23 ديسمبر، 2024 1:42 م

عزيز العراق رجل الجهاد والتحرر

عزيز العراق رجل الجهاد والتحرر

لدى دراسة حياة أي شخصية من الشخصيات الاسلامية أو السياسيه ، يجب ملاحظة كثير من الجوانب المتعلقة بها ، منها الجانب النسب ، و البيئه وغيرها ، التي عاش فيها ، والظروف التي مرت بها هذه الشخصية ، ولو أخذنا مثلا شخصية عمر المختار كمجاهد نجده شخصية خلدها التاريخ لموقفه الذي رسمه لنفسه ، مجاهد ليبي عظيم لقب “بشيخ المجاهدين”، نظراً لبطولته واستبساله في الدفاع عن وطنه وشعبه ضد الاستعمار الإيطالي فأصبح يضرب به المثل كبطل ومجاهد وسياسي عظيم، وقبل أن يكون عمر المختار مجاهدا ناجحاً كان رائداً دينياً عظيماً وهو الأمر الذي أعطاه بعد سياسي وديني ، مرت حياة عمر المختار بالعديد من الأحداث الحافلة، وكان القسم الأخير منها زاخراً بالنضال وحركات المقاومة التي قام بقيادتها عمر المختار من أجل الدفاع عن وطنه وتحريره من أيدي قوات الاستعمار فعلى مدى العشرين عاماً الأخيرة من حياته استمر في النضال رافضاً جميع المغريات التي عرضتها عليه الحكومة الإيطالية للتخلي عن الدفاع عن قضية بلاده، وظل حاملاً لراية الكفاح الوطني كفارس شجاع حتى آخر يوم في عمره وهو يوم استشهاده تاركاً للتاريخ ذكرى بطل عظيم ومثل يحتذى بها .
واليوم نتحدث عن شخصية عراقية حملت نفس الصفات والأهداف من أجل بلده ودينه وعقيدته ، نعم شخصية جاهدة الطغات من الداخل والخارج ، هاجرت إلى ديار الغربه من أجل الوصول الى أهداف تحقق نتائج النصر ضد الطغات ، شخصية عراقية حملت هموم العراق والعراقيين على عاتقها ، لإنقاذه من ظلم تسلط عليه مدة خمسة وثلاثون عام ، أنه حجة الإسلام والمسلمين السيد عبد العزيز الحكيم(قدس ) ، الذي قال كلمته الخالده في آخر أيامه رحمه الله (( نحن بالقران متسلحون وبطريق ذات الشوكة سائرون )) ، نعم انه تسلح هو ومن معه بعقيدة الإيمان ، كيف لايكون كذلك وهو سليل العترة والمرجعية الدينية ، التي تربى وترعرع في كنفها ،
هو أصغر أنجال رجل الدين محسن الحكيم ومنذ صغره توجه نحو الدراسة في الحوزة العلمية في النجف، فدرس المقدمات في (مدرسة العلوم الإسلامية) التي أسسها والده في السنين الأخيرة من مرجعيته والتي كان يشرف عليها أخوه محمد باقر الحكيم، وبعدها تتلمذ على يد مجموعة من الأساتذة الأكفاء في الفقه والأصول مثل محمد باقر الحكيم وعبد الصاحب الحكيم ومحمود الهاشمي، وكان ذلك في بداية السبعينات من القرن العشرين، وبعد ذلك حضر دروس البحث الخارج (فقهاً وأصولاً) لدى محمد باقر الصدر وذلك عندما شرع بإلقاء دروسه في البحث الخارج علناً في مسجد الطوسي، كما حضر قليلاً لدى المرجع الكبير الإمام الخوئي وكان في هذه المرحلة قد كتب تقرير درس البحث الخارج للسيد الشهيد الصدر ،
كان أحد أبرز المعارضين لنظام الرئيس العراقي صدام حسين، حيث إنه قد غادر العراق في مطلع ثمانينيات القرن العشرين ولم يعد إليها إلا بعد سقوط النظام البعثي عام 2003. وإزداد دوره السياسي في العراق بعد توليه قيادة المجلس الأعلى الإسلامي العراقي بعد اغتيال أخيه محمد باقر الحكيم(قدس) في تفجير سيارة مفخخة في النجف عام 2003 ، ومن مواقفه الجهادية التي سار عليها رضوان الله تعالى عليه هي بعد أن أصدر الإمام الصدر فتواه الشهيرة بالتصدي للنظام البعثي واعتماد الكفاح المسلح كوسيلة لمواجهة النظام قام بتبني الكفاح المسلح ضد النظام، وأسس مع مجموعة من المتصدين “حركة المجاهدين العراقيين” وذلك في ثمانينات القرن العشرين، وكذلك مجاهدا في الغربه من خلال تشكيل قوة ضاربة للنظام سميت بفيلق بدر ، واستمر في حياته مناضل مجاهد يساند أبناء شعبه ومعهم في كل مواقفه السياسية والفكرية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية من أجل النهوض بهذا البلد الجريح ، حتى نال لقب عزيز العراق ، لأنه أعطى كل مايملك من أجل العراق وأبناء العراق ،حيث قال إن بناء الدولة والنظام السياسي المستقر ليس بالأمر الهيّن، وهو لم ولن يتم من خلال المغامرات السياسية التي تخضع للأهواء الشخصية والطموحات المريضة، بل هي عملية شاقة وصعبة وعسيرة أول ما تتطلبه هو التنازل عن مصالح الذات لصالح مصالح المجموع والوطن.