نخرج عن المألوف.. ونتصور أن كم من الكلمات نجمعها في قارورة العين, ثم تعصر ونقل خلاصة عصارتها ليغذي العقل.. وانتقائها يلعب دورا مهما في المجتمع والطبيعة والحياة والإنسانية.
دعنا نفترض اننا نجمع ما يحدث الآن وما يدور من كلمات حولنا, من خلال الاحداث والاخبار والاشاعات, ونضعها في حاويات تتسع لها, تقام مركباتها, بحيث لا تتفاعل معها, لما فيها من مركبات مختلفة, تنتج بعد عصرها خليط من محاليل افتراضية, تتكون من سموم فكرية وعقلية واكاذيب وفقاعات, وغيرها من المواد الأخرى, تؤثر في الانسان والانسانية, ويعكس ذلك على المجتمع وطبيعة الحياة.
اذا الكلمة تؤثر على العقل الذي يعد الركيزة للإنسانية, ويحدث انحراف في المجتمع, وطبيعة الحياة وأسسها من جميع النواحي, ويتسع هذا الانحراف ليشمل شعب كامل, ودمار للبلد والحياة.
ومن هذا النهج يتضح.. دور الكلمة وتأثيرها على الشعوب, تحمل خطرا أكثر من خطر الفيروسات, التي وجد المختصون لها المضادات والعلاجات, أو أنها تصيب مجموعة معينة, او فئة عمرية معينة.
لكن الكلمة في بعض الأحيان مقنعة صنعها خبراء في الكلام والحروب النفسية, ساعد في تنميتها بالوقت الحاضر اكثر من السابق, مواقع التواصل الاجتماعي, وثورة الانترنت المتطورة.
وذلك أدى لإنتاج جيل جديد من الاجهزة اللوحية الرقمية والحواسيب, وغيرها من الهواتف ادى الى سهولة الانتشار بهذه الوسائل التي تنقل من مصدر الارسال الى المتلقي, وتعيد رجع الصدى, لوضع العلاجات والحلول الوهمية واستمرار فعالية التأثير بالمجتمع.
أصبح عصرنا الحديث.. عبارة عن تزاحم الكلمات وتختلط الصفحات علينا, مما ساعده على عدم التمييز بين الصالح والضار, وضخ الكم الهائل من المعلومات, بواسطة الانترنيت, الذي جعل جميع العالم في متناول اليد, التي تستهدف الشباب, والتغير في الأفكار.
وان ما كان قديم.. تحاول جهات عديمة الانسانية, وتجار الكلام, خلع ذلك من افكار الشباب, والهدف هو ان نفقد الماضي, وبهذا فقدنا تاريخنا وفقدنا ارثنا وعقائدنا, والأعراف العشائرية والاجتماعية, رغم ان اعداء الانسانية متمسكين هم بماضيهم وسلفهم.
يسعى اعدائنا لتطبيق نهج السقيفة, التي هي البذرة الاولى و لم تقلع جذورها لحد الان, وتعمل الانشاء البغض بين طبقات الانسانية, وتجلد القلوب بأفعال وأقوال.
وهذا يتطلب الوعي الكامل .. لا نردد الكلمات و نسمع أقوال واشاعات وبدع وخرافات, لأنها تهدم البناء الروحي, الذي ينشأ ويطور العقل, وردود الأفعال تخلق مجتمع منحرف.