23 ديسمبر، 2024 3:09 م

عزّت الشابندر : هل نصبَ فخّاً لنفسه !

عزّت الشابندر : هل نصبَ فخّاً لنفسه !

 على الرغم ممّا يعصف بالعراق من اشجانٍ واحزانٍ ودخّان , وبالرغم ممّا يضمّه ذلك من عمليات التفجير والتهجير وما يصاحبه من تدميرٍ وتزوير وبشعارات التديّن والتمذهب والتكفير , والى آخرِ ما تحملهُ معانٍ منْ معنىً في سوءِ التفسير , فإنَّ حالة التكسّر والتعثّرالمجتمعي – وعلى كافة الصُعُد – فإنها لم تترك ولم تدع ايَّ حالةٍ منَ الجمود والركود لتلقي بظلالها على على يومياتِ واوضاع الشعب العراقي المضطربة , بل انّه ومن الناحية السوسيولوجية فهنالك حالة من الديناميكية والحيوية – سلباً – تجعل المجتمع في حالةٍ منَ الحركة الحادّة على الرغم من  قساوةِ مرارتها , فيكاد كلّ يومٍ في حياةِ العراقيين يحملُ مفاجأةً جديدة مهما إتّسمت بالغرابة – فمنذُ ايامٍ قلائل – شاهدنا وسمِعنا تصريحاً للسيد ” عزت الشابندر ” عبرَ قناة البغدادية في واحدةٍ من اغربِ تصريحاته ذات العلاقة بالشبهات التي باتت تحومُ حوله عبر وسائل الإعلام وعبر لجنة النزاهة ايضاَ في التورط بفساد صفقة الأسلحة الروسية المشينة , وبرغم اننا – في الإعلام – لانمتلك ادلّةً مادية موثّقة لنتّهم بها السيد الشابندر بضلوعه ” بكلّ ضلوعه ” في الصفقة المريبةِ هذه والتي لا تجري التحقبقات بشأنها على قدمٍ وساق لكنها  قائمه ايضا, إنه قال < إنَّ مَن يمتلك معلوماتٍ حولَ خفايا صفقة الأسلحة هذه ” وهو هنا يشيرُ بوضوحٍ الى نفسه ” فعلى لجنة النزاهة ان تتوسّلَ بهِ لكي يكشف عن تلك المعلومات والأسرار بدلاً عن مسائلته والتحقيق معه , وبناءً على ذلك والقول لازالَ للشابندر – فاذا ارادت لجنة النزاهة مُساءلته بهذا الشأن فعليها هي ان تذهب الى مكتبه وتتناول القهوةَ معه وآنذاك فأنه سيفكّر في كشف او عدم كشفه للمعلومات السرية التي بحوزته عن الفساد في تلك الصفقة <.. الفخ  : وفقاً لعلم التحقيق الجنائي CRIMINAL INVESTIGATION SCIENCE , ووَفقاً ايضا لمبادئ علم الأجرام – CRIMINOLOGY PRINCIPLES فإنَّ المتّهم حينَ يبدأ او يشرع بأستخدام اسلوب ” السفسطة ” في كلماته ومحاولة التلاعب بالألفاظ وتأويل المفردات , فأنها اولى خيوط ودلالات  الكشف عن جريمته من حيث لايشعر , إنّ عزت الشابندر  ووفق تصريحه الأخير هذا قد إعترفَ ضمنيّاً – وسيكولوجياً – وبوضوح بأنَّ لديهِ معلوماتٍ سرّية عن المتورطين في اخذ العمولات في صفقة الأسلحة الروسية , ثمَّ , وبناءً على كلماته فأنّه مُتَستّر على هذه المعلومات الخاصة طوال هذه الفترة , وثمّ ايضا فأنه لم يقم بتبليغ الدولة
والأجهزة الأمنيّة العليا عن هذا الخرق الأمني والمالي عمداً ومع سبق الإصرار , وإنّ عدم قيامه بالتبليغ عن هذه الأسرار والكشف عنها رسميا او حتى عبر وسائل الإعلام يشير الى وجود اسبابٍ ومسبباتٍ اخرى وراءَ ذلك واوّلها علاقته بذلك , كما ووفقاً لكلماته السفسطائية الأخيره فبأيّ حقٍّ قانونيٍّ يمنح نفسه حرية التفكير بالإجابة او عدمها عن اسئلةٍ تمسّ الجانب الأمني للدولة وعلى اعلى المستويات !! وعلى ايِّ اساسٍ شرعيٍّ لايريد الشابندر ان تستدعيه لجنة النزاهة للتحقيق معه بهذا الشأن ؟ لماذا يخشى ذلك اذا ما كانَ نزيها وبريئا ؟ .. إنَّ اقصى تقديرٍ سيكولوجي متطرّف حولَ لجوء الشابندر لهذا تصريح , يعكس انّهُ يعايشُ شعوراً وهميا بأنه مختبئ علناً تحت عباءة ” الحصانة ” التي يمنحها مجلس النواب لأعضائه , لكن ماذا لو اصدرهذا المجلس او القضاء ايضا قرارا برفع الحصانه عنه  وإحالته الى تحقيقات الأجهزه الأمنية , فمَن سيتوسّلُ بمَن  !!!