يحلو للبعض أن يمتهن كيل التهم على طريقة ” رمتني بدائها وأنسلت ” .
وعسكرة المجتمع من التهم التي وجهت للسيد رئيس الوزراء نوري المالكي من قبل أطراف في أقليم كردستان العراق وصرح بها أحد المحسوبين على السيد مسعود البرزاني .
ويبدو أن وراء تحريك مثل هذه التهم التي ليس لها واقع ملموس هو ما أثير حول مسألة تهريب النفط من المنافذ الحدودية الخاضعة لسلطة ألاقليم وحده بخلاف النص الدستوري الذي يعطي السيادة الخارجية وما يتعلق بشؤون ألامن الخارجي وحركة السفر بيد الدولة الفدرالية ومركزيتها في بغداد .
ونحن أعلاميا من باب المتابعة والتحليل , وبعيدا عن الميل لهذا الطرف أو ذاك , نود أن نطرح الموضوع أمام الشعب العراقي من خلال قراء صحيفة المستقبل العراقي المعنية بالسجال الداخلي لصالح المواطن والوطن .
فنقول : أن العراق يتعرض الى موجة أرهاب تكفيري دموي منذ 2003 والى ألان , وأذا كانت بعض ألاطراف تبرر العمل ألارهابي نتيجة وجود ألاحتلال ألامريكي , فقد ذهب ألاحتلال وخرج الجيش ألامريكي في 31|12|2011 ولكن ألارهاب وخلاياه المجرمة لازالت تمارس التفجيرات ألانتحارية الى ألان ومدينة الموصل ومدينة بغداد العاصمة من أكثر المدن التي تتعرض للتفجيرات ألارهابية .
وحالة من هذا النوع وهذا المستوى تتطلب من الشعب المهدد في أمنه وأمانه أن يتحول الى مدافع عن وطنه , وعندئذ لاتعتبر العسكرة عيبا , وأنما تعتبر حالة من حالات الوعي والتضحية الموصوفة بألايثار من أجل قيم وأخلاق الوطنية .
والسيد رئيس الوزراء بأعتباره القائد العام للقوات المسلحة يفرض عليه منصبه مثلما تفرض عليه أخلاقه الوطنية أن يعطي للشأن ألامني أهتماما كبيرا , وبسبب هذا ألاهتمام توجه له التهم من قبل الخصوم بأنه يسعى لعسكرة المجتمع العراقي .
والذي يعرف خلفية الخصوم الذين يتذرعون بتلك التهم , يعرف أن مثل هذه التهم لاتكتسب مصداقية على أرض الواقع , لآنهم هم من تورطوا بالعسكرة من خارج الهيكلية التنظيمية للجيش وقوى ألامن العراقية , ومن أمثلتها :-
1- البيشمركة الكردية
2- ألاسايش ” ألامن الكردي ”
3- المليشيات التي تنتمي لبعض الكتل وألاحزاب العراقية المشاركة في السلطة .
ومروجو تلك التهم يحاولون دفع وأبعاد ما ألتصق بهم من أعمال ومواقف ضد الوحدة الوطنية وضد الجيش العراقي والتي كانت على الشكل ألاتي :-
1- الدعوات والتصريحات العلنية ضد تسليح الجيش العراقي والتي صدرت من السيد مسعود البرزاني بحجة أن لايصبح هذا الجيش قادرا على قصفهم كما فعل النظام السابق ؟ وهي حجة غريبة ألاطوار لاتنتمي لآي حس وطني ؟
2- السعي المستمر لمنع تواجد وحدات الجيش العراقي الفدرالي في حدود أقليم كردستان , وهي مخالفة دستورية لايمكن تبريرها ؟
3- الدعوة الصريحة والعلنية من قبل السيد مسعود البرزاني لآجراء أستفتاء حول ألانفصال عن العراق .
والمتمعن بهذه المواقف لايستغرب من أصحابها والمقربين منهم أن يوجهوا مثل هذه التهم التي لاأساس لها الى السيد رئيس الحكومة
والمجتمع العراقي بوعيه يعرف قبل غيره وهذا هو المهم : أن لاحقيقة لوجود عسكرة للمجتمع العراقي وذلك للآسباب التالية :-
1- عدم وجود تجنيد أجباري حاليا في العراق .
2- لاتوجد نية أو مشاريع عسكرية تدريبية للحكومة العراقية في المجتمع مثل : المدارس والجامعات والمستشفيات
3- أن مجاميع الصحوات وجدت أيام ألاحتلال ولضرورات مواجهة ألارهاب في المناطق الساخنة فقط وليس لها تواجد في محافظات الوسط والجنوب .
ومن يعرف هذه الحقائق لايشك ولو للحظة بوجود عسكرة للمجتمع العراقي , بل يتضح لديه وهم من يدعي بوجود عسكرة للمجتمع العراقي الذي ودع العسكرة الى غير رجعة , بأستثناء ما يتطلبه نداء الوطن في الحالات الخاصة .
والذين أتخذوا من ألاقامة في أقليم كردستان وهو جزء من الوطن العراقي الكبير بوحدته , وهم ليسوا من مواليد ألاقليم ولاسيما الذين راحوا يكيلون التهم كذلك لرئيس الحكومة بدوافع تحريضية نعرف من يقف ورائها , ويبررون لقادة أقليم كردستان مايقومون به من تجييش دعوات الخصومة والفرقة تحقيقا لمطالب تنتمي لخريطة التقسيم الخارجي للمنطقة , والتي تقف ورائها دول كبرى وأنظمة تابعة لها .
نقول لهؤلاء جميعا : العراق يحتاج الكلمة الطيبة مثلما يحتاج البناء والعمل المتواصل في أجواء من المحبة وألاخوة , وهو لايحتاج الخلاف وألاختلاف والفرقة والتنابز بألالقاب , وألانشغال بالتهم
نحن نكتب عن ألاخطاء ولكن بروح وطنية تحافظ على القواسم المشتركة داخل البيت العراقي , ولكن لانسمح بمد اليد الى القوى ألاجنبية , ولا نساوم على الوطن ولكن نساوم على مواجهة ألارهاب والقضاء عليه , مثلما نساوم على مواجهة النفاق وكشف خططه وتعرية مشاريعه التي تتحد مع الفساد بكل أنواعه .
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]