18 ديسمبر، 2024 7:09 م

عزيز العراق أمةً في رجل قولاً وفعلاً ومصداق

عزيز العراق أمةً في رجل قولاً وفعلاً ومصداق

الباحث عن الفوارق بين الأشياء، يجد ذلك جلياً، وبمصاديق واضحة، من خلال مقارنات واقعية وموضوعية، نعم فكلاها نباتات، إلا أن الفارق كبير بين الورد والخردل، والتمييز يكمن في العطر الزاكي للورود، والغاز القاتل للخردل، كذلك القياس على الماء، فليس هناك خلاف عليه، فمن الماء كل شيء، ولكن شريطة التفريق بين العذب الفرات من الملح الأجاج، فالأول: يبعث الحياة والثاني: يسلبها.كل البشر هم بني آدم، ولكن هناك اختلاف بين الذكور والرجال، فالقسم الأول: فقط يحملون الصفة البايلوجية، ويشكلون الكم العددي الأكثر، وأما الآخر: فهم من يصنعون أمجاد الشعوب، ويرسمون مستقبل الأجيال، بل وتستمر بإشعاع فكرهم المنجزات، وتحيى بعطائهم الأمم اللاحقة، وهم يخطون بنور عقولهم سبل النجاة والهدى،  إذاً ليس كل الذكور تدعى رجالا.يبدو أن الإصطفاء الإلهي، ألذي يعتقد به أتباع مذهب أهل البيت، عليهم السلام، لم يقتصر على بعث الأنبياء والأولياء فحسب، بل يتجلى ذلك أحياناً في العلماء، والذين يمثلون الإمتداد العقائدي، المكمل للمبادئ الشرعية، وآل الحكيم مصداقا واقعياً على ذلك، والسيد عبدالعزيز أنموذجاً،

فالتاريخ الجهادي المشرق، الذي جسدته هذه العائلة الشريفة، يجعل المتتبع لسيرة رجالها، يجد نفسه عاجزاً عن وصفها وتقييمها.الحديث عن الحكيم، والتطرق لسيرته الطويلة، المفعمة بالجهاد والعلم والتقوى، سيجده مصداقاً فعلي للعالم العامل، فقد كرس حياته من أجل وطنه وشعبه، وأعطى بهذا الطريق قوافل من الشهداء، أخوةً وأبناءَ وأحفاد، لكنه مضى على بصيرةٍ من أمره، لينقذ بلاده من قوى الشر والطغيان، ألمتمثلة بالبعث العفلقي الإجرامي، الذي سعى ليهلك الحرث والنسل، وقد إستطاع العزيزالحكيم، أن يحمل هموم أمته ويكشف إجرام نظام صدام حسين، وبطشه بالشعب العراقي، لكل العالم فكانت حرب كبيرة، إنتصر الحكيم فيها.الخامس من شهر رمضان، كان موعد إقلاعه، عزيزالعراق يرتحل لمعشوقه، هناك إلى حيث بارئه لتذهب أنفاسه المقدسة، وقد أتعبها الوجع من ذلك المرض المجنون، ألذي أنهك قواه، وروحه لا تزال والهةً، بأن يرى شعبه ينعم بالأمن والأمان والعيش الكريم، نعم لقد كان عزيزالعراق، أمةً في رجل، قولاً وفعلاً ومصداق.