في خضم الاحداث التاريخية هناك استفهامات وايضاحات تعتبر شواهد تفسير لحالات لا يمكننا تجاوزها دون الاستدلال بها ومعرفة أسبابها، تارة تكون في أفعال السلاطين،واخرى في أقوالهم وما نسبه إليهم المؤرخون في قضايا عدة،ومن أشهر ما ملئ بطون التأريخ بإحداثه وفتوحاته شخصية القائد والفاتح صلاح الدين الأيوبي، والحديث يجري أيضاً عن العائلة الأيوبية المالكة التي بسطت سلطانها على أهم بلاد المسلمين آنذاك..
ذكر ابن الاثير في تأريخه ( الكامل) الدولة الأيوبية ومجمل ما حدث فيها من صراعات وأطماع بين أبناء صلاح الدين وبين اخوانه حول حكم بعض البلدان والمدن وصلت الى حد المكر وتجهيز الجيوش للقتال فيما بينهم، فمنها ما كان في حياة القائد صلاح الدين عندما قرر ان يحكم ابنائه البلاد التي تحت سيطرته وعزل اخوه عن ملكها، فشاء القدر ان يكون المُلك للأذكى والأدهى،بعكس ما أراده الأيوبي، فقد استولى أخوه على الملك وعزل أبنائه،وهذا مبرر للمكر وللحيلولة دون البقاء في المُلك والتخلص من المنافس،حتى وان كان من الأقرباء،رغم ان من يعصي أوامر الملك الحاكم يعتبر خارجياً..
فنظرة عن ميسرة في بعض ما جاء في تأريخ ابن الأثير عن هذه الحادثة، وبيان استنتاجاتها التي جهلها المارقة،فقد كشف المرجع السيد الصرخي مراد صلاح الدين من عزل أخيه (العادل)، وابعاده عن ملك مصر والشام،في محاضرته بقوله:(المورد 21 الكامل 10 (16)..( ثم دخلت سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة) هجري..قال ابن الأثير(ذكر نقل العادل من حلب، والملك العزيز الى مصر،وإخراج الأفضل من مصر الى دمشق،وإقطاعه إياها) 1..2..3..4..5..6…إلتفتوا الى هذا الأمر وهذه قضية يلتفت إليها حتى من قبل أغبى الأغبياء،اذا كان عندك قضية معينة او شخص معين،وتريد ان تعطي لهذا الشخص خصوصية أو منصبا أو سلطة ويوجد المنافس،فاذا كان الاعطاء قبل ان ترحل وليس لك سلطة عليهم، طبعا سيكون المنافس له دور كبير في منع حصول من تريد أن تعطيه شيئا،وهذا ما فعله صلاح الدين،أبعد الملك العادل وأعطاه إقطاعات خارج مصر والشام حتى يخلو مركز الخلافة لأولاده،إذن ما هو الفرق بين هذا وما فعله النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في سرية أسامة، عندما جهز السرية وهو في حال المرض وأصر على تحرك سرية أسامة الى الهدف المقصود وقد وضع فيها من الرجال والصحابة والأقوياء والأشداء والرموز ومن مختلف التوجهات والأفكار والمستويات الايمانية فيهم من المؤمنين الصادقين، وفيهم من المنافقين، وألزم بالتجهيز والتحرك وعدم التخلف عن السرية وهو في تلك الحالة المرضية الشديدة، إذن أليس في هذا إشارة،احتمال،ترجيح،ظن،يقين،علم،بأنه أراد أن يفرغ المكان والساحة لمن يكون بعده لقيادة الأمة وإمامتها، بغض النظر عن السم من يكون؟!! فنحن نتحدث مع قضية طبيعية يقوم بها أي إنسان، فكيف اذا كان هذا الإنسان هو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والذي لا ينطق إلا عن وحي وعلم ويقين ولوح محفوظ،….)
مقتبس من المحاضرة {26{ من #بحث : ” وقفات مع…. #توحيد_التيمية_الجسمي_الأسطوري” #بحوث : تحليل موضوعي في #العقائد و #التأريخ_الإسلامي للسيد #الصرخي-الحسني
تفاصيل هذه الحادثة التأريخية في هذا الرابط الفيديوي
#بحث : تحليل موضوعي في #العقائد و #التاريخ_الإسلامي للسيد #الصرخي-الحسني 2 رجب الأصب 1438 هـ – 31 -3-2017 م المحاضرة الثلاثون :
https://www.youtube.com/watch?v=_AxK6FqZakk