23 ديسمبر، 2024 4:57 ص

عسر الولادة وحكومة العبادي

عسر الولادة وحكومة العبادي

مَر العراق أثناء الانتخابات البرلمانية, عبر الدورات السابقة, بحملات من التسقيط السياسي, و شُبهاتٍ من التزوير, ما أدى لما يشبه المخاضٍ العسير, لتنصيب رئيس مجلس الوزراء, وتكوين حقيبة وزارية, تتلاءم مع الوضع السيء, أمنياً واقتصادياً, حيث كان السيد المالكي, في الدورة السابقة, متمسكاً بولاية ثالثة, معتبراً إياها استحقاقٌ انتخابي, مما اعتبره الشعب عودة للتفرد بالحكم, فيما كان العراق بأمس الحاجة للتغيير؛ أدى ذلك لاتفاقٍ محكم السرية, وتنصيب السيد حيدر العبادي, وكان من المتوقع, ان تحصل حرب داخلية, لولا رحمة الباري عز وجل بالغيارى, الذين يَكيلون الضربات القاضية لتنظيم داعش, المغتصب لثلث مساحة العراق.
وعَدَ السيد العبادي, للعمل بحسب التوجيهات, المرجعية الدينية في النجف, التي كان من مطالبها, تكوين الحكومة الجديدة, من أناسِ يتمتعون بالنزاهة والكفاءة, لإنقاذ العراق من أزمته الاقتصادية الخانقة, فقد تسنم السيد العبادي, خزانة خاوية إلا من عدة مليارات, لا تكفي لرواتب الموظفين, تحت انهيارٍ بأسعار النفط, الذي يعتبر المورد الوحيد, لأحادية الموازنة العراقية.
تِشكيل الحكومة العراقية, لم يأتي كما توقع الشارع العراقي, فإن التغيير لم يحصل, بالشكل المطلوب, لتشبث بعض الكتل بالمحاصصة, رغم انتقادها من قبل جميع الساسة, لينتهز الفرصة دُعاة الأزمات, مهيجين الشارع العراقي, تحت حجة عدم تغير الحال, لتجتاح مدن العراق الجنوبية, تظاهرات امتدت الى العاصمة بغداد.
تجاوز الحكومة تلك الأزمة الاقتصادية, حيث تم الاعتماد على موارد أخرى, كانت رافدة للموازنة, من قبل وزارتي النقل والنفط, بينما راوحت بعض الوزارات, تحت ظل الفساد والهدر المالي, مما زاد الطين بلة, فانتهكت حرمة البرلمان, بعد دخول المنطقة الخضراء.كانت المطالبة تحت غطاء الإصلاح ومحاسبة الفاسدين؛ للعمل على إعادة الأموال المسروقة, ورفع شعار يتهم كافة الكتل, بالفساد التام علانية, إستغل بعض أعضاء البرلمان, تلك المطالبات, فكونوا جبهة الإصلاح, من أجل إسقاط البرلمان, ليليه اسقاط الحكومة كخطوة ثانية.
توالي الأزمات السياسية, جعلت من حُكماء السياسة, العمل على عملية احتواء, فتنازل بعض الوزراء طوعاً لاستيعاب الأزمة, والحد من وصول مثيري الفتن لمبتغاهم, بتدمير العملية السياسية, وتم تنحية بعض الوزراء, من خلال استجوابات, تحت حجة عدم القناعة بالأجوبة.
يُطالب بعض الساسة المواطن العراقي, بالوعي كي لا يستغله الفاسدون, مع ان بعض الساسة, لا يتمتعون بحس الوعي, للتغيير الحقيقي, وكأن أمر التغيير لا يعنيهم.
حاول بعض المتمرسين, في إثارة الفتن اتهام المرجعية, عبر شعار” قشمرتنه المرجعية وانتخبنا …”, فقالت المرجعية قولتها, عن أولئك المعنيين, أنهم كالحيطان صُمٌ بكم.
من الجميل بل الرائع جداً, ممارسة الشعب حقه, والمطالبة بمحاسبة الفاسدين, ولكن من البديع أن يكون ذلك بأدب.
إلى من يعنيه الأمر, ساسة ومواطنين, هل وصلتكم رسالة المرجعية؟