18 ديسمبر، 2024 10:18 م

رجل أحب عاهرا، طلبها للزواج، فلم يوافق أهلها، لان الشاب من عائلة متدينة، ملتزمة، تخاف الله، وان تزوجها يخشى عليها ان تترك عملها الذي يعتاشون منه، لان عائلتها جيش من العاطلين والمتسكعين، وكانت هذه العاهر الدجاجة التي تبيض لهم ذهبا، وبعد طول سنين، جاء أولاد العاهرة، ليقولوا لذاك الشاب، الذي اخذ الشيب منه مأخذ، هذه امي تقول هيت لك، لكن بشرط ان تترك اسرتك، وتأتي للعيش عندها.
رفض، وفي البداية انتفض، وقال لا اريد، فقد رفضتني عندما كنت كالحديد.
لكن قلبه رف لأيام العشق القديم وتلهف، فقال موافق، ولكن بشروطي!
أولها عن العهر تتوب، وتترك تلك الدروب، وتكون لي مطيعة، وتمشي وفق الشريعة!
ضحك الأولاد وقالوا
ان انها لبيت الله حجت، واستغفرت واهتدت، وليلها تقضيه في العبادة، وتكاد لا تعرف الوسادة؟
يا عمنا، نحن لها ضامنان، ولك سنطلق العنان، فأفعل ما تشاء، ونحن معك نعيد البناء.
فرح الشيخ بما اتاه، وراح يسجد شاكر لله, فقد حقق مبتغاه, وأصبحت محبوبته معاه.
ترك الرجل بيت اهله وارتحل، فاستقبلوه اهل الغانية بالبخور، فهذا ينثر عليه الورد وذاك العطور، وتلك تناديه عمنا، وهذه تقول شيخنا، وتلك تسميه ابانا.
استقبلته غانيته، وبسحرها أبهرته، فقالت انا ملك يديك، فهات ما لديك، وولدي مصلح وصالح هما ساعديك، وستجدهم بما تأمرهم يقولون لك لبيك وسعديك.
فرحت المدينة بالزواج، وقالوا ان هذا الرجل هو العلاج، وستكون المدينة مرتاحة، وتنتهي الوقاحة.
اخذ الرجل يتحدث عن الإصلاح، وكل من يستمع لكلامه يرتاح، ويشعر ان الخير قادم، وستصان المحارم.
مضت الأيام، ومصلح وصالح لا يتركوه الا عندما ينام، وصاحبنا بمرور الوقت ترك لهم اللجام، فاخذوا يأمروه بالجلوس والقيام.
أصبح ارضاء محبوبته كل همه، وترك أمور البيت وكل الامة، بيد الأبناء.
وذات يوم، هجم على اهله القوم، فراح الكل ينظر اليه، لعله يحرك يديه.
لكنه ويال الأسف كان، سلم الرشمة والحصان !