23 ديسمبر، 2024 9:33 ص

عصفورين بحجر واحد…للتخلص والتدخل

عصفورين بحجر واحد…للتخلص والتدخل

لعبت الاستخبارات الغربية لعبتها حسب تصوراتها وبعض العرب تلقوا الطعم بكل بساطة وسموا التنظيمات الارهابية بالثوار وفق قاعدة الغباء المستفحل ولم يكونوا حسب نظرياتهم ارهابين بل اطلقوا عليهم تسمية المجاهدين … وبعد ظهور تلك المجاميع المأجورة والمعتوه سارع كل المتطرفين الانضمام الى الجوق ومبايعة ابراهيم السامرائي (البغدادي)خليفة لهم بعلم وخدمة لمصالح اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية وبذلك تمكنت الدوائر الاستخبارتية الغربية استغلال الوقت لكشف عوامل هذه المنظمات ومعرفة عناصر التطرف في بلدانها ووجهة سفرهم ليتم تحديد هوياتهم وخلاياهم النشطة والنائمة لانها كانت تجهل الكثير عنهم فقررت انهاء وجودهم بعد ان انكشفت خلاياهم وتنظيماتهم وشخوصهم مما حدى بتلك البلدان وضع خارطة طريق من اجل انهاء وجودهم وبذا تم زجهم في اتون الحرب الجارية اولها في سورية وثم في العراق لضرب عصفورين بحجرة واحدة للتخلص اولا وبعدها التدخل بشكل اوسع في شؤون دول المنطقة على اساس التحالف الدولي لمكافحة الارهاب والحقيقة هي لتدمير البنية التحتية لتلك الدول تحت طائلة عدم تمكين الدولة (اللا اسلامية) من الاستفادة من المردودات المالية وخصوصاً بعد السيطرة على حقول ومصافي النفط والغاز..ومع العلم ان التطورات القتالية لهذه العصابات لم تاتي من التدريب على الاسلحة فقط انما انطلاقتها جاءت من غرف مخابراتية دولية للوصول الى تلك القدرات وتمكنها من اكتساح مناطق شاسعة في العراق وسوريا وزادت من تشجعها  للتوسع نحو كل الجهات خلافاً لما كان مرسوم وخطط لها ويعني تمردها على صنيعتها الاستخبارات الاوروبية ( بقيادة امريكا) ودول التمويل

الرجعية الاخرى وبذا اصبحت دول الخليج وجهة تمددها المستقبلي وخاصة داعش التي اعلنتها كما ظهر من خلال الخارطة التي سربتها الى وسائل الاعلام  لتشمل الاردن والكويت وتهدد دول خليجية عديدة…بذلك بداء ناقوس الخطر يدق في مصارع الدول الكبرى والحاشية لها من دول الخليج وتركيا وقد اغاضها ولاشك انها جميعاً  (الدول الاستكبارية )لاتستطيع العيش والحفاظ على كيانها وتطورها وقوتها من دون الهيمنة والاعتمادعلى خيرات شعوب العالم الاقتصادية وخاصة في منطقة الشرق الاوسط التي تمتلك النسبة العالية من الموارد الطبيعية…كما ان السعودية الحليفة الاستراتيجية للغرب قد فشلت في تحييد موقف المعارضة السورية من التحالف بالرغم من ان المملكة العربية السعودية هي التي رعت تشكيلها ولم تخرج قطر وتركيا عن هذا الخط كدول ممولة وداعمة لها وتزودها بالسلاح والمال والامكانات اللوجستية وقد اعلنت المعارضة السورية بكل صراحة وبقوة انها ستتصدى لقوات التحالف متحدية بذلك صنيعتها ومنها الاعتراض على قرار اشتراك الرياض في تلك القوات والتنسيق معها…ويجدر الاشارة  إلا ان الامير خالد بن بندر رئيس الاستخبارات السعودية رفض دخول المعارضة السورية الى الاراضي السعودية من اجل التدريب وتجهيزها واعتبرها خطوة غير موفقة ولعب بالنار وخطيرة تستهدف الامن الداخلي ولابد من مراعاة الدقة والحذر في ادخال مثل هذه الحركات للبلد واتخاذ القرارات الصائبة  في العمل ولعدم تعقيد موقف الدول المجاورة وخاصة الوضع في اليمن بعد النهضة الجديدة وسيطرة ( الانصار الحوثيين )على الكثيرمن المحافظات اليمنية وفرض الامن والاستقرار ومساعدة الحكومة في مسك زمام الامور إلا انها (اي الرياض) خطت خطوات في تدريب 150 مقاتل من حركة ((حزم)) وجبهة ثوار سورية وتم تدريبهم لمدة 15 يوماً تحت اشراف القوات الامريكية وهي مستمرة في التعامل ذاته مع بقية الحركات المسلحة وقد عادوا الى مواقع القتال عبر الحدود التركية بعد تزويدهم بشحنة من السلاح والمهمات والذخائر الحربية الامريكية كما ثبت حقيقة الوجود العسكري الامريكي في المملكة التي استضافتهم وفق ذلك البرنامج التدريبي المعد برؤى تدميرية قبل ان تكون تحريرية اوتغير نظام حكم ..وظهرت ان اللعبة القذرة التي راح العالم الغربي وبالتعاون مع بعض الدول الاقليمية التي تسير  في ركابها وعقدت الامال عليها و تركض ورائها قد انحرفت بشكل خطيرعن مسارها المعد واخذت تهدد مصالحهم وقد تغزو في القريب العاجل مضاجعهم…بعد ان جمعتهم احقادهم السوداء ومصالحهم واهدافهم واطماعهم فسلكوا طرق بشعة وارتكبوا اقذر الجرائم في سبيل تحقيق مخططاتهم الاجرامية . ولكن الطوفان الشعبي الذي حل بدد الكثير من امالهم وتطلعاتهم السرابية ليقترب يوم الخلاص من وجوههم الوسخة  .والكل يعلم بأن قتال المجموعات الارهابية صعبة لانها متحركة مثل الرمال وزئبقية التحرك يصعب حسمها بسرعة يضاف الى ذلك قتال المدن مع وجود السكان وعدم وضوح خطوط الفصل بين العدو والصديق والحساسية السياسية والاخلاقية تعطي مسوغاً للحديث عن الحرب الطويلة المدى لان حرب المجموعات غير المنظمة تعد من اصعب انواع الحروب وخاصة داخل المدن المسكونة حيث نلاحظ ومع الاسف ان هناك البعض من غرتهم اطماعهم واعمت ابصارهم الطائفية البغيضة يجعلون بيوتهم بيئة حاضنة تأوي هذه العصابات لذلك يتطلب من القوات العسكرية التقدم بحذر واليقظة لتقليل الخسائركما ان الانتصارات الاخيرة التي حققتها القوات العسكرية في العديد من المدن والقصبات العراقية والسورية توحي بأن النصر قادم لامحال بعزم وارادة كل قوى الخير في العالم التي عرفت حقائق الامور وابدو استعدادهم في مد العون للوقوف بوجه هذه العصابات المجرمة  والمساهمة في  القضاء عليها ويجب ان تعزز بتوفير الاسلحة والمعدات الحديثة والمتطورة والنصر قريب انشاء الله.