18 ديسمبر، 2024 11:07 م

عزيز العراق، بس بالإسم!

عزيز العراق، بس بالإسم!

نهاجمهم أحياء، ونبكي عليهم أمواتا، هكذا هو موقفنا نحن العرب عبر عصور التاريخ، مع رجالاتنا المناضلين والمكافحين، من أجل نصرتنا نحنُ المظلومين، والسؤال المُلحُ: لماذا؟!

“علي” هذا الأسم الذي ما بارح العراقيون ذكرهُ، والبكاء عليه، حتى أنهم جعلوا عقيدتهم رجعتهُ إلى الدنيا، بل لا غرو إن قلنا أنهُ السبب الرئيس لدخولهم في الإسلامِ وإعتناقهم له، فبقي ذكرهُ خالداً فيهم بكلامهِ وفعلهِ، حتى أقاموا على قبرهِ صرحاً كبيراً ومزاراً مقصوداً…”علي” الذي غدر بهِ معاصروه، ثُمَّ بكوهُ جيلاً بعد جيل، لم يكن الأول، وليس الأخير، بل كان الأمرُ كأنهُ وراثةً، للرجالاتِ وللشعوب، فوا أسفاه…

من الرجالات المعاصرين، الذي شنَّع عليهِ الأوباش في حياتهِ، ثُمَّ بكوه نفاقاً، بعد أن إنكشف للشعب صدقَهُ وزيفهم، وصادف موتهُ في رمضان أيضاً كجدهِ “علي”، “عزيزُ العراق” الذي نذر حياتهُ مجاهداً في سبيل تحرير الناس، وبناء دولة عصرية عادلة، فقدم المشاريع السياسية الواحد تلو الأخر، لكن دون فائدة، حتى إذا ما مات، عادوا خجلين لطرح تلك المشاريع، بصورة أو بأُخرى…

كنتُ كتبتُ مقالاً حول زيارة السيد عمار الحكيم إلى مصر ولقائهِ (سيسيها)، وأظن أن هذه الزيارة ستكونُ بداية الصراع للحكيم، مع الجهة التي إغتالت عمهُ وأباه من قبل، وإنفجار الكرادة الأخير، القريب جداً من مكان إقامة الأُمسيات الرمضانية، التي يقيمها الحكيم في مكتبهِ، يُعدُّ رسالة واضحةً للحكيم من تلك الجهة، تُنبأهُ أنهم يستطيعون الوصول إليهِ، كما وصلوا إلى عمهِ وأبيه…

هل للحكومةِ ردٌ على مثل هذه الجهات؟

هل تعرف الحكومةُ تلك الجهات؟

هل تلك الجهات خارجية فقط؟ أم هي داخلية ذات تبعية خارجية؟

هل هو تنافسٌ على السلطة؟ وماذا يملك الحكيم من السلطة؟! وهل مَلك عمهُ وأبوه منصباً، حتى كان مبرراً لإغتيالهما؟! نعم لقد إمتلكت عائلة الحكيم حُب الناس وتقديرهم، كأجدادهم مِن قبل…

ماذا فعل الحكيم ليرعب تلك الجهات؟

في أقل من سنة(مدة تولي الحكيم رئاسة التحالف الوطني) إستطاع الحكيم لم شمل التحالف الوطني، وإعادة هيكلتهِ ورسم برنامجهِ القادم، وعقد تفاهمات مع جميع الأطراف، المشاركة في العملية السياسية وغير المشاركة، فماذا لو قرر الحكيم الدخول بإسمهِ وشخصهِ في الإنتخابات البرلمانيةِ القادمةِ؟

إنهُ لشئٌ مرعبٌ حقاً لتلك الجهات، التي لا تريد الخير للعراق والعراقيين، ولا تريدُ لمنطقة الشرق الأوسط الهدوء، وإخماد نار الحرب…

بقي شئ…

رحم الله شهداء العراق، وحفظ الله المجاهدين في سبيله، وسدد خطاهم…