18 ديسمبر، 2024 4:24 م

عشيرة الكريعات في الموصل

عشيرة الكريعات في الموصل

يأتي كتاب المحامي  الدكتور أحمد صالح الجبوري تحت عنوان (  عشيرة الكريعات في الموصل)  الطبعة الأولى  ٢٠٢١ الصادر عن دار ماشكي للطباعة والنشر والتوزيع / الموصل/ المجموعة الثقافية ، في( ١٢٧ صحفة) من القطع الكبير. ليكون إضافة نوعية ، ومصدراً جديداً، في الأنساب .

وليس بغريب على المؤلف أن يتناول مثل هذا الموضوع المهم ، حيث تأتي اهتماماته بالموروث الشعبي والانساب، كونه ابن عشيرة تهتم كثيرا بتداول الانساب في مجالس السمر في الدواوين، فقد كانت المجالس عامرة بالربع، وكان الإهتمام بتداول مرويات التراث والنسب، قائما بين رواد المجالس ،خاصة وان ابن الريف بطبيعة نشأته ،وموروث ثقافته، اعتاد ان يحفظ عمود نسبه عن ظهر قلب في تناول تراثه .

وتماهيا مع هذا النهج القبلي ،ومقاربة له كما جاء في مقدمة المؤلف ،فقد اقدم على تدوين  ما توارد الى سمعه وعلمه بطريق التواتر وما خزنته ذاكرته . وهو إذ أورد نسب عشيرة الكريعات في الموصل فقد مهد بمدخل موجز لبعض عشائر قبيلة الجبور وبيان موقع العشيرة بين تلك العشائر التي جاورتها مسكنا ونسبا، ولذلك فهو لم يكتب بحثا منهجيا او كتابا تاريخيا، وإنما قام بتدوين النسب، معتمدا المعلومة ومدى دقتها ،أو واقعيتها ، ولهذا خلا هذا التدوين من المصادر أو المراجع المعتمدة أو كاد.

وعشائر الكريعات موضوعة البحث تنتسب إلى جدها حسين الحسن الملقب بالكريعي أو الاكرع الخابوري المولد، والنشأة. والذي ينتسب إلى إبراهيم الجبر الحسين الانجاد العامر البشر الجبارة الجبر، كان يسكن مع بقية أقاربهم عشيرته ضمن قبيلة الجبور في منطقة الخابور،حيث انتشرت عشيرة الكريعات في مناطق مختلفة من العراق إضافة إلى بعض المناطق السورية ويوجد عدد منهم في جنوب تركيا .

وتجدر الإشارة إلى أن الكتاب، يتميز ، بتغطيته الشاملة لكل تفاصيل  نسب قبيلة الكريعات مشجرات وعوائل وأفراد ومناطق سكن من خلال الصفحات ألتي تضمنها الكتاب.

وتأتي قيمة الكتاب التراثية ،من كونه جاء، بسرديته الموضوعية ، نتاج تأليف كاتب ، عاش تفاصيل مفردات  نسب القبيلة وتلقى المرويات التراثية الشفاهية بصددها، من حديث الناس ،والرواة في مجالس ودواوين الديرة ، باحثا ومنقبا، لفترة طويلة، ليكون الكتاب بتلك المعطيات، مستودع خبرة متراكمة، في موروث الديرة ،في مجال الالعاب الشعبية، وشيء من تراثها ، بما يضفي على الكتاب ، قيمة تراثية موسوعية إضافية.

وهكذا يعتبر الكتاب، بهذه الاسلوبية التداولية الميدانية الشمولية لنسب قبيلة الكريعات في الموصل، مصدرا لاطلاع الأجيال، ومرجعا مهما للباحثين، والدارسين، والمهتمين بالموروث الشعبي في ريف الديرة ،لأنه جاء وليد خبرة ميدانية متراكمة ، واهتمام رصين للمؤلف، بعين تراثية متمكنة ،ومتمرسة .

ولعل طرح الكتاب، وفي هذا الوقت بالذات، سيكون مفيداً جداً، لتعميم الفائدة منه مصدراً للجميع، حيث حان الوقت للمبادرة بتوثيق الموروث الشعبي نسبا ،وعادات وتقاليد،في ريف الديرة ، وتسطيره على الورق، وطبعه في كتب للتداول، حفاظاً عليه من النسيان، والضياع بمرور الزمن..وتداعيات العصرنة الصاخبة بجوانبها السلبية .. وليكون مرجعا للأجيال القادمة،والباحثين والمهتمين بالتراث والأنساب مستقبلا ..