18 ديسمبر، 2024 9:41 م

عشيرة الجبور..شرف تصدح به سوح الوغى

عشيرة الجبور..شرف تصدح به سوح الوغى

العراق ببنيته القبلية التي  ترسخت جذورها منذ الفترة التي سبقت ظهور الاسلام  وصولا الى بلاد ما بين النهرين , ابدى اروع الصور البطولية في مكافحة الارهاب كون ان القبيلة هي الكيان الاكثر اهمية في المجتمع العراقي الذي عانى من الاضطهاد والاحتلال والتعسف لقرون عديدة، فأثبتت  دورها وفاعليتها في الحفاظ على التقاليد وتماسكها التاريخي وتأثيرها الاجتماعي العميق بالأصالة والحضارة , ومن هذه القبائل التي اثبتت وجودها البطولي ودورها الفعال في حماية البلاد من الهجمات الارهابية هي قبيلة الجبور المتشعبة الوجود في مختلف انحائها.

فمن المعروف ان قبيلة الجبور من القبائل العربية الاصيلة والعريقة والكبيرة, الواسعة النفوذ بامتدادها الكبير في اغلب الدول العربية، والتي انجبت الغيارى من المشايخ والشخصيات البارزة واثقي الخطى ومواقفهم السديدة للكثير من المواقف الصعبة.

قد تكون شخصية سليم الجبوري هي القدوة بالنسبة لأسلافه الميامين وامتدادا حضاريا لهم, حاملا من التقاليد القبلية درعا حصينا يجابه به شرور الغادرين، لذا فقد كان لدعمه للعشائر في كافة المحافظات خطوة اساسية لتفعيل ذاك الصرح الحضاري العميق لمواجهة العمليات الارهابية وتكاتف الجهود وتوحيد الهمم وتحصين السور الوطني ضد داعش واعوانه حتى بات ابناء المناطق المحتلة يسطرون اروع الملاحم وابسلها تشهده الربوع ويحتفي بها كل شبر من ارض البلاد الابية.

وكان لجبور الضلوعية جنوب محافظة صلاح الدين اروع الصور في دحر الارهاب ومجابهته  بكل ما اوتوا من قوة سواءً في محافظتهم او في بغداد, سعيا للقضاء على الارهاب ووجوده الوحشي ووأد الفتنة الطائفية التي حاول الارهابيون اشعالها, وايقاف زحفهم الدموي، حيث رفع ابنائها علم النصر العراقي الذي لا يفوقه اي علم اخر في العالم، فقد اثبتوا حبهم وولائهم المطلق للبلد بمختلف فئاته وطوائفه وكان لموقفهم البطولي ضد عصابات داعش التكفيرية من اجل ان تبقى راية العراق عالية خفاقة ترفرف في علياء سمائه.

ولم تخلو ديالى وصلاح الدين من حكايا وقصص البطولة التي سطرها ابطال الجبور في التصدي للارهاب واطفاء الفتنة الطائفية ولملمة النسيج الطائفي الذي حاولوا تمزيقه بشتى الوسائل فكان لدور أبناء المحافظة من العشائر وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية نقلة نوعية في استتباب الأمن بالمحافظة وتكثيف جميع الجهود للحد من الخروقات الأمنية والحفاظ على ارواح أبناء العراق باعتبارهم الثروة والامل لبناء بلد امن وموحد.

وكذلك شهدت العلم صولات بطولية توسمت بالشهادة التي ارعبت اوكار العدو والتي كللتها الشهيدة العراقية البطلة امية الجبوري بمسيرتها المعطاء وهي تشارك ابناء ناحية العلم في صد هجوم لعصابات داعش الارهابية التي كانت تحاول استباحة واقتحام الناحية, فباتت مصدر فخر واعتزاز لأهلها وعشيرتها وابناء بلدها فقد ابدت بطولة نادرة صارت حديث الجميع وهي تضحي بنفسها، لتكون شهيدة العلم والعراق العظيم  لتلحق بموكب من سبقوها من الشهداء الابرار حبا ودفاعا عن وطنهم.

وشهدت عشائر الجبور مواقف عجزت العقول عن سردها في مناطق الرمادي والموصل والشرقاط  والقيارة، فقد ارتوت اراضيهم  بدمائهم الزكية التي هدرها ارهاب داعش الاجرامي عندما اصدر حكمه باعدام ابنائهم من الذين رفضوا الولاء لهم، وصدحت حناجرهم بحب الوطن والشهادة من اجله فكانوا نجوما تلمع في سماء البلاد وتشع البطولة الازلية رغما عن زيف رسالاتهم التكفيرية، ولم ينفك اهالي هذه المناطق من مقاومة المغتصبين ودك وتد العراقة فوق اوكارهم، رافضين وجودهم، من خلال اثباتهم وتأكيدهم على عزيمتهم التي لا تلين واصرارهم على تطهير المناطق من أي دنس تكفيري مهما كانت الظروف.

مواقف لاتعد ولا تحصى تحملها اروع الصور باجمل الوان الفداء والجهاد والشهادة , تغنت بها عشائر الجبور بوقفاتهم السديدة والتي توجتها اكاليل رئيس البرلمان سليم الجبوري وهو يزرع ازاهير المجد انحاء البلاد ويقطف من زهورها اكاليل غار تفخر بها الرؤوس العراقية القبلية الاصيلة العصماء.

ان جهوده المبذولة مع القبائل وتقبله للمجتمع القبلي سيمكن الحكومة العراقية من العمل جنبا إلى جنب مع القبائل الاخرى وفي كافة المحافظات، لكبح جماح العناصر الإرهابية داخل العراق , خاصة ان الموقف الامني اليوم للعراق يستدعي استنهاض كل شيخ عشيرة شريف غيور على بلده وذو نخو عربية عراقية أصيلة من أن يثقف أبناء عشيرته لاسيما في القرى والأقضية والنواحي تثقيفا أمنيا من خلال الإرشاد والتوجيه الوطني وزرع الحس الأمني لديهم من اجل مكافحة الإرهاب والمجاميع والزمر الخارجة عن القانون وبث روح احدة العراق الواحد, تأييدا لمقولة ( اهل مكة ادرى بشعابها).