23 ديسمبر، 2024 11:51 ص

عصا القوة والتغيير المنشود

عصا القوة والتغيير المنشود

إيمانا لاحياد عنه ان الديمقراطية في العراق عام 2003 ولدت عرجاء  كونها أتت على انقاض الدكتاتورية والشمولية لثلاث عقود خلت بجلباب محتل ووجوه ومسميات اعتلت منصة الحكم وتصدت لقيادة البلد , غيرمؤمنة بها اصلا بسبب العقلية المتحجره وضعف الخبره واهتزاز الشخصية  وقصر الثقافة  , أطفات بصيص الضؤ من المواطن العراقي لأنقاذهم من براثن الغدر ومخالب الثأر  , رافقت التجربه أجندات غربيه بدعم غير محدود من قبل عرب الجنسية وشخصيات التنفيذ المموله في إحداث الشرخ الأجتماعي لجدار الوطن  , وسيطرت بشكل كبير على مجريات الأمور وساعدت بنشر مفاهيم الفساد وطرق الأنحدار , المرجعية الدينية الحكيمة ومن خلال خطبها التوجيهية الأسبوعية ولقاءاتها المستمره مع قادة البلد وسياسييه  لم تجد نفع أو تنقذ موقف للواقع المعاش  فيه, السير بالأتجاه الصحيح وعبور مرحلة الخوف  من المجهول هاجس يشغل عقلها وقلبها لمعاناة الناس وشكاواهم من حكومة ولدت من رحم انتخبات إلاانها لم تمثلهم أو تسعى جاهدت لرفع معاناتهم , نًحت المرجعية  بعد ذلك وجهها وأعلنت براءتها وادارت اتجاه بوصلتها عنهم .هل يُترك الأمر بهذا الشكل ؟؟؟غياب التوجيه الديني وانعدام الرغبة بالتغيير اتاح الفرصة لمن يرى في نفسه الكفء ان يتبوىء دورا متصديا لحكومة فاسدة  محاولا أيقاف النكوس المستمر لدولة تلفظ انفاس موتها الاخيرة  , عابرا للتحالفات والتوافقات السياسيه التي بنيت عليها الدولة بعد الانتخابات الاخيره وجاءت مع التظاهرات الجماهيريه ومحاسبة المفسدين , السيد مقتدى الصدر بما يملكه من تأثير فعال وقاعدة جماهيرية واسعه يُحسد عليها ليمسك زمام المبادره بتظاهرات جماهيرية  سلميةعارمه  شعارها محاربة الفساد وتغيير منهاج  , بعيدا عن ممثليه في السلطات التشريعية والتنفيذية متبرءا من الجميع في سياق حديثه ومطاليبه  عبر خطاباته وكلماته , هذا الدور الذي قام به ليس بعيدا عن أعين  المرجعية الحكيمة بغية ردع قادة العراق وتهديد مصالحهم  بعصا غليضة تلوح  لهم , لسلوكا مغايرا لما يجري في دولة العُراق المنشوده . موافقة المرجعية ضمنا على هذا الأسلوب يأتي بعد ان أعياها اليأس وركبها القنوط من ساسة لاتروعي لنصيحة  ولاتلتزم بقول بعيدة عن تغير مسار فسادها وإصلاح ذاتها ببرنامج وتخطيط منظم يُخدم أهداف المواطنين  ومحاولة لأعادة الوطن لسابق عهده وقوة تأثيره . عصا القوة التي بدأت تهدد العملية السياسية برمتها بزعامة تتناسب ومايريده اوصياء العملية السياسية في العراق ام انها تغرد خارج السرب , لتضرب المصالح الفئوية وتستفرد بالقرار.  يبقى السؤال عالقا في الذهن هل ان الصدريين مؤهلين لهذا الدور المستقبلي للبلد ام انه معولا لتهديم ماتبقى فيه . خاصة وان في ثيابه عوالق واشواك التصقت بجسده واتهامات لقادته ولجانه  وهيئاته التي تتغير بين الحين والاخر  وشركاءه من التحالف الوطني  وتحالف القوى والأكراد .