23 ديسمبر، 2024 11:03 ص

عشية مفاوضات الكتل السياسية..الديمقراطية اولا

عشية مفاوضات الكتل السياسية..الديمقراطية اولا

تاتي زيارة الوفد الكردستاني الى بغداد لاجراء مفاوضات مهمة وصعبة وغاية في التعقيد بعد ان وصلت العلاقات السياسية بين الحكومة المركزية وبخاصة بين التحالف الوطني ولاسيما دولة القانون وبين التحالف الكردستاني الى ادنى مستوى لها، في الوقت الذي اتخمنا  الطرفان بسيل من الخطابات والمناكفات السياسية وفوضى عارمة وانتاج غزير من المهاترات والهتافات جيرت بالحرص الوطني والمصلحة العامة والحرص على الشعب ومصالحه والوطن وامنه كما كال كل طرف للاخر سيلا من الشتم السياسي والقذف والتوصيف المليء بالاساءة، الى حدود الاتهام بالتفريط بالعملية السياسية وسيادة الوطن والديمقراطية الوليدة وفي واقع الحال اتعبونا هؤلاء السياسيين وازعجونا تماما من خلال ضجيجهم الذي احدثوه على شاشات التلفاز والصحف والاذاعات، واذا توقفنا عند ماحققه برلماننا المريض من قرارات سوف لا نجد منها ما يخدم الشعب اوله علاقة بهمومه وحقوقه ومظلوميته حيث ان غالبية قراراته ومشاريعه ان لم نقل كلها تتعلق بما يخص المعاهدات الدولية اوقرارات هامشية لا تلامس حياة المواطن بشكل مباشر ، في الوقت الذي تؤجل فيه قرارات ومشاريع قرارات تهم الشعب .. كقانون الاحزاب اوقانون التقاعد اوقانون البنا التحتية او العفو العام للابرياء فقط لاغير .. بينما يشمر البرلمانيون عن سواعدم بتشريع قوانين واقرارها بدون عناء ولاتكلفة لانها لا تهمهم ولا كتلهم ولا تمس حياة المواطنين كمثل تلك القوانين  “>
    –  قانون تصديق اتفاقية التعاون القانوني والقضائي في المسائل المدنية والاحوال الشخصية بين حكومة جمهورية العراق وحكومة الجمهورية الاسلامية الايرانية
– هنأت هيأة الرئاسة الاخوة الايزيديين بمناسبة حلول عيد (جما) الذي يصادف هذا الاسبوع متمنية لهم التوفيق والنجاح
– تم التصويت بالموافقة على مشروع قانون إنضمام جمهورية العراق الى اتفاقية حماية وتعزيز تنوع اشكال التعبير الثقافي.
هذه فقط امثلة بسيطة على اللغو البرلماني الفارغ والذي يسبب الصداع لابناء شعبنا المحرومين من التلذذ بطعم خيرات بلدهم.
واليوم وعندما تتواجه الكتل السياسىة لتخوض كفاحا مريرا عبر مفاوضات شاقة تتعلق بقضايا غاية في التعقيد والصعوبة لاسيما المادة 140 وقانون النفط والغاز والبيشمركة والتسليح وغير ذلك من القضايا المعقدة ، ولكن اذا نسي المتفاضون قضايا اساسية ومصيرية فانهم وان توصلوا الى حل لاعقد المشاكل فأنها تظل في خطر وعرضة للانهيار اوالالتفاف عليها وهنا المقصود اهمية التركيز على اهم القضايا الا وهي ترسيخ وتعميق الديمقراطية وبنائها على الاسس السليمة والتمسك بقواعدها ومفاهيمها الرصينة. ومن المعروف ان تاريخ  الشعب العراقي حافل بالبطولات والتضحيات والامجاد ،ومن المفروض ان من عاصر وتربى في كنف تلك الحقب التارخية يمتلك من الخبرة والحكمة ما يؤهله ويحتم عليه تسخيرها لخدمة قضايا الشعب والوطن ولا يمكن ان نتجاهل قدرة وخبرة وحنكة القيادات الكردستانية  في ادارة الحوارات والصراعات واحتواء الهجمات اكثر من غيرها استنادا الى سلسلة طويلة من المفاوضات خاضوها مع حكومات ذات اتجاهات مختلفة، وطنية، ورجعية، وفاشية كما هوحزب العفالقة، وعليه فهم الاقدر والاوفر حظا في احرازالنجاحات وتمرير الاهداف وتحقيق الانتصارات مهما كانت تلك الجولات تبدوا صعبة وقاسية، ومن هنا فليس من المنطق والعقلانية ان يجري تجاهل ظروف مؤاتية وفرص سانحة دون استغلالها في تحقيق مكاسب وانتصارات ليست للشعب الكردي فقط وانما لمصلحة الشعب العراقي بكل اطيافه..ولا اعتقد ان الكرد يجهلون ان مصيرتحقيق اهداف ثورتهم مرتبط اولا واخيرا بمصير انتصار الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية في العراق ومن هنا يتطلب العمل اولا، الانطلاق من المفهوم الواسع في تحديد اولويات الاهداف وتخطي المفاهيم الضيقة المنقوصة والقصيرة الاجل،ففي الستينيات من القرن المنصرم رفعت القوى الديمقراطية وفي مقدمتها الحزب الشيوعي العراقي شعار( الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان) وقد عبر ذلك الشعار عن فهم عميق وستراتيجي وربط جدلي بين الاهداف البعيدة والاهداف الانية ،القريبة ،وقد تحقق الحكم الذاتي ولكنه عاد وتعثّر وفشل وانهار بسبب انعدام الحياة الديمقراطية وتسلط الحكم الدكتاتوري الدموي البعثي على العراق..ومن هنا ندعوا كل القوى الخيرة التي يهمها بناء عراق ديمقراطي فدرالي موحد ان تضع نصب اعينها اولا( ترسيخ وتعميق الحكم الديمقراطي لانه في تحقيق هذا الهدف النبيل تتحقق كل اهداف الشعب العراقي.)
ليس هناك شك في قدرات وامكانيات قادة الشعب الكردي في تشخيص اولويات نضالهم وطبيعة المرحلة وماتحتمه الظروف الموضوعية من مسؤوليات تاريخية جسيمة على من بيده صنع القرار السياسي وما يتبع ذلك من تحمل مسؤولية شعب بأسره وعليه يتطلب الامر حساب الربح والخسارة بشكل دقيق ارتباطا بالعلاقات التاريخية الطويلة التي تربط الشعبين المتأخيين في العراق ، العرب والكورد…وفي ذات الوقت ان قادة الشعب الكردي واعين تماما لما يحيط بهم من ظروف ذاتية وموضوعية كما انهم قادرين فعلا تمييز وتشخيص الغزل السياسي الآني والعلاقات السياسية النفعية المشبوهة والتودد المصلحي من قبل الدول المجاورة للعراق والمحاددة لكردستان العراق واخذ الحذر واليقضة لما يخططون له من ضرب مصلحة الشعب العراقي بتاجيج الخلافات وسكب الزيت على النار وخلق الفتن والتصادم بين اطراف العملية السياسية..واخيرا نأمل ونتمنى نجاح جهود المخلصين.