ص)هي مطاعن في رب العزة واصرار على الكفر الصراح لاخذهم بالاهواء والاباطيل قال تعالى:(ولو أتبع الحق اهواءهم لفسدت السموات والارض ومن فيهن)المؤمنون:23

واخيرا قال تعالى:(وآلذين ءامنوا بالله ورسوله أؤلئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم والذين كفروا وكذبوا بئاياتنا أؤلئك أصحاب الجحيم) الحديد:19
ونعوذ بالله من سبات العقول