من منا لايعرف ان بعض الأحزاب السياسية وتحديدا الاسلامية حولت (المساجد) من دور عبادة الى مقرات حزبية حتى اختلطت علينا العبادات بالإجراءات السياسية فهجرت الناس الكثير من المساجد وصارت اطلال فارغة لاسيما فيها الا رنيم الهجران ، نفس الامر يجري لكن هذه المرة بطريقة مدروسة مع المضايف حيث تسعى بعض الأحزاب لتحويلها لمقرات حزبية، قيمة المضيف ان يُستقبل الجميع ولايقف مع احد على حساب احد واقصد هنا المضايف الحقيقية وليست المضايف ( الدمج) اقرأ هذه الايام كتب مذيلة بأختام شيوخ العشائر هذه الكتب بعضهما يفهم منه انه وقوف مع جهة سياسية ضد جهة سياسية اخرى الامر.
لدينا ملاحظات كثيرة على العشائرية في المجتمع العراقي على العموم ان دخول كبار الوجهاء والشيوخ في تفاصيل سياسية عليها خلاف يغير المسار العشيرة ووظيفتها من المسار الاجتماعي الى المسار السياسي وهذا مالايحمد عقباه فيأتي زمن تصبح التسميات الآتية مثلا -الأمثال تضرب ولاتقاس كما تقول العرب-عشيرة ال غزي /جناح حزب الدعوة او عشيرة ال غزي /جناح المجلس الاعلى او عشيرة ال غزي /جناح اتحاد القوى او عشيرة ال غزي /جناح التيار الصدري وهكذا .
لايعني ذلك أبدا عدم الرغبة بالمطالبة بالإصلاح في العملية السياسية ولكن الأهم ان لاتتدخل المضايف ضمن برنامج المكاسب السياسية، ومعروف ان اي قضية في العملية السياسية في العراق هناك من يراها ابيض وهناك من يراها اسود ليس هناك شيء يتفق عليه بالإجماع على الأغلب العموم.
تحتاج المنظومة العشائرية بدلا من الدخول في التفاصيل السياسية ان تصلح نفسها وان تنسجم ضوابطها وتصرفاتها مع القانون فمثلا ان تمنع العشائر مايسمى ب” الدكة ” او حرق البيوت وتمتنع عن دعم الفاسدين وتسلم الجناة الى القانون والحث على كسر العلاقة مع الذين يثبت تورطهم سرقة المال العام والحد من المظاهر المسلحة العشائرية ومنع التجاوز على الأطباء ومنع أفراد العشيرة من التجاوز على الارصفة أليس هذا أفضل من التحول الى اداة بيد هذا الحزب او ذاك وتتحول المضايف الى ناطقية باسم هذا الحزب او ذاك؟!
ادخلت السياسة انفها في كل شيء في العراق في الجامعة في المسجد في الشارع في منظمات المجتمع المدني في المؤسسات الرسمية في المصانع ، كل شيء بات ينظر اليه على انه حصاد الصناديق الانتخابية، حتى وصلوا الى العشيرة والمضيف.
لا يفهم من ذلك انها دعوة الى ان تقاطع المضايف الأحزاب السياسية او تستقبل ضيوفهم بالحجارة او تغلق ابوابها لكن للضرورة القصوى تتطلب الاستماع للجميع والوقوف على مساحة واحدة من الاعتدال والحياد ليست وظيفة شيخ العشيرة ان يقوم بمهام الطبيب ولا وظيفة شيخ العشيرة ان يقوم بمهام النائب او التدريسي في الجامعات لكل شخص في هذا المجتمع وظيفته اذا انشغل بها ابدع وأنجز واذا انشغل بها وبغيرها فشل وعجز !
هامش: المقالة عن قضية عامة وليست خاصة ولا موجهة ضد اي جهة سياسية