23 ديسمبر، 2024 2:27 ص

عزيز العراق .. يد بيضاء غراء الصنيعة

عزيز العراق .. يد بيضاء غراء الصنيعة

نعم ياسيدي.. ياعزيز العراق
فمن مدارس الأيات، وحجور الخافرات، حيث لطف القدر وسنة الدهر، أن جعل الله للعضال أهلها، وللملمات شجعانها، قلوبهم عامرة سالمة، وضمائرهم مسلمة، ونفوسهم مطمئة، لاتلهيهم تجارة ولابيع عن ذكر الله، مع الشهادة أرث متصل، وبالتضحية عطاء لاينفصل، فأفضت بيوتاتهم من ألأصلاب سادات، والتضحية فيهم طاعات، وأفعالهم قربات، فلايراهنون ولا يدهنون.

نعم يا سيدي، فمع تلك المقومات والمؤهلات، كانت قد أعدت فيك تلك البيوتات، أخلاص وتقوى، وحلم تجسد بعلم، وفضائل موصولة بعمل، وعمل بلاكلل، وتواصل دون علل، جعلت منك قيادة فوق الشبهات، وسيد عند الازمات، فالقدوة بالأسوة.

ومع شروق شمس التغيير، وما رافقه من فتن كل أجير، فكنت وسفينة الوطن أمام موج كالجبال وشدة الأهوال، تجسدت في من أراد بالوطن بقاء المعادلة، فصدحت أن الوطن على عرش الأوطان متربعا، وسيدا لا تابعا، قد أحكم بنيانه على عروش الطغاة، فهو مشروع تجذر بالدماء، وسار بركبه الشرفاء، وتخلف عنه الأدعياء، والتأريخ يدون، فكنت سيدي في الوغى طليعة، وفي التاريخ يد بيضاء غراء الصنيعة، وما بين المحراب والوغى كانت لك في الجنان قدم، فعندها خفتت الأصوات، وغادرت العناوين والمسميات، وكم كانت بئريوسف اليك معدة.

وما بين هذا وذاك، فقد أنبرت لأولئك أقلام رخيصة، و نفوس نقيصة، كانوا قد أعدوها سلفا، ليطعنك المخالفون، وينال منك العاجزون، فجموعهم تلك تنقسم أقسام عدة، بين تافه منقاد وعقول ميتة، قد جمعتهم الطبول وتفاهة الميول، ولئيم أصل، ممن رأى سلامة في الوقوف على التل، تقلبهم المغريات، وتتجاذبهم الملذات، وبين أفكار منحرفة، ذات أهداف كاذبة مزخرفة.

يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا، أساليبهم شيطانية واضحة سافرة، ومخططاتهم خطرة، ونتائجهم غائرة، سيرتهم عناد وجدل، وفي باطنهم الدجل، وأخرهم ضياع العمل، فمنهم من خالف، ومنهم من عن الحق اختلف وأنحرف، عقول خواء وقلوب سوداء، أساس الضياع، وزمجرة الضباع، قوم خصمون، عن الصواب مبعدون، ومن الباطل قريبون، وعلى منافعهم وحصصهم مختلفون، وفي شدة الأحتدام، كنت أنت يا سيدي نقطة نظام .