23 ديسمبر، 2024 3:10 م

عساها بحظكم وبختكم !!

عساها بحظكم وبختكم !!

نصف كيلو غرام من العدس وافق على استلامها المواطن ، لأنّها تمثّل له ولعائلته (عصب) شهر رمضان الذي دخل علينا أو الأصح باغتنا ونحن نخوض رحى بطولة مهمة ، لم يتوقع أحداً لفريقنا أن تمتد به المشاركة إلى بواكير الشهر الكريم .. كسر لاعبو حكيم شاكر القاعدة وذهبوا إلى أبعد ما كنّا نتمنى أن نراه وكم أسعدنا ونحن نرى القوافل بمختلف أنواعها وهي تتحرك جواً وبراً وبحراً لتنقل الجماهير العراقية المعتادة على شوربة (العدس) في رمضان أو شعبان أو شوّال وهي لم تكن لتفاجأ حين وجدته أمامها على الطاولات في الربوع التركية ، لأن الأتراك يعتمدون على هذا النوع من البقوليات ، لبناء أجسادهم وليس لتخويف الآخرين بقوّتهم وقدرتهم على إحداث الأصوات المشابهة للانفجارات (الخفيفة) والقوية (بم ، بم ، بووووووم ) . وصل المدد العراقي من الجماهير التي تحمّلت تكاليف السفر وبعد مناشدات عديدة دخلت الحكومة على الخط ، في محاولةٍ منها لتقليد مبادرة نقابة الصحفيين التي أقدمت على تسيير طائرتين لنقل الصحفيين لمؤآزرة منتخبنا للشباب وكم كان فعل ذهاب الصحفيين كبيراً وخيراً على شباب حكيم شاكر .. تعالت الأصوات المنادية للوقوف خلف منتخب العراق للشباب والذي بات على مقربة من تحقيق أفضل الانجازات للكرة العراقية .. تبرع المتبرّعون ومنهم وزارة الشباب والرياضة ووزارة النقل واللجنة الأولمبية وأيضاً نقابة الصحفيين وعدد من الأخيار ، لكي تسير رحلات لحمل المشجعين العراقيين ، الذين كان فعلهم كبيراً في المباريات التي مرّت وجعلت من العراق بالقرب من المراكز الأولى .. فرحت الجماهير العراقية ، لأنّها وجدت الاهتمام من السادة المسؤولين في الحكومة ، عندما فكّروا بالشعب بطريقةٍ ستبقى خالدة على مرّ الأجيال وهي تهيئة الطائرات التي قيل أنّها سترحل وهي تحمل الجمهور العراقي إلى تركيا .. غادرت الطائرات وحطّت هناك في طرابزون وليتها لم تحطّ ، لأنّها لم تكن تحمل الجماهير العراقية التي يمكن للواحد منها أن يشعل مدرجاً للجمهور وفي أي ملعب كان ، من رحلوا على متن الطائرات ، كانوا المسؤولين وعائلاتهم من (ست البيت والأولاد وحتى خدمهم) .. هكذا تم الاستيلاء حتى على فرحةٍ صغيرة كان ينتظرها الجمهور العراقي الذي صدم وعاد الكثير منه باكياً أو مطأطأً الرأس ، لأنّ من ذهب إلى (طرابزون) لا يعرف حتى (التصفيق) وإذا أحب أن يرطن ويردد الهوسات ، فإنّه سيرددها بالإنكليزية أو الفرنسية ، كونه لا يعرف العربية أو اللهجة العراقية على وجه التحديد ولأنّهم لا يفهمون ، ها نحن نختبرهم ونقول لهم مجتمعين ( عساها بحظّكم وبختكم) .. لأنّكم كنتم الشؤم على منتخبنا الذي تعرّض للخسارة وكانت الأولى مع أول حضور لكم .. نريد منكم أن تأخذوا حتى العدس والبسمتي وطحين الصفر وتتركوا لنا كرة القدم التي ترغب بنا نحن أن نؤآزرها وليس أنتم ويا رب يفوز العراق ونذر علينا راح نصوم يومين .. أكلكم مو احنا برمضان ؟ والعاقل يفتهم يا من أخذتم مكان الجماهير..