بعد أن خرجت الجماهير المليونية من جميع المحافظات تطالب حكومة رئيس الوزراء بإقصاء الفاسدين وسراق المال العام والجهلة والأميين الذين يتسللون عن طريق الأحزاب والكتل السياسية إلى المناصب وأخذت الأمور تتردى إقتصادياً وتنموياً وإجتماعياً وصحياً.
أصبح الدكتور حيدر العبادي أمام مأزق يجد الخزينة خاوية ومحافظات محتلة ووزارات تسير في طريق عدم التخطيط واللامبالاة وعدم وجود الإخلاص والأمانة الوظيفية وتقديم ما هو أفضل في بناء البنى التحتية التي تعاني من شلل كامل في جميع مرافقها وعلى أُثر ذلك باشر رئيس الوزراء في وضع خطة للإصلاحات لإقصاء الفاسدين بناءاً على دعوة المرجعية الرشيدة والجماهير الغاضبة في محاسبة كل من أساء للعراق والشعب والمنصب.
ولكن الذي حصل هناك من لا يريد عجلة الإصلاحات أن تسير بالطريقة التي رسمها رئيس الوزراء فتحولت عصا الإصلاحات من إقصاء من هم في خانة سراق المال العام والفاسدين إلى أقصاء من هم أدوا الواجب والأمانة والإخلاص، وكان غطاء الفاسدين بعض الكتل والأحزاب دفاعاً مستميتاً عن من أفسدوا وحصل العكس حيث شملت الإقصاءات من تسلم الوظيفة عند استلام رئيس الوزراء المسؤولية، وهذا ما جرى في الوزارات الخدمية والإنتاجية هناك من الكفاءات التي خرجت لم تلمس يدها المال الحرام وسيرتها الوظيفية بيضاء، ولكن لا يوجد لديها من يحميها أو يساندها في البقاء.
وهنا نجد أن المشكلة ليست بصغار الموظفين وإنما المشكلة في قائد الوزارة أي الوزير الذي وجد في عصابات الأحزاب والكتل حماية له لكونه مشاركاً في هذه الخلية الفاسدة، لذلك إن الإصلاحات التي شرع فيها رئيس الوزراء انحرفت عن أهدافها والتي طالبت بها المرجعية الرشيدة وساندتها بكل قوتها والجماهير التي رفعت شعارات وأسماء وصور الذين سرقوا وهربوا الأموال واستغلوا مناصبهم لأغراضهم الشخصية.
إذن أين الإصلاحات؟؟؟ الجواب لا يوجد أي شيء يرضي جماهيرنا التي خولت الدكتور العبادي في المضي قدماً نحو عراق خالي من الفساد والفاسدين. وكان المفروض أن ترفع جميع من شملهم الإقصاء أو عدم الكفاءة إلى مكتب رئيس الوزراء ويتم مناقشة كل ملف وتاريخ التعيين وماذا قدم وموقفه من تقييم النزاهة ولا يعتمد على رأي الوزير النهائي لأن هناك من ظلم وهو مخلص لوظيفته وللعراق وشعبه. وان المرجعيه الرشيده والجماهير والاعلام تطالب الدكتور العبادي بوضع حد للذين يريدون تغير مسار الاصلاحات ووضع المعوقات امام السير في طريق النهضه والتقدم والانتصار على قوى الشر.