18 ديسمبر، 2024 3:25 م

عسلٌ منبوذ المرارة

عسلٌ منبوذ المرارة

وأستوى لساني على قمّةِ جبل اللذّة الخائفَ السفوح يدغدغُ شَبَقهُ تفجّرتْ ينابيعهُ جسورة تتمنّعُ خيّمَ في روحي جحيمها أفركُ توهّجَ النزول فـ تصعدُ نحوَ السماء تولدُ وتموت ثابتٌ هو على أغصانها عصفورٌ ينقرُ دائخٌ يهاجمهُ مثلثها أخرسها صوت طبول اللهفة الوقحة تخضرُّ وتسودُّ على حافةِ ربيعِ المُقل المتفتحة , ليسَ بمقدورِ جسدكِ الذي زحفتْ عليهِ جيوش الترهّل أنْ ينسى صوات جنوني , وغزواتي الناهبة لكنوزهِ تحتَ عباءةِ التمنّع , في كلِّ زقاقٍ مِنْ أزقةِ مدنكِ المهدّمة تركتُ رايةً تلوّحُ عالياً في بئرِ لوعتكِ شَبَقاً كانت تتهافتُ عليهِ , كيفَ لأرضٍ أمطرتها لوعةً مجروحةً أنْ تنسى مطرَ الربيع ؟! , فأرضكِ العطشى استبشرت بقطراتِ شهوتي تملأُ قارورة الاحتياجِ اللذيذ , ضجيجُ دموعكِ الصاخبة غموضٌ أرهقني في رحلتي صوبَ تواريخكِ الجارحة , كمْ أزهرتْ ينابيعي خلجانكِ تُضيءُ لكِ شموسَ دهاليزَ صيفكِ الطويل ؟! , تركَ أزهارَكِ باهتةً بلا عطرٍ مزاجها علقماً أفقدها أصالةَ خصوصيتها المتعطّشة عميقاً في روحي .