استوقفت مخيلتي ذات يوم قصة اعجبتني حكمتها فأصبحت رفيقة لي في لحظات الانهيار التي تنتابنا بسبب ظروف الحياة المختلفة ,, قصة تصوغ من التفاؤل نجمة براقة احتضن بريقها ظلمة السماء في ليل اسدل ستاره يأسا وخوفا من الغد , قصة تحكي املا اعتاد ان يردده شيخ عجوز في عرض البحر . ففي كل يوم كان يرمي بشباكه ليصطاد صيدا يفخر به في يوم من الايام ولكن !!!! كالمعتاد ..كان يومه مثل كل يوم , لا يصطاد الا الامل والترقب والاصرار الذي كان قوتا له ليومه التالي .
((غدا سيكون افضل ان شاء الله, فهناك الكثير من السمك في المحيط)), جملته التي كان يرددها دائما في لحظات خيبات الامل والخذلان بقلب مفعم بالسعادة والتفاؤل , وهكذا انقضت سنوات عمره وهو يترقب الامل المفقود والغد الموعود طريقا واهيا حتى مماته,,,ذلك هو شيخ البحر ز
قصة واقعية توضح بصورة مدهشة كيف يمكن استخدام طاقة الاصرار الخلاقة التي تقطن داخل كل منا وبشكل حاسم لمصلحتنا في تجارب الحياة , فاذا كان بإمكانك الاحتفاظ بهذا التفاؤل وانت تواجه خيبة الامل والفشل , فبالتأكيد سترى انك تتغلب عليها وتقهرها .
هناك مثل اغريقي يقول (( كما تريدون تكونون )), فأفكارنا لها القدرة على صنعنا وهدمنا واذا وجدنا انفسنا ذات يوم امام خطر السقوط فريسة هجوم من هجمات البؤس الشخصي , فلنجمع كل هذه الاحزان ونعتبرها حجرا نلقي به بعيدا عنا بما ملكت يدنا من قوة عرض البحر ,,ذلك البحر الذي كان يروي سنوات الصبر لشيخ عجوز , فهناك الكثير من الاشياء المحيطة بنا والتي لا يراها الكثيرون سوى ظواهر طبيعية ترتادهم كل يوم ولكنها غير ذلك , فجمال الشمس وقت الغروب , رقصات النجوم وسط ظلمة الليل , تفتح البراعم في الربيع وشدو الطيور ورقصها على اغصان قاحلة في الخريف كلها دروس وعبر تصور لنا الحياة بحلتها وجمالها نستلهم منها الحكم لنتوج بها خطواتنا الضعيفة الواهنة .
فكن شيخ البحر ليوم يأسك وقرر اي نوع من السمك تريد وأسع وراءه بالحماسة والاصرار فلن تلبث ان تجد تلك السمكة في شباكك فتحقق بذلك الشيء الذي ترغب فيه اكثر من سواه في دنيا واهية تتلبد بغيوم الاحلام الابدية.