22 ديسمبر، 2024 11:14 م

عزيز العراق زعامة سياسية بجذور دينية

عزيز العراق زعامة سياسية بجذور دينية

(ببالغ الأسى والآسف،وبعد عمر طويل حافلاً بالعطاء، في سبيل خدمة دينه ووطنه، وخلاص شعبه من الظلم والقهر والإستبداد،”سماحة المرجع الأعلى السيد السيستاني”إذ يعزي جميع محبي الفقيد السعيد وعارفي فضله ومكانته)، بهذه الكلمات التي يعتصرها الألم، والبيان الذي مزج سطوره وكلماته دموع الحزن، والشعور بثلمة الدين، ودعت مرجعية النجف الأشرف جثمان عزيز العراق، لتعلن ببيانها هذا عن مكانته، وثقله الديني, والسياسي والإجتماعي،الذي واكب حياته الشريفة.
 
السيد “عبد العزيز” النجل الأصغر للمرجع الأعلى، زعيم الطائفة “محسن الحكيم”أشرق نور وجهه عام (1950م) ليعانق فضاء بويتات النجف، في كنف أسرة علمية دينية سياسية،إبتدأ حياته بالدراسة الحوزوية، وتتلمذ على يد كبار وفطاحل العلماء، مثل السيد(محمد باقر الحكيم,والسيد عبد الصاحب الحكيم,والسيد محمود الهاشمي)، أولاه السيد “محمد باقر الصدر” عناية خاصة، لما يتمتع به من كاريزما إجتماعية, و دينية, وسياسية قوية، ألقت على عاتقه مسؤولية تبني العمل الجهادي المسلح،بعد أن أفتى المرجع الصدر، بضرورة التصدي للحكم البعثي في العراق.
 
كاريزما السيد “عبد العزيز الحكيم”، حنكته السياسية، إضافة الى ثقة المرجعية الدينية،جعلت منه (سليل الزعامتين) التي أتت أوكلها على الساحة العراقية، بصفة المعارض والحاكم، زعامة دينية، إمتدت لعشر سنوات(1960—1970)، بمرجعية زعيم الطائفة السيد “محسن الحكيم” وزعامة سياسية بتأسيس المجلس الاعلى الاسلامي عام (1982) وإمتدادها لغاية (2003)، بزعامة السيد “محمد باقر الحكيم”، بهاتين المرجعيتين، إستطاع السيد “عزيز العراق” أن يحلق في جو السياسية، بين فضائي المعارضة والحكم، مع الحفاظ على مكانته, ووجوده, أسماً في سجل المرجعية الدينية.
 
ما يميز السيد”عزيز العراق” عاش سياسيا معارضا وسياسياً حاكماً، بعكس السيد “محمد باقر الحكيم” الذي قضى حياته معارضاً، لم تسعفه الشهادة في أن يكون حاكماً في السلطة، قبل عام (2003) أسس “عزيز العراق” جبهة التصدي للسلطة البعثية في الثمانينات، مع مجموعة من المعارضين، وأسس حركة(جماعة العلماء المجاهدين في العراق)، أصبح عضوا للهيئة الرئاسية في المجلس الأعلى الإسلامي، إنتخب مسؤولاً تنفيذي، للمجلس خلال دورته الثالثة عام (1986)، ثم عضواً في مجلس الشورى، ترأس المجلس الأعلى، بعد عام 2003.
 
هدوءه وأنفتاح فكره، وقدرته على الخروج بعدة معطيات، لمجموعة من الأفكار وبوقت واحد، جعلت منه مدرسة من السياسة والفكر، لفتت أنظار من حوله، ومتابعي حياته، كثيراً ما يعتمد عليه السيد “محمد باقر الحكيم” في تمثيله في المؤتمرات والإجتماعات الدولية، بديهيته بالكلام، وفكره المتقد، أساس لبان علاقاته وتأثيره الدولي،لم يُركن برقم في وجوده،أذ كان ملاصقاً للرقم الأول، بالإستشارة وإتخاذ القرار، بالرغم من عمله السياسي الشائك، حافظ على وجوده وعلاقته بالمرجعية العليا، حيث كان موضع ثقتها ومؤتمنها.
 
ما بعد عام (2003)، عمل جاهداً، وبمباركة المرجعية العليا، على تشكيل دعامة شيعية، أسماها “التحالف الوطني” لحفظ حقوق الأكثرية الشيعية، أول من أدخل ملف الشيعة للوجود الدولي، لينتزع حقوق الشيعة من هناك، حرص على وجود الجمعية الوطنية للحكم، وجاهد من أجل كتابة الدستور، والتصويت عليه،عمل بشكل لا نظير له على إخراج العراق، من طائلة “البند السابع”، له الفضل الأول والأخير، في إقرار قوات الإحتلال بإتفاقية الإنسحاب من العراق،وسن قانون الإنتخابات، التي تحفظ حقوق الشعب.
 
شخصية السيد “عبد العزيز الحكيم”،الشمعة التي أحترقت جسدها، من أجل أن ينير العراق، غيابه عن الإعلام الصادق، جعل منه ضحية الأعلام المضلل الكاذب، بدلاً من أن تؤبن هذه الشخصية العظيمة، لشتى الإنجازات التي حققها، على الصعيد الدولي والإقليمي، راحت بعض الأحزاب والتيارات الفاسدة، تصادر تلك الجهود لصالحها، عبر إعلام وأموال وزيف،غيبت بعدها منجزات عزيز العراق، بين كتلة فاسدة حاكمة وتيار جاهل متخبط.