عزيز تبقى يا عراق المجد والشموخ .. عزيز، أحببناك وسنبقى نتغنى باسمك الكريم .. هكذا نحن وهذا ما نريده للعراق كما تمناه وأراده (عزيز العراق) طيّب الله ثراه الكريم .. جهد واضح وعمل دؤوب ، ظهر نتاجه جلياً على الساحة الرياضية وتحديداً الفرق الكروية الشعبية التي وجدت ملاذها الآمن عبر مؤسسة الشهيد الحكيم للشباب والرياضة التي تتخذ من وصايا السيّد الحكيم طيّب الله ذكره وثراه مناراً تهتدي به للأخذ بأيادي الشباب العراقي المهمل من قبل أغلب المؤسسات الحكومية وغير الحكومية التي لا هم لها سوى (الكشخة والنفخة) ، وهاهو العمل الحقيقي يعبّر عن نفسه ، ويقول للمتقاعسين ، من يريد العمل فأمامه الطرائق مفتوحة ليعمل ويبدع ، ومن أراد (النوم في العسل) وانتظار(المكاسب) والصيت والجاه على حساب العراق فله ما أراد ولكن إلى متى ؟ تابعنا وعن كثب بطولة عزيز العراق التي تجرى للسنة الثالثة على التوالي وبمشاركة (5000) فريقاً شعبياً يمثلون العراق الأشم من أقصاه إلى أقصاه ، هذه الفرق بعددها الكبير ومن يمثّلها وجدت الاهتمام والرعاية الأخوية والأبوية من لدن أشخاص آثروا على أنفسهم الاهتمام بأوسع قطاعات الشعب العراقي ، إنّهم الشباب ، مستقبل البلاد وعنوانه الدائم ، نعم لقد كان لمؤسسة الحكيم وأمينها العام السيد حامد الموسوي الأثر الكبير في توحيد شباب الرياضة وتحديداً عشّاق الكرة منهم وهم الأغلبية الساحقة في الساحتين الشبابية والرياضية ، خمسة آلاف فريق ، هذا الرقم الكبير الذي يعني عبر تنافسه الرياضي الشريف ، خوض أكثر من (4000) مباراة كروية بدأت في زاخو ولم تتوقف في الفاو وليكون التجمّع الكبير في بغداد العز والسلام ، من يطالع الرقمين الكبيرين لعدد الفرق وعدد المباريات التي أجريت سيصاب بالدهشة ، لأن هكذا رقم عجزت عن التعامل معه جهات حكومية ومؤسسات يقال عنها تعنى بالشأن الكروي ، ولو قدّر لتلك المؤسسات أن تقيم مثل هذا التجمع (المهول) لكان الناتج مليارات إن لم يكن (تريليونات) من الدنانير الذاهبة إلى أعشاش (الفساد) و(المفسدين) الذين أبتلينا بهم !! لقد كشفت مؤسسة الحكيم للشباب والرياضة عورات وزيف أناس كثر كانوا يتبجحون علينا بصرفهم من أموالنا والتي هي أموال الشعب ، ورغم ذلك لم يكن يصل للشباب إلا النزر اليسير جداً ، والباقي يطبّق معه المثل القائل (إنّ أدخلناه في الجيب) !!
ترى كيف استطاعت مؤسسة صغيرة بحجمها وكبيرة بفعلها أن تتفوّق على الوزارة المعنية بالأمر ، وتهزم اتحاد الكرة (المتباكي) على نفاذ الميزانية وحتى اللجنة الأولمبية ستقف عاجزة أمام هكذا انجاز يسجّل وبفخر لإحدى مؤسسات المجتمع المدني ، التي نالت الرضا والاستحسان من غالبية الفرق الشعبية في العراق ، عندما سألنا عن تكاليف هكذا بطولة ، كنّا نخشى من لغة الأرقام التي كانت ستظهر ، ولكن تبدد قلقنا عندما علمنا أن التكلفة لا يمكن الوقوف عندها مما يعني عمل جبار وبأقل الكلف ، يا لهم من رجال أولئك الذين عملوا وجاهدوا لكي يكون الفعل الذي نراه ماثلاً للعيان ، ويحق للسيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي أن يفخر بمن وضع بهم ثقته لأنّهم كانوا أنقياء في أداء الأمانة ، وما كلمات السيد عمار الحكيم التي وجهها صوب الجهات المتقاعسة عن أداء مهامها رغم إمكانياتها المستقاة من الدولة والحكومة إلا رسالة صريحة وواضحة المعالم بأن الرجل المناسب يجب أن نراه في المكان المناسب وبعيداً عن المحاصصة والطائفية المقيتة التي يريد من خلالها (الأدعياء) تحقيق مآرب لا نريدها أو نرضاها .. لذا توجّب علينا اليوم أن نشيد بهذا العمل الجبار الذي تمخّض عن تأهل (17) فريقاً شعبياً ليكونوا وكما أشار السيد الحكيم خير روافد للأندية والمنتخبات الوطنية التي نريدها أن تبقى تتغنّى بوحدة العراق عبر تواجد المسلم والمسيحي ، السني والشيعي ، والعربي والكردي ، والتركماني والآشوري ، والصابئي والإيزيدي ، والكلداني والآثوري ، كلّهم وبألوانهم الزاهية يمثّلون العراق ووحدته ، وقد حققت مؤسسة الحكيم تلك الوحدة ، ترى من يكرر الفعل ويزيد العمل الذي وضعت له الأساسات المتينة ؟ نحن ننتظر مع المنتظرين أحباب العراق ليفعلوا ذلك ، ورحم الله عزيز العراق الذي بدأ بوضع اللبنة الأولى وننتظر بقية اللبنات ليتعالى البنيان والله الموفّق.
* رئيس تحرير صحيفة رياضة وشباب