18 ديسمبر، 2024 8:49 م

عصرتُ عيني لأُحصي مابقي  فيهما من الشَرار

عصرتُ عيني لأُحصي مابقي  فيهما من الشَرار

الى الأن لم أعلق على شئ ولم أفتح وصية الموت لي ،
لأن رغبتي أن لاتمرالأرضُ بمفرداتي ولأجل ذلك
رفعت أرجل الطاولة ووضعتها على مربعات معدنية لكني ظللت أشعر أن هناك تواصلا مابين الإسناد والمسند عليه وعممتُ ذلك الفعل الذي أجريته والطاولة على مافي بيتي من الأثاث بما في ذلك سرير نومي وتهيأ لي أني أبتعدت والتماس مع الجزء من المكان الذي حددته الأرضُ لي سواء في عملي أو في طريقي أو في مناسباتي ، ومع السماء كي أبتعد عنها قليلا أكتفيت بأدامة رأسي في قبعتي المكسيكية والتي أشتريتها من رجل مكسيكي في محطة بلغراد للقطارات وقد تهيأت لي الفرصة أن أراقص بها الغجريات قبل أن أصل ترستا وأشم ظهور بغالهن وحاجاتهن في خيمهن وأستطاب لي المقام وأياهن بعد أن نفخن بوجهي في مزاميرهن الأمر الذي جعلني أمقت الأرض بعد أن كنت أتحاشاها ،
وأمنت بالفراغ اللاوجودي وبأحلام الباطن وبتلاشي الضفاف الذي يعقب كل مَد ،
ولكن حين دوى صوت القطار برأسي خرجت خلسة ولم أستأذن سوى القليل من الماشية التي كانت لاتنام وبدأت أثني على وساوسي وأستخدم العنيد والضال منها ضمن صيغ تشعيرية لا  لايواء السديم من الأشياء بل الضبابي منها وكان أن عَرَضت علي مخيلتي العديدَ من العروض ولم أفلح بتمييز مايبدو لي مغريا وناورت وأنا في الطريق للتخلص من كل شئ بما في ذلك وصية الموت التي لم أقرأها بل تهيأت لأنكار ماتحتويه حين وجدت المنتظرين نياما على المساند الخشبية وتحت أٌقدامهم الأرض التي أجبرتهم على الوقوف عليها ،
كانت الإشاراتُ أنذاك تأتي من ساعة جدارية ومن صافرة مناوب ليلي يتفحص قضبان سكك الحديد ومن أطار من الأضواء يحيط بمسمى المحطة وتحته شرح مختصر لتاريخها ،
للحظة حين نهضوا ونهض الفجر قلت ربما تذكروني الذين ودعت مواشيهم وحاظرت على نفسي صامتا حاظرت عن تاريخ الغجر وأنسابهم وهواياتهم غير التقليدية وكم منهن أصبحن فيما بعد زوجات أو جواري للنبلاء وكم أنشدن الألمانية والأسبانية والفرنسية في طاقة حسية فائقة وقد تصورت أن المصابيح المعلقة في السماء ماهي الا شكل من أشكال الخديعة كي لايستفرد الليل بالوجود ولم أكن بحال أن أتذاكر والأمثال التي قيل عنها بأنها أمثال رائعة والحقت المعنى الجزئي فيما بقي من قبعتي المكسيكية وأنا الأحظ الكلب المربوط جوار سرير ماركيز ،
وأشم البارود ليلة الأعدام
والدم الذي سال من ديك شتاينبك
وأنا أُقّبِل القدمين قبل الوفاة بلحظات
وجدت :
أن سخف الأرض قائما الى الزوال
وسخف من عليها ،
أنذاك عصرتُ عيني لأحصي مابقي من الشرار
بعد أن أنفجرَ الفراغ اللاوجودي وتناثرت المرآة التي تَرى بها العائلة غير أشكالها كل يوم ولم يكن الموت إلا وصية ليس من الضرورة قرأتها
أن أسرد أبيقور حكمته أو تعلق هرقل الجبار بقواه
يكفي أن نستمع حفيف الصوت الذي يؤذن للرحيل ،
[email protected]