18 ديسمبر، 2024 11:53 م

عسكرة دائرة صحة نينوى

عسكرة دائرة صحة نينوى

مما لاشك فيه ان مهنة الطب هي مهنة انسانية بحنة تختلف اختلافا جذريا عن باقي المهن والاعمال فلا يمكن مثلا مقارنة وزارة الداخلية وطبيعة عملها بوزارة الزراعة ولكن ماحدث بعد الاحتلال الامريكي ودمج الاطباء العسكريين من ضباط الجيش المنحل من وزارة الدفاع الى وزارة الصحة كان امرا كارثيا فهذه الفئة من العسكر التي تعودت على العمل العسكري في زمن النظام السابق اكثر من مهنة الطب لم تستطع ان تنسجم حتى الان مع طبيعة العمل في المستشفيات والمركز الصحية فتوجه الاطباء العسكريين وبشكل مدروس الى تتسلم المناصب الادارية المهمة في دوائر الصحة ولعل اكثر المحافظات تضررا من هذا الواع هي محافظة نينوى فدائرة صحة نينوى استحوذ على اغلب المناصب المهمة فيها الاطباء العسكريين مما جعل دائرة الصحة ومستشفياتها تتحول من دوائر خدمية وانسانية واجبها الاول هو الاهتمام بصحة وعلاج المرضى الى مايشبه الثكنات والوحدات العسكرية التي يجب ان تلتزم بامر امرها او قائدها فالمتتبع للواقع الصحي بالموصل يجد ان العديد من المستشفيات المنهكة بتقديم الخدمات يديرها العسكر المهتمين بالانضباط العسكري ومقولة نفذ ثم ناقش بل ان البعض منهم يرفض حتى النقاش بسبب الدكتاتورية العسكرية التي تطبعوا بها لسنين طوال قبل اهتمامهم بتوفير العلاجات وتطوير الخدمات فمستشفى ابن سينا التعليمي بالموصل يديرها رجل دكتاتور بمعنى الكلمة يعامل كل المنتسبين بالمستشفى من اطباء وممرضين كالجنود ويجب تقديم الولاء له اولا واخيرا اما مستشفى السلام فامرها طبيب عسكري ماان استلم منصبه حتى ابتدا بالتعداد العسكري للاطباء اما مدير مستشفى الموصل العام العسكري ايضا فدكتاتوريته اكثر تقبلا من غيره كونه قد ضم معظم العسكر في مستشفاه والان وبعد هذه السنين الجاف لايزال يتملك البعض القليل الامل بان ينتهج رئيس الوزراء سياسة وزير التعليم علي الاديب بابعاد العسكر والبعثيين من المواقع القيادية بدوائر الصحة .