23 ديسمبر، 2024 6:06 ص

عزوف المواطن العراقي عن الانتخابات له ما يبرره

عزوف المواطن العراقي عن الانتخابات له ما يبرره

ان اول هذه المبررات هو ما حصل خلال السنوات الماضية من تهميش متعمد للمواطن البسيط من قبل النخب السياسية الحاكمة, فقد تنعمت هذه النخب بكل الاموال العراقية و التي هي بالحقيقة اموال الشعب العراقي دون غيره فقد خانت هذه النخب الامانة ومضت في غيها دون مراعاة لابسط انواع القيم الانسانيةو التي اقسمت على تنفيذها خلال استيزارها, فهل من المعقول ان يتنعم بعض الاف بالرواتب المليونية و الامتيازات التي لا حدود لها و يهمل المواطن المسكين الذي كان السبب في وجودهم في البرلمان او في الحكومة.. اندفع اكثيرية العراقين بالذهاب الى مراكز الانتخابات وهم يمنوا انفسهم بحكومة و برلمان يكون تحت ضلهما كل المواطنين متساوين في الحقوق.. لم يطلب المواطن العراقي اي شيء غير وضع معاشي معقول يضمن له و لعائلته حياة حرة و كريمة لا غير …استخدمت الاحزاب و الكتل و التيارات خاصة الدينية منها اسلوب الشحن الطائفي في الدورة البرلمانية الاولى وكررت اللعبة في الدورة الثانية سعيا منها لتضليل المواطن وجعله بعيدا عن حقه في العيش الكريم كما هي باقي شعوب دول الجوار وجعل همه محصور بالدفاع عن طائفته, صار المواطن يتمنى ان يكون له دخل مالي ثابت بدل ان يدور و يشحذ في الطرقات بحثا عن لقمة الخبز له و لعائلته ,انهار التعليم بعد ان تعذر على العديد من التلاميذ الحصول على مدرسة و صف دراسي فيه ابسط مستلزمات العملية التربوية صرفت الملاين من الدلارات على مدارس وهمية او غير منجزة ناهيك عن اساليب و طرق التدريس المتدنية بعد ان انهارت المنظومة التربوية بكل ابعادها من المدرسة مرورا بالمعلم و الكتابات, ساد جو من الفوضى في اغلب مدارس العراق فنجد ان الطالب حتى بعد تخرجه من الجامعة يفتقر الى الاملاء الصحيح و ضعف التعبير في ابسط الامور الحياتية !! سادت الامية الثقافية كل مناحي الحياة وحل محلها الجهل و الخرافة لم يعد الكتاب صديقا كما تمنى المتنبي ..هذا في الجانب المعاشي و التربوي ناهيك عن قطاع الكهرباء والذي اصبح حلم كل مواطن ان ينعم بكرباء مستقرة خاصة عند حلول الصيف الحارق..!! اما الامور الاخرى و ما حل بالبلد من احتلال من قبل عصابات داعش و التي يتحمل وزرها الطبقة السياسية الحاكمة حيث حلت الفوضى في الاجهزة الامنية كما هو الحال في المجالات الاخرى, تشرد الالاف من الاطفال من مدارسهم بعد ان سقطت البلدات بيد عصابات داعش و وجد العديد من الشباب انفسهم بضياع ليس له قرار بسبب تركهم لمعاهدهم و كلياتهم , و اما في الجانب الصحي فقد اصبحت اغلب مستشفيات العراق فهي تفقر لابسط مقومات الخدمة الطبية بعد ان كان الطب في
العراق مثال نادر لدول المنطقة ,اصبحت ايران و الهند و كل دول الجوار هي التي يقصدها المواطن الميسور الحال طبعا لغرض العلاج , اما المواطن الفقير فاستسلم لقدره و رضي بما حل به كما ازدهرت سوق الادوية العشبية التي لا تسمن و لا تغني ناهيك عن سوق الدجالين و المشعوذين ..!! بعد كل هذا هل يذهب المواطن الى المركز الانتخابي ؟؟ فدعوات السياسيين لم تعد تجد لها صدى لدى المواطن الذي انكوى بعهودهم المزيفة