17 نوفمبر، 2024 3:40 م
Search
Close this search box.

عصا النظام الايراني في العراق

عصا النظام الايراني في العراق

بعد الاحداث والتطورات الاخيرة الجارية في العراق والتي باتت تنعکس آثارها على الاوضاع بشدة وباتت لها أصداءا دولية لايمکن تجاهلها وخصوصا بعد أزمة تهديد السفارات والهجوم على مقر حزب کردي في بغداد وعمليات إغتيال بشعة في محافظة صلاح الدين، لم يبق هناك من أي شك بأن سبب معظم مشاکل العراق وما يعانيه من أوضاع مقلقة والأخطار والتهديدات التي تواجهه أو ينتظرها إنما بسبب من الدور والنفوذ غير لاعدي لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية على العراق والذي تجاوز کل الحدود بحيث صار النظام الإيراني أشبه بالوصي على العراق من کل النواحي، إذ کلما صار هناك تحرك من أجل إجراء تغيير إيجابي على الأوضاع داخليا أو صار هناك ميل لکي يحسن العراق علاقاته ويطورها مع العالم العربي أو حتى دوليا، فإن النظام يقوم بتحريك الميليشيات التابعة له بهدف الحد من ذلك.
نفوذ النظام الإيراني في العراق قد أصبح أمرا واقعا بعد أن قام بتأسيس ميليشيات مسلحة مرتبطة به من کل النواحي ويستخدمها کعصا وکوسيلة تهديد وابتزاز ضد کل من يسعى للوقوف بوجه هذا النفوذ أو الدور الإيراني في العراق، وقد صدر عشرات التصريحات والمواقف التي تٶکد ذلك وتثبت حقيقة استخدام النظام الإيراني لهذه الميليشيات العميلة کوسيلة من أجل تحقيق أهدافها وغاياتها في العراق وإن الاحداث والتطورات المتعاقبة على العراق قد أثبتت ذلك بکل وضوح.
بسبب من عمق ترسخ النفوذ المشبوه للنظام الإيراني في العراق وهيمنته غير العادية على الأوضاع والأمور في البلاد، فإن العراق يعاني من جراء ذلك الأمرين، وحتى إن السياسات الأمريكية ضد النظام الإيراني على أثر الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي وکذلك المواقف الايرانية من الامريکان بسبب العقوبات المفروضة عليهم وسياسات التضييق والضغط المتواصل، فقد بات العراق يتأثر بها سلبا بسبب من عدم تمکنه من الالتزام بما تطلبه واشنطن وذلك لکون الميليشيات التابعة له لا تسمح بذلك، کما إن النظام الايراني ذاته يحاول وبطرق مختلفة أخرى ممارسة الضغط على العراق کي يبقى ملتزما بالخط الذي يحافظ على دوره ونفوذه.
النظام الإيراني المتآکل والآيل للسقوط داخليا يعاني من مشاکل وأزمات مستعصية لا يجد لها حلا والاهم من ذلك إنه يواجه رفضا شعبيا متزايدة وبصورة ملفتة للنظر والأنکى من ذلك إن الشعب الإيراني صار يعلنها بکل وضوح من إنه لن يتحمل تبعات وآثار النهج الخاطئ والسياسات الطائشة للنظام وإنه لا يرى نفسه مسؤولا عن أية مواجهة تقع أو تجري ضد الأمريكيين أو غيرهم، فتلك مشکلة النظام الذي هو بٶرة جذب وخلق المشاکل وعليه لوحده أن يدفع ثمنها.
الأهم من ذلك إن الشعب الإيراني صار ينظر لهذا النظام کعقبة في طريقه ولابد من إزاحته ولذلك فإن مطالب تغيير النظام صارت ترتفع أکثر من أي وقت آخر ولم يعد ذلك مطلبا خاصا بمنظمة مجاهدي خلق بل بکل الشعب الإيراني، وإن على الشعب العراقي أن ينتبه جيدا إلى نفسه، وأن لا يجعل من العراق ساحة خلفية لهذا النظام کي يسرح ويمرح فيه ذلك إنه وإن لم يتحرك ليوقف هذا النظام عند حده فإن الاسوأ سينتظره حتما ولاسيما وإن هذا النظام معروف بإستغلاله لإلتزام الصمت والتجاهل حياله والتمادي تبعا لذلك.

أحدث المقالات