7 أبريل، 2024 3:30 ص
Search
Close this search box.

عشنا وشفنا ، برنامج (ولاية بطيخ) يسبب هدر المال العام !

Facebook
Twitter
LinkedIn

تابعتُ خبر إستدعاء مدير شبكة الإعلام العراقي السيد (نبيل جاسم) ، إلى “النزاهة” ، بسبب “إهداره” للمال العام من خلال تعاقده مع طاقم البرنامج الأسبوعي (ولاية بطيخ) ! ، وحقيقة إن بيني وبين قناة (العراقية) خصامٌ طويل الأمد ، وأن ترتيبها من بين القنوات الأخرى يقع في ذيل قائمة قنوات (الستلايت) ،كونها (بوق للسلطة) كما وصفها السيد نبيل جاسم ، لكني كنت أتابعها في يوم محدد أسبوعيا لأجل عيون برنامج (ولاية بطيخ) ، لأنه من الأعمال العراقية الكوميدية النادرة التي ترسم البسمة على الوجوه بأسلوب غير تقليدي ، وتحاكي الواقع بأسلوب تهكمي ساخر وهادف وممتع ، يكشف عن مواهب حقيقية تتناول خفايا البيئة العراقية ، واستنباط الإبتسامة من الحزن المزمن ، وإنتزاعها من بين ركام المآسي ، وكأنك تستخلص السّكّر من العلقم ، وبياض الحليب من القار ، بل العطر من كومة الأزبال ، يحتوي على الكثير من الغمز واللمز بإنتقاداته المبطنة للطبقة السياسية ، ووقوفه مع ثوار تشرين ، وهذا هو مربط الفرس الذي أدّى به ما أدّى ، ولا أدري حقيقة توقيع العقد مع طاقم هذا البرنامج الناجح مع السيد نبيل جاسم “منفردا” دون حضور لجنة ،

لكن النجاح الجماهيري لهذا البرنامج لا يساوي شيئا مقابل (الرضا السلطوي) المليء بالفساد والإستئثار بالسلطة مهما كلف الأمر والكذب على الشعب ، ومَنْحِه لنفسه إمتيازات خرافية (بمنتهى الشفافية) !، وأغداقه بسخاء على أحد أدواته وهو القضاء ، بالمُنح والإمتيازات والأراضي والرواتب العالية والإستثنائات الأخرى لأنهم (فقراء يا حبة عيني) على حد قول أخواننا المصريين ، ومنها منحهم مؤخرا قطع أراضي بمساحات واسعة وفي أرقى أماكن بغداد ، حتى لو كانت على مساحات محرمة كونها مناطق خدمات منذ عهد المالكي ولحد الآن ! ، القضاء الذي يغض الطرف ويلتمس العذر مهما كان تافها ، لشخوص الجريمة المنظمة للطبقة السياسية وإصداره فرمانات الإعفاء من قبيل (في مقتبل العمر) ،أوكبير في السن ، وغض الطرف عن إعترافات (وهي سيدة الأدلة) على جرائم فساد علنية ، وإمتناعه عن معاقبة (إرهابيو الأمس وحبايب اليوم) والخونة والسّراق ومئات المليارات المنهوبة بشخوصها المعروفين ، لأن السلطة تريد قضاءً على مقاسها ويأتمر بأمرها .
شُكّلَت لجنة (إستعادة الأموال المنهوبة) ، جلّ اعضائها من الناهبين ! ، يذكّرنا ذلك بلجنة “مكافحة الفساد” في عهد السيد عادل عبد المهدي ، أعضائها من الفاسدين ! ، وكلاهما لم تتمخضان عن أي شيء ! ، القضاء الذي يئس من عدله الإنسان البسيط لتشبث القضاء بمعايير مزدوجة صارخة ، وترى هذا المواطن مرتعبا أمام القاضي بأسلوبه الفظ والمستفز ، فأين نحن من مبدأ وحيادية علي بن أبي طالب الذي (لا ييأسُ الفقيرُ مِنْ عدلِه ، ولا يَطمعُ الغنيُ في باطِلِه) ، هكذاتضعضعت ثقة المواطن بهذا القضاء ، ولن يستعيدها إلا بوضع جميع القائمين على العملية السياسية خلف القضبان ، فجرائمهم لا تسقط مع تقادم الزمن ، وها قد إنتهت “الإنتخابات” ، وجميع الكيانات تتحدّث عن عدم التفريط بحق الشعب ! ، يتحدّثون يإسمنا ، نحن الأغلبية الصامتة ، الكتلة الأكبر ، دون حتى أن يستشيروننا ، فحدّ الله ما بيننا وبينهم ! .

النزاهة ، تركت المئات من المليارات من الموال المنهوبة ، واللصوص والفاسدين والخونة والقتلة والإرهابيين ، لتمسك بتلابيب برنامج حيادي أمتعَ الجمهور ، والدليل على حياديته ، أنه تنقّلَ بين عدة قنوات تلفزيونية ، إنها حقا نزاهة !.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب