19 ديسمبر، 2024 12:09 ص

عزيز العراق واصحاب الضفدع‎ 

عزيز العراق واصحاب الضفدع‎ 

أراد احد الأشخاص ان يكون مبدعاً ، فجاء الى ضفدعة ووضعها أمامه ، وقال للضفدعة اقفزي ، فكتب : قلنا للضفدعة اقفزي فقفزت ، ثم قطع يدها اليمنى ، وقال لها اقفزي فقفزت ، فكتب قطعنا اليد اليمنى للضفدعة وقلنا لها اقفزي فقفزت ، ثم قطع يدها اليسرى وقال اقفزي فقفزت ، فكتب قطعنا اليد اليسرى وقلنا لها اقفزي فقفزت ، واستمر بنفس الحال حتى قطع رجلها اليمنى ، ثم اليسرى وقال لها اقفزي .. اقفزي .. فلم تقفز ، فكتب قطعنا يدي الضفدعة ورجليها وقلنا لها اقفزي فلم تقفز ، ومن هنا اثبتت الدراسات العلمية ان الضفدعة اذا قطعت يداها ورجليها فأنها تصاب بالصمم !!! 

لا تستغربوا او تتعجبوا فلدينا منه الكثير ، وفي مناصب قيادة الامة ، ولكن إبداعهم من نوع اخر ، يبدعون في اجهاض المشاريع الاستراتيجية ، والرؤى البنّاءة ، ومحاربة المصلحين احد ضحايا هؤلاء المبدعين هو عزيز العراق ، الابن الأصغر للسيد محسن الحكيم زعيم الطائفة ، تاريخه ناصع البياض ، لا يحتاج لمحامي او مدافع عنه حين يُذكر ، على عكس غيره ممن حاربه وعارضه في جميع خطواته وطروحاته ورؤاه الفدرالية ، الحلم العراقي ، او بالأحرى حلم الجنوبيين من العراق ، قدمه عزيز العراق كمشروع استراتيجي لحفظ حقوق ( ولد الخايبة ) ، ليساعدهم في بناء جنوبهم ، ويخلصهم من شبح المركزية الإدارية الجاثم على قلوبهم ، المولد للدكتاتورية السياسية ، فتراكضوا لإجهاض مشروعه ، بحجة انه يريد ان يأخذ الجنوب له ، وأبدعوا في محاربته ، كأبداع صاحب الضفدع ، وتلاعبوا بالجماهير ، بالإشاعة والفبركة والدعاية ، ليجعلوا الجماهير ترفض حلمها الاسمى ، ومطلبها الاولى  اللجان الشعبية ، مشروع استراتيجي اخر طرحه عزيز القلوب ، كجيش رديف ، كما في جميع دول العالم ، مكون من ابناء المحافظات لحماية محافظاتهم في فترات الأزمات والحروب ، وهذا المشروع لم يبتعد في رؤيته عن سابقه ( الفدرالية ) فهو احد المشاريع الاستراتيجية ،

فتعالت الاصوات لرفضه ، ووسم مطلقه بالعسكرة ، وانه يريد عسكرة المجتمع ، ليفرض سطوته وجبروته عليه ، ويخلق دكتاتورية اخرى بشكل اخر ، فشوهوا سمعته امام من لا يعرف تاريخه وحسبه ونسبه وجهاده ، وتم رفض مشروعه ، بعد ان اختلف المتناقضين في كل شيء الا محاربته فهي ما يبدعون فيه ، كما عودونا الان بتنا نحلم بلا مركزية مخففة ، نستجدي صلاحيات للمحافظات من غول الحكومة المركزية ، ونطالب بأقليم كان بمتناولنا فرفضناه ، وتبعنا المبدعون ، الذين افلسونا من المصلح والإصلاح بوقت واحد ، فلا هم تركوه يعمل ، ولا هم عملوا ، وكذلك اللجان الشعبية التي رفضوها ، وبانت حاجتنا اليها بعد سقوط ثلث العراق بسببهم ، وكنا قاب قوسين او أدنى من الضياع ، لولا ان رحمنا الله بمرجعية أطلقت فتواها فشكلت الحشد الشعبي ، الذي اصبح هو الجيش الرديف ، فَلَو سمحوا لرؤيته ان تطبق ، ويتركوا إبداعهم قليلاً ، لكان بالإمكان ان نحفظ دماء ابنائنا ، وأرض وطننا ، وارواح ملائكية شابة ، لم تكن تحلم الا بوطن أمن ، وعيشة كريمة .