لايحتاج المرء الى ذكاء استثنائي لمعرفة الجهة التي اعتدت على المتظاهرين في ساحة التحرير في بغداد وفي كربلاء. استطيع ان اوفر للحكومة وقتا وجهدا واموالا واقول لها لاداعي لفتح نافذة فساد جديدة وانفاق أموال اضافية وتشكيل لجان وجلسات ومماطلات ومماحكات فالجاني معروف للجميع.
بين الحين والآخر يتباهى نوري المالكي ومن بعده حزب الدعوة ان ليس لديهم ميليشيات كما الكتل والاحزاب الاسلامية الأخرى ومع هذا يتفاخرون ايضا بانهم هم من أسقط نظام البعث وثم طرد المحتل الامريكي وهم ايضا من يقوم الآن بتحرير الاراضي الذي احتلتها داعش.
بالتنسيق مع فيلق القدس الايراني, استقدم نوري المالكي عندما كان رئيسا للوزراء, استقدم مجموعة ارهابية أسسها ودربها فيلق القدس الايراني لاستعمالها كذراع لضرب اعداء المشروع الايراني في العراق والشرق الأوسط من شيعة وسنة على حد سواء.
لم يكن استقدام المالكي لهذه المجموعة الارهابية واغداق المنح والامتيازات عليها واشراكها في الانتخابات الوطنية الاخيرة الا لسببين اولهما الحد من خطر التيار الصدري وتهديدات السيد مقتدى الصدر لازاحة المالكي من الحكم بين الحين والآخر, وثانيهما ابتزاز أو التخلص من معارضي المالكي من العراقيين عن طريق تصفيتهم.
ورغم ان المالكي كان وراء فساد وخراب الجيش العراقي وتاليا تسليم تقريبا نصف اراضي العراق لتنظيم داعش الارهابي, طالبت ميليشيا عصائب اهل الحق بان يتولى نوري المالكي قيادة الحشد الشعبي الذي دعت له قيادة حوزة النجف لفشل القائد العام نوري المالكي وعشرات الآلاف من قواته المسلحة في حماية الاراضي العراقية امام بضع مئات من قذري داعش.
كسبت عصائب اهل الحق سمعة طيبة بين الكثير من شيعة العراق لانها تصدت لتنظيم داعش, ونحن كذلك نشكرها لهذا الموقف, لكننا لانعرف بالضبط من هي الجهات التي غضت الطرف عن او دعمت داعش بسلاح وعززت قواته بتهريب سجناءه في ابو غريب وغيره من سجون العراق ولازلنا نعتقد ان لايران دور بتعاظم قوة تنظيم داعش في العراق وسوريا لسببين اولهما القضاء على المعارضة السورية المعتدلة فيصبح المجتمع الدولي امام خيارين لاثالث لهما, اما دعم تنظيم داعش او دعم نظام الأسد, وثانيهما ابراز دور ايران في استقرار او زعزعة الوضع الامني في العراق واستعماله كورقة اخرى من اوراق الضغط على المجتمع الدولي اثناء مفاوضاته مع ايران حول برنامجها النووي.
أكد هذا الأمر ظهور قائد فيلق القدس قاسم سليماني المتعمد , المعروف عنه الابتعاد عن الاضواء الاعلامية, في الخطوط الامامية في المعركة ضد داعش في صلاح الدين ونصب صور للقادة الايرانيين في ساحات تكريت ورفع لافتات باللغة الفارسية أثناء تحرير المحافظة الذي تزامن مع مفاوضات ايران والدول العظمى حول النووي.
وأخيرا اريد ان احيي السيد مقتدى الصدر بمطالبته الحكومة لحماية المتظاهرين وتهديده بتسيير تظاهرات مليونية, وادعوه الى الايعاز لانصاره للتصدي لعصابة أهل الحق وحماية المتظاهرين ومن ثم العراق ككل من شرها. نريد ان نذكرك ,ياسيد مقتدى, ان نوري المالكي استقدم العصابة نكاية بك وبتيارك ولحمايته منكم والشعب العراقي فلاتدع المالكي وعصائبه ينتصرون لانك وتيارك حتما ستكونون هدفهم القادم ان هم تمكنوا من اخماد تظاهرات الشعب العراقي.