وتتسارع الاحداث ويدلي كل من يريد بدلوه ، وتستمر المظاهرات ولكن الى متى؟ والى واين؟ وها هي احداث اليوم في الفلوجة تظهر بعض مما يحمله الساحر في قبعته ، وحسب متابعتي البسيطة فان كل قناة فضائية تمثل وجهة نظر معينة وقد تابعت بعضها ، واختلط علي الوضع الى ان تابعت احدى القنوات الاجنبية التي ليس لها علاقة بشعيط ومعيط وجرارة الخيط ، واستوقفني ذلك المتظاهر الذي يرفع علم العراق السابق ذي النجوم الثلاثة وكلمة الله اكبر بخط (جريذي العوجة) اقول استوقفني ذلك المتظاهر وهو يتقدم بكل وقاحة من السيارة العسكرية واقول وقاحة وليس شجاعة فهو يعلم علم اليقين ان هناك من يصوره من الموجودين بل ويعلم ايضا ان قوات الجيش لن ترد عليه ، واتعجب هل ان هذا السفيه كان يستطيع ان يرمي الامريكان وعجلاتهم مثلما يفعل مع اخوانه وابناء جلدته الموجودين اساسا لخدمته وحمايته ، وثم ان سكوت القوات الموجودة ليس دليل ضعف وانما دليل حكمة .
ربما كان في السكوت المبالغ فيه والحكمة الزائدة بعض السلبية ، فحق المتظاهر مكفول بالتظاهر وفق ثوابت واسس واصول التظاهر السلمية والا فانه ليس بمتظاهر بل مخرب، والحق يقال ان الاعمى هو من لا يستطيع رؤية الشمس من خلال الغربال في وضح النهار، ان حجة عدم وضوح الرؤيا لم تعد حجة مناسبة او عذر مقبول ، وتلبد الجو بالضباب وقصر مدى الرؤيا اصبح عذر الحمقى ، فقد وضحت الحكومة والكتل السياسية واهل الراي وجهة نظرها وهذا ما اتفق عليه الجميع وعلى راسهم المرجعية الرشيدة في النجف الاشرف ، من ان المطالب المشروعة للمتظاهرين المتسالمين امر مقبول ولا اشكال فيه ، اما الطلبات الخيالية وغير المشروعة فمكانها سلة المهملات ، وقد لفت انتباهي صعود نجم بعض السياسيين وتصدرهم لقائمة التصريحات الاكثر مبيعا وقبولاً فهذا العيساوي قد وقف اعلى هرم السياسيين الاكثر قبولا لدى الشارع السني ، ان نظرية المؤامرة هنا موجودة ولكن السؤال هو عن نسبتها في الداخل والخارج ، ومما لا شك فيه ان للسطان العثماني اردوغان يد و لعباقرة العرب من قطريين وسعوديين يد ايضا ، وبعض تجار الدم من عراقيي المهجران صحت التسمية يد تنفيذية وهي الطولى يعاونهم في تنفيذ السيناريو بعض الكومبارس من سياسيي العراق.
وخلاصة الامر ان لا حل سوى بالحوار والتهدئة والا فان الاوضاع قد تفلت عن السيطرة وتصير الا ما لا يحمد عقباه ولا ينفع الندم حينها ، ونصيحتي للمتظاهرين ان لا يستمعوا لراي المتصيدين بالماء العكر ، فهم لا امان لهم ولا ضمان ولا كفالة ، وعلى راي المثل عصفور كفل زرزور واثنينهم (سياسيين) .