الرجال الذين يتمتعون بشعور وطني في سبيل الله والأمة والوطن كثيرون، ولكن الرجال الذين يتصفون بصفة التضحية هم القلة من هذا النوع، وهم رجال يتمتعون بهذه الصفات التي خصهم الله بها ووهبهم إياها، ومن هؤلاء الرجال علماء وأدباء وحملة أفكار نيرة يخدمون بها دينهم وأبناء مجتمعهم وبالتالي فهم يحظون بمكانة كبيرة ومنزلة رفيعة في قلوب من عرفهم وجالسهم.
هو واحدٌ من الذين ينطبق عليهم قول الله عز وجل {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا}، انه السيد عبد العزيز الحكيم، من رجالات العراق البارزين والمجاهدين في سبيل الله والوطن، ولد (قدس) في النجف الاشرف بالعراق عام 1370هـ الموافق 1950م في بيت من اكبر بيوتات العراق حسباً ونسباً وعلماً وثقافة إسلاميّة، فوالده المرجع الديني الكبير السيد محسن الحكيم الذي كان زعيم الطائفة والمرجع الديني الأعلى والقائد السياسي للثورات ضد الانكليز.
كان السيد عبد العزيز الحكيم(قدس) والذي هو أصغر أبناء الامام محسن الحكيم (رض) وكان اليد اليمنى لشقيقه شهيد المحراب (رض) الذي أغتالته يد الغدر والإرهاب في العراق بعد سقوط النظام البائد في الأول من رجب 1424هـ الموافق لشهر سبتمبر 2003م، وبعد استشهاده تحمل عزيز العراق (قدس) المسؤولية في قيادة المجلس الأعلى، ومارس دوره الريادي والقيادي في وضع سياسة العراق الجديد ودستوره الوطني الديمقراطي، وكما كان له دور كبير في فضح السياسات الاجرامية للنظام الصدامي ضد ابناء شعبه، هذا النظام الطاغوتي المتجبر الذي جثم على صدر العراق نحو ثلاثة عقود ونيف من الزمن.
كان لعزيز العراق (قدس) مكان الصدارة بعد شهيد المحراب (رض) في التخطيط ووضع العراق الجديد على سلم الحرية والعدل والمساواة لشعبه المظلوم، وفيما ينفع ويخدم العراق بلداً وشعباً، وهذا ليس بغريب عليه فهو ينحدر من عائلة كريمة مجاهدة استشهد الكثير من أفرادها بسبب مناهضتهم للظلم والجور الذي مر على العراق من قبل حكامه الذين توالوا عليه، والمعروف ان عزيز العراق (قدس) كان يتمتع بجرأة فائقة ومواقفه الشجاعة مع القريب والبعيد، فمواقفه الوطنية وأدواره الكبيرة لايمكن ان تعد ولا تحصى، وتأريخه الوطني والجهادي معروف عند أبناء الشعب العراقي، هذا الرجل الكبير الذي فقده العراق والذي كان طوداً شامخاً في سبيل فضح جرائم نظام صدام ضد الشعب العراقي في كافة المحافل الدولية، وبناء العراق الجديد، انتقل الى جوار ربه الكريم في يوم الاربعاء الخامس من رمضان 1430هـ الموافق 26 أغسطس 2009م، رحمك الله سيدي أبا عمار وأسكنك الله فسيح في دار الخلد مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.