14 أبريل، 2024 4:24 ص
Search
Close this search box.

عش هكذا في علو أيها العلم ؟!.

Facebook
Twitter
LinkedIn

القسم الثاني
إن مدة حكم حزب البعث للعراق لخمس وثلاثين سنة تقريبا ، إعتبارا من 17/7/1968 ولغاية 9/4/2003 ، المتميزة بحكم الإدارة شبه المركزية في أفضل مراحل تطبيقاته العملية ، لا بد من أن تترك بعض من سمات بصماتها المنبثقة من توجهات سياسية حزبية معروفة ، على مجمل الأنشطة والممارسات العملية والفعلية ، الداخلية والخارجية للدولة الحاكمة طيلة تلك المدة ، ومن بينها ما يرمز به إليها من علم وشعار ونشيد وطني ، حيث نصت الفقرة (ثانيا) من المادة (2) من قانون علم العراق رقم (33) في 8/3/1986 ، على أن ( تمثل ألوان العلم العراقي ألوان الرايات العربية التي أستخدمت في التأريخ العربي ، منذ فجر الإسلام حتى الوقت الحاضر ، وتمثل النجوم الثلاث مبادئ الوحدة والحرية والإشتراكية ) ، كذلك نصت الأسباب الموجبة لتشريع القانون المذكور ، بأن ( كانت الراية في تأريخ العراق والتأريخ العربي بشكل عام ، رمزا مهما من رموز الكرامة والعزة والوطنية والقومية ، وقد أولاها أجدادنا أهمية متميزة ، سواء في دفاعهم عن مبادئهم أو في إحتفالاتهم الوطنية ، وإعتزازا من ثورة السابع عشر/ الثلاثين من تموز المجيدة بالعلم العراقي ، وما يمثله من قيم الرفعة والإعتزاز بالرمز الوطني ، ونظرا لأهمية الأحكام والمراسم المتعلقة بالعلم ، ولعدم تضمين قانون العلم الوطني رقم (28) لسنة 1963 لكل هذه الأحكام والمراسم ، فقد شرع هذا القانون) الذي عدلت المادة (2/أولا) منه بموجب القانون رقم (6) في 22/1/1991 ( وتكون على الوجهين عبارة الله أكبر ، كلمة ( الله ) بعد النجمة الأولى ، وكلمة (أكبر) بعد النجمة الثانية ) ، كما تقرر بموجب القانون رقم (14) في12/5/1992 ، تعديل قانون شعار الجمهورية العراقية وختمها رقم (85) في 2/6/1965 على أن (1- تحل عبارة ( جمهورية العراق ) محل عبارة ( الجمهورية العراقية ) الواردة في القانون المذكور آنفا . و ( 2- يتمثل شعار الجمهورية في نسر زخرفي مأخوذ من نسر ( صلاح الدين ) ، مرتكز على قاعدة كتب عليها بالخط الكوفي ( جمهورية العراق ) …

أما بعد الإحتلال الغاشم سنة 2003 ، فقد نصت المادة (8) من قانون إدارة الدولة العراقية للمرحلة الإنتقالية لسنة 2003 ، على أن ( يحدد علم الدولة ونشيدها وشعارها بقانون ) ، وتلك وصية المحتل وإن إختلفت صياغة النص القانوني دون المساس بجوهر مضمونه ، حيث لا يعقل أن يكون المحتل وأعوانه قد وجدوا العراق من غير علم أو نشيد أو شعار وطني ، إلا إنها ضغينة عقول وتفكير الطارئين الذين لا ينتمون إلى العراق ، ولا يعرفون مضمون تشريعاته الرصينة في هذا المجال أو في غيره ، وإن لم ولن يستطيعوا الإتيان بأقل من معشارها وطنية ومهنية خالصة ، ولا يخفى وفي ضوء كل ما تقدم من بينات ، أسباب إصرار المحتل وأعوانه على تغيير العلم العراقي بآخر ينسيهم ما يذكرهم به ، مستغلين جهلهم وجهل الكثيرين بالقانون وبتفاصيل مواده والأسباب الموجبة لتشريعه ، وترديد الببغاوات لما يعد من الإشاعات والحكايات والإتهامات والتأويلات الباطلة ، ليطل على الشعب العراقي نموذج علم أقره مجلس الحكم بقراره المرقم (72) في 28/4/2004 ، بتوقيع ( مسعود بارزاني ) بصفته رئيس المجلس حينها ، والمتضمن ( إعتماد التصميم المرفق ، ليكون علما مؤقتا لجمهورية العراق لحين إنتخاب الجمعية الوطنية واقرار العلم الدائم ) . المتكون من هلال باللون الأزرق الفاتح على خلفية بيضاء ، وخط باللون الأصفر بين خطين باللون الأزرق في الجزء السفلي من العلم . ويرمز الهلال الأزرق في تصميم العلم الجديد إلى الإسلام ، ويشير الخطين الأزرقين إلى نهري دجلة والفرات ، والخط الأصفر إلى الأكراد ؟!. وقد أثار تصميم العلم موجه غضب وإنتقادات كبيرة ، ولاقى إستهجانا ورفضا شديدا من قبل قطاعات واسعة من الشعب العراقي ، كونه شبيها بعلم الكيان الصهيوني في إسرائيل ، ثم لتبدأ بعد الرفض الشعبي لإعتماده ، تصريحات وتبريرات سياسيين لا يشك في ولائهم للأجنبي الآثم بإحتلاله وحقده على العراق ، ومنها أن النجوم الثلاثة ترمز إلى أهداف حزب البعث ، في الوقت الذي كان النص القانوني واضحا في كونها تمثل مبادئ الوحدة والحرية والإشتراكية ، وهي ذات ما تمثله على وفق مضمون النص السابق لإعلان ميثاق الوحدة الإتحادية عام 1963، والفرق بين (المبادئ) التي تعني الأسس والقواعد العامة ، وبين (الأهداف) التي تعني الغرض المقصود تحقيقه من التوجهات السياسية المعلومة والمحددة ، واضحة ومعلومة ، إلا إن التشابه في المفردات المستخدمة أفزع دعاة التغيير المزعوم في ظل الإحتلال ، وحرك غريزة الرغبة في تبديل أغلب المفاهيم على وفق التوجهات السياسية الساذجة ، كالتي أطلقها رئيس إقليم كردستان حينها ، من أن العلم السابق قد قتل في ظله عدد من الأكراد ، متناسيا ومتجاهلا عدد الذين قتلوا من العراقيين تحت ظل أعلام كافة حكومات العراق ، وتحت ظل علم حركة التمرد الكردي المسلح وأنصارها من أعضاء الأحزاب الأخرى ، منذ العهد الملكي ولغاية الإحتلال الأمريكي البغيض للعراق ، إضافة إلى منع رفع العلم العراقي في إقليم كردستان ، الذي هو جزء من شمال العراق ، والإقتصار على رفع علم الإقليم بعد الإحتلال سنة 2003 إلى حين إقرار قانون العلم العراقي الجديد . ولكنه لم يدرك أن علينا أن لا ننسى من قضى نحبه شهيدا من العراقيين جميعا تحت ذات الرايات ، في معارك العرب ضد الكيان الصهيوني الغاصب لأرض العرب في فلسطين ، وكذلك عند مواجهة عديد الأعداء من حاملي أعلام ورايات إسرائيل وإيران وأمريكا ومن معهم من دول العدوان الثلاثيني عام 1991 ، ودول الإحتلال عام 2003 ومن معهم من العراقيين ورعاع سياسة العدوان وأرباب خيانة الأوطان سنة 2014 . إلى الحد الذي هدرت فية كرامة الشهيد وهيبة (الدولة) أمام سياسيي الصدفة ، وهم ينظرون إلى سفير إيران مغادرا قاعة الإحتفاء بذكرى الشهيد في 15/12/2018 ، عندما طلب مقدم الحفل الذي نظمه تحالف البناء من الحاضرين ، الوقوف دقيقة صمت تكريما لأرواح شهداء العراق ؟!. في ظل راية العراق ؟!. وبدون إتخاذ قرار طرده الذي يستحق وهو صاغر مهان ؟!.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب