ضمن القادم في السنوات العشر المقبلة والسوداء باستمرار على الشرق الاوسط هي باكستان وايران وتركيا.لا زال الهدوء يخيم على احداث باكستان، الا ان هناك تحركا خفيا للجنوب بلوشستان لضرب الدولة والانفصال، مدعوما من قبل الصين عبر استثمارات تصل الى 90 مليار دولار معطلة بسبب عدم استقرار الاوضاع هناك!
ايران فتحت اراضيها للجان التفتيش، تصادقت مع الشيطان الاكبر وستبدأ التحركات الداخلية بالصعود اكثر خصوصا مع جارتها باكستان عبر بلوشستان من جهة. عدا مناطق العرب المجاورين للعراق وامتدادا للضفة المقابلة لدول الخليج على طول البحر والتي اغلبها عربية سنية عدا بعض المناطق وهذه المناطق السنية تحت قمع ولاية الفقيه. يضاف لهم الاكراد والاذريين وهم كذلك سنة في الغالب. لتتمحور ايران في فارس قلبها الحالي، قفرا لا موارد فيها عدا ارث تاريخي سياحي مهيب. زوال حكم ايران يعني بقاء شيعة ايران بدون ولاية الفقيه لا اكثر، وجود الشيعة في ايران يمتد عبر جغرافيتها في اغلب مدنها.
تركيا دخولها كان الاسرع في معادلة الانهيار لاسباب ترجع لصعودها الاقتصادي الاسرع وحدث الطائرة الروسية ودعمها لاسقاط الاسد وولائها للناتو غير المدعوم من الطرف المقابل. تحركات الاكراد باتت واضحة ولا خلاص منها في القريب العاجل. يضاف الى ذلك حملات واسعة للتبشير على معظم جغرافية تركيا بانتظار حين الفرصة لاعلان اقليم يضم مسيحي تركيا، ربما خلال خمس سنوات قادمة. تحركات دولية كنسية ناعمة تتامل عودة اسطنبول الرومية الى احضان اوربا وربما ستكون هي الاقليم المسيحي المرتقب. او مدن الشرق المحاذية لارمينيا بحكم وجود اقلية مسيحية هناك لتصبح اكثر اندماجا مع جارتين مسيحييتين ارمينيا وجورجيا. ما عدا مدينة اسطنبول فان الشمال الساحلي مختلط الاعراق، الشركس والقوقاز والروس هم الاغلبية، جغرافيا لديهم القدرة على خلخلة الوضع، رغم عدم وجود ما يشير الى ذلك حاليا. ولا زالت روسيا بعيدة عنهم، لكنها ربما تتحرك مستقبلا طالما ممرها البحري الدائم والوحيد يمر ما بين اسطنبول وتلك المناطق عبر البحر الأسود، ولا باس بدعم انفصال اسطنبول الاوربية مستقبلا مما يؤمن مسارها البحري بشكل اكبر. العلويين الشيعة منتشرين في كذا منطقة في تركيا، تعايشهم مشترك ولكن اذا تم تحريك خيوط ايرانية هناك فمن الممكن ان تنشأ ارادة جديدة لاحداث المشاكل، لا زال الهدوء يخيم عليهم ولا بوادر حاليا في هذا الخصوص عدا حركة التبشير بين صفوفهم!
سوريا وللاسف الكبير اوشكت اغلب مدنها ان تصبح خرائب وهي بذلك مؤهلة تماما لاي اعادة توطين او اي تغيير سكاني وكل الاحتمالات مفتوحة. عدا لاجئيها حول العالم والذين كما يبدو هم الاخرين لن يعودوا، على الاقل قريبا.
بموجب هذا المنظار القاتم، وطالما العراق مستمر في نهجه الحالي محليا ودوليا، فسيمر العراق بما هو اسوأ على طول تلك السنوات القادمة خصوصا مع انهيار اقتصاده وتزايد قيوده تحت هيمنة صندوق النقد الدولي، الا اذا اتبع سياسة السيطرة على ارضه وثرواته ولملمة شمل العراق من جديد كما هو الحاصل مع دول اخرى ضمن المنطقة لا زالت ممسكة بزمام امورها. هذا لن يحصل والاصلاح لن يغير شيئا من واقع اقتصاد البلد طالما كل العقود ابرمت وانتهى الموضوع! التغيير الحقيقي هو بانقلاب عسكري يقوده ابناء جنوب العراق حصرا، فهذه مهتهم حاليا، هم اكثر من وعى كم الخراب والزيف الذي اتى به اهل العمائم واتباعهم، عدا عن ان المدن السنية اوشكت على الخراب الكامل وستكون منشغلة بتبعيتها الجديدة لدول سنية تمول اعمارها، ان تم اعمارها اصلا ولم تسرق الاموال ويبقى ابناء تلك المدن مشردين ونازحين ولاجئين! وهكذا وتحت ضغط التاثير الديني للمذهب الشيعي، فلا ارتقب بادرة من جنوب العراق بهذا الخصوص على الاقل خلال السنة او السنتين القادمتين. وعليه فلا تغييرات حقيقية مرتقبة خصوصا مع كم الميليشيات الحاكمة هناك والتابعة لايران. وستبقى العمائم تعمل في خطين اما المدمر والتابع لايران، او المخدر عن ضرورة وجود حكومة حقيقية بانتظار المهدي. وكلتا الحالتين مررنا بها سواء اعترفنا او انكرنا. ومع الفقر والتفقير والتجهيل المستمر والحالي للشعب فعلى الاغلب هناك موجة هجرة قوية للخارج على طول السنتين القادمتين وعلى مستوى يشمل كل العراق وخصوصا ابناء الجنوب تحت قيود الضغط المخرس لاصوات الاصلاح والانفصال عن جبروت ايران. بالمقابل وطالما ان كل الخراب والافساد والسرقات والقتل في نهاية المطاف تصب في صالح تعجيل ظهور المهدي والتسريع باظهاره فالموضوع لا يتعلق بالوطنية من عدمها لدى من هم في الحكم الان، هو اوسع ويدخل في عمق فكر وروح وحياة من يحكم، وطالما “لازم حاكم جعفري” فلن تقوم للعراق من قائمة.
هكذا ارى الامور حالياً!!