شارع الثقافة، شارع الفن والأدب، شارع العلم والحضارة والتاريخ، شارع المتنبي في العاصمة بغداد، واجهة الفخر والإعتزاز، أمام الحضارات والثقافات العالمية الأخرى، هو محط رحال جميع المثقفين، في كلِّ يوم جمعة، من كل أسبوع…
أحد أبرز معالم هذا الشارع، هو المركز الثقافي البغدادي، التابع لمحافظة بغداد، وهي بناية تعود في تاريخها إلى حقبة الإحتلال العثماني، تتكون هذه البناية من عشرة قاعات، تُقدم في كل قاعة فعاليتان، ضمن وقت محدد، من كل جمعة، وكذلك لا نغفل عن باحة المركز، حيث المسرح المفتوح، ومعرض الفن التشكيلي، ومعرض الكتاب لكثير من دور النشر…
هذا المَعلَم الحضاري والمركز الثقافي، كان يدير أعماله خمسة وعشرون موظفاً، تم تقليصهم إلى عشرة موظفين، بسبب سياسة التقشف التي تتبعها الحكومة العراقية، ولكن هؤلاء العشرة أصروا على إتمام المشوار، ومتابعة المسير، وتحمل العبئ والمسؤولية، بالرغم من هذا التقليص ورفع الدعم المالي عن المركز، لأنهم أصحاب مشروع ثقافي حقيقي…
لست بصدد تحقيق صحفي، ولا كتابة تقرير حول فعاليات المركز، فما عليك إلا الحضور ومشاهدة ما يجري، ليُسرَّ ناظرك ويتمتعُ سمعك، ويطيبُ نفسك، ولتعلم أيُّ الفريقين أحرص وأقدر على نشر الثقافة والفكر والأدب، المركز البغدادي أم وزا ة الثقافة؟!
وزارة الثقافة، ذات العدد الهائل من الموظفين، والتخصيصات المالية الكبيرة لها، في الموازنة، كوزارة عراقية، والتي تملك البنايات الكبيرة والكثيرة، ذات الدوائر والمديريات المنتشرة في جميع أطراف البلاد، والتي تقيم المهرجانات تلو المهرجانات، وتطبع الكتب التي لا يعرف عنها وعن كُتَّابِها شئ يُذكر، حتى أن الكتاب لا يسد إجور طباعته، وتدعو إلى مهرجاناتها أُناس لا يمتون للثقافة بأيةِ صلة، شأنها في ذلك شأن نقابة الصحفيين العراقيين، التي تمنح عضويتها لـ(فيتر سيارات) ولا تمنحها لكُتَّاب لهم قُرائهم ومُريديهم…..
بإحصائية بسيطة جداً، نعرف أن المركز البغدادي يقدم خمسة وعشرون فعالية في يوم واحد فقط(وهو يوم الجمعة)، بمعنى 100 فعالية في الشهر، فهل إستطاعت وزارة الثقافة أن تفعل ذلك؟!
ألم يكن من الأجدر تقليص موظفي وزارة الثقافة ومدرائها العامين الفاشلين بدلاً من تقليص موظفي المركز؟!
بقي شئ…
نطالب المثقفين والمسؤلين الشرفاء، للوقوف تضامناً مع المركز البغدادي، وجميع مرافق شارع المتنبي، لأنهُ منبر الثقافة، الحقيقي والحر.