22 نوفمبر، 2024 10:20 م
Search
Close this search box.

عصر النهضة ….. إعرف نفسك

عصر النهضة ….. إعرف نفسك

اعرف وطنك تعرف نفسك ، هذا ليس شعاراً بل نظريةُ النشوء و الارتقاء لصناعة الحضارة ، فلا يمكن لأي حضارة ان تنمو دون ان تترسخ الهوية الوطنية و تُفتح نوافذ المعرفة لها .
الاعتزاز بالهوية الوطنية لا يأتي من فراغ بل من خلال المنجزات الانسانية التي ساهمت في صناعة الحياة ورقيها لابناء هذه البقعة الجغرافية او تلك ، فالمسيرة الحضارية هي من تميز الشعوب والامم، ولعل واحد من أهم مقومات عصر النهضة هو عرض النموذج الناجح والتعرف علية والتركيز على هويته الوطنية ، ليكون موضع فخر واعتزاز ومثال للاجيال .
ففي حركة الشعوب عاملان رئيسيان يسببان النكوص والارتقاء هما: أصول الضعف وأصول القوة
أصول الضعف تتكرس من خلال النماذج والتجارب الفاشلة ، فهي تزيد من حالة الاحباط والتدني في احترام الهوية الوطنية ، فحينما تتوالى عرض نماذج الفشل تترسخ حالة النكوص التي تؤدي الى تراجع حضاري وانساني كبير .
اما أصول القوة فهي تكمن في النماذج الناجحة القوية التي ساهمت في خلق الحياة، وارتفاع مناسيب الثقة لدى المنتمين للنموذج ، فهناك ارتباط وثيق بين الهوية الوطنية والنموذج، فشكسبير يقدم للإنكليز كنموذج بريطاني وبرنارد شو أيرلندي ودافنشي أيطالي وميسي أرجنتيني وبيليه برازيلي وبيتهوفن ألماني ورامبراند هولندي والسياب عراقي وشوقي مصري .وحتى عبارة صنع في ….. العراق هي رمز نهضوي كبير يكرس الهوية .
من هنا يأتي الاعتزاز بالهوية الوطنية .
يبقى سؤال مهم مَنْ يعرَّف هؤلاء لو بقيت تجاربهم الانسانية حبيسة بقعة جغرافية معينة ، وكيف للشعوب ان تتعرف على مبدعيها وتفخر بهم وتحفز أجيالها المتتالية الابداع ان لم يصار الى مشروع نهضوي يأخذ على عاتقه فتح نوافذ المعرفة.
فتح نوافذ المعرفة:
بالعلم تحيا الامم وترتقي مدارج التكامل والسمو ، فلا نهضة مع الجهل والتجهيل والتخلف ، فالنهضة والمعرفة صنوان لا يفترقان ، لذا يهتم مشروعنا النهضوي بمد جسور النور وإزاحة الظلام ، فهي رحلة الضوء والحرية . رحلة اكتشاف الذات والعودة الى الجمال والفطرة، فيها الكثير من المحطات التي تستوجب التأمل والوقوف لاكتشاف الذات ،
ليس كافياً ان تتعرف على رموز وطنك ، بل يجب ان تتعرف على نتاجهم الانساني ، ومساهماتهم الإبداعية والعلمية . ومن اهم مقومات عصر النهضة هي فتح نوافذ المعرفة من خلال ادوات العصر الذي نعيش فيه فلكل عصر لغته وأدواته .
فوسائل التواصل الاجتماعي ، القناة التليفزيونية ، برامج ثقافية ، الكتاب المسموع ، الكتاب المطبوع ، متحف المبدعين ، دائرة معارف المبدعين ، عرض الاعمال الإبداعية والعلمية والفكرية للرموز . نقل المعرفة للشعوب الاخرى التعرف على المنجز الانساني لمبدعي العالم . كلها نوافذ للمعرفة والعلم .
فالرحلة الى النور تبدأ بمعرفة الذات واكتشاف مكامن القوة فيها ، انها رحلة استعادة الثقة لنولد من جديد.

أحدث المقالات