23 ديسمبر، 2024 6:44 م

عزف ثوري على تقاسيم شيطانية

عزف ثوري على تقاسيم شيطانية

يقال ان نصف الحقيقة هو الكذبة الافضل ….مرت عشر سنين ، ونحن حتى هذه اللحظة نقرأ أرقام الضحايا بالعراق بالعشرات والمئات كل يوم ، فتقع عيوننا على الخبر .. فنتأسّى ونشيح بوجوهنا مثل من يهرب من شيء لا يريد أن يراه .
   بعد عشر سنين من ألأرزاء التي رمانا بها هذا الزمن حتى تكسّرت النصال على النصال ، من حقنا أن نتوقف ونتحسس واقعنا والا نسلّم لاحد الا بناء على معادلة الموقف مقتضاه .
  عشر سنين والعراق منقسم الى فريقين : فريق لا يرى في نصف الشعب الا قتلة مجرمين  وتكفيريين من قتلة الحسين وحان وقت الثأر بعد أن تربّع مختار العصر على العرش ، وفريق ثاني لا يرى في نصف الشعب الاخر الا عملاء تم استيرادهم من مواخير الغرب وزواريب طهران والمنافي سلطهم المحتل الاميركي فصاروا عبيدا للاصول التي اتوا منها .
   والادهى من كل ذلك نرى قسم من مثقفينا وهم يقصفون بعضهم البعض بمنكر الكلام الساقط الخالي من اي معنى وطني أو حقيقي على صفحات موقع كتابات وقد تعروا من كل ثياب الخلق وتاهت الحقيقة على مذابح الكلمات . وكل فريق بما لديهم من قاموس الشتائم والاتهامات فرحون .
   الوطنية العراقية ليست بأن لا نرى الا نصف الحقيقة او ان نصدّق الكذبة الافضل ولا بالاصطفاف مع الباطل لان هذا الباطل يمثل هويتي او قريب من معتقدي . الوطنية العراقية هي بمثابة فحص (  دي ان أي ) نعرف من خلالها الوطني الشريف من الخائن المتنكر ..وهذا فحص غير قابل للخطأ .  لن نترك ذاكرتنا العراقية بعد اليوم عرضة للاغتصاب الجماعي من قبل أعداء العراق في الداخل والخارج .
قنوات خليجية بدأت تروج لربيع العراق
نقول : أضرمت ثورة الياسمين في تونس النار في الشارع العربي المملوء اصلا بالمواد المشتعلة ، واسبشرنا خيرا بانبلاج فجر عربي جديد . لكن أعمتنا الصدمة من هذا الربيع ، فالثورة العربية الجديدة هي تزييف للثورة العربية الكبرى ، بطلاها امير قطري يلعب دور معاكس لثورة الشريف الحسين الذي حلم بدولة عربية كبرى موحدة ، وسلطان عثماني جديد اتعض من تجربة السلطان عبد الحميد الذي خلع من الحكم لعدم رضوخه لارادة الغرب واليهود فسار الان في ركابهم .
   اتضح الامر الان وافاق الناس من سكرتهم وسباتهم … فالربيع لم يخلف الا هياكل باهتة لطغاة جددولا يساوي ثمن الدماء التي سالت والممتلكات التي دمرت والاقتصاد الذي خرب … فلا نريد اعادة المشهد في العراق ، ولو كان بن علي ومبارك تمسكوا بالثوابت الوطنية ولم ينساقوا خلف دعوات خارجية وتخلوا عن دور بلدانهم من اجل البقاء في السلطة لما انتهوا واحدهم شريدا في السعودية والثاني في ليمان طرة او في قفص المحكمة ممددا .. فهل يتعض الحاكم العراقي ويستجيب لمطالب شعبه قبل فوات الاوان ؟
في سوريا تم قطع رأس تمثال ابي العلاء المعري في مسقط راسه ( معرة النعمان بادلب )، وفي مصر تم قطع رأس تمثال المفكر الكبير طه حسين وقبلها تم قطع راس ابي جعفر المنصور في بغداد .
نقول ، أهي مصادفة أن يرى أعميان أبعد وأعمق مما يراه المبصرون .. وهل هي مصادفة أن يثأر قاطعوا الرؤوس الحية قبل الحجرية من المعري وطه حسين والمنصور ، وهم مانعرف من فكر وموقف من التنوير والعقل ..انه زمن اللارؤوس .الذي وحّد وساوى بالهمجية كل الفرق الظلامية. الاصولية والصفوية… فأبشري ياامتي بمستقبل لا يرى ولا يفكر ..فيما لا تبقى على الاكتاف الا الرؤوس التي لا تختلف بمواصفاتها عن راس وحيد القرن ..
  السيد رئيس الوزراء يقول ” آن الاوان للاصوات الطائفية والمحرضة ان تخرس ولصوت العقل والوحدة الوطنية ان يعلو فوق النعرات الطائفية “
نقول كلام حلو وجميل ، لكن في الحقيقة  اسمع كلامك انعجب بيك ، لكن اشوف افعالك اتعجب . المنطق يقول أن الاولى بالسيد رئيس الوزراء ان ينظف بيته من الرؤوس الطائفية الحامية ويخرس فحيحها الذي يهيج الراي العام ويتسبب بالمشاكل والذين جعلوا من مكتب رئيس الوزراء موكب لطم وشتائم وتشظية للوحدة الوطنية .
افتتاح مطار حمد الدولي بقطر بكلفة 15 مليار $
اقول رغم بغضي للدور القطري التخريبي في البلاد العربية ودعمها للتيار الاخواني ، لكن لا يسعني الا الاعجاب بنشاط السياسة القطرية التي جعلت من هذه الدويلة الميروسكوبية أن تحتل مساحة كبيرة في خارطة القرار العربي والسياسة الدلية وحققت نجاحات اقتصادية جعلتها لاعبا دوليا اساسيا ففاقت وغطت على ادوار دول عربية اكبر منها بكثير كالسعودية ومصر والعراق .
ارتفع عدد ” المجاهين ” الكويتيين القتلى في سوريا الى 39
أبناء الخليج البطرانين من النعمة صارت عندهم هواية الجهاد بدل السياحة في بلاد العرب ، ولخلل اصاب بوصلاتهم بفعل التشويش الذي تمارسه فضائيات التحريض الدينية والاخبارية فقد اصبح طريق تحرير فلسطين يمر بسوريا والعراق ، او أن السلفين اكتشفوا أن الكفرة الحقيقيين هم عرب العراق وسوريا وليس يهود اسرائيل .
البعض وبالتعكز على المظاهرات الاخيرة في الغرب والشمال ، أخذ يجاهر بتقسيم العراق حسب العرق والطائفة .
نقول : أن من يعي ذاته وتاريخه وتراثه ، هو وحده من يؤكد الحاضر ويصنع المستقبل . فتاريخنا هو تاريخ الانسان العاقل … ولو كان تاريخنا مشوها ومزورا ومحرفا كما يروه ، لما كان لنا جميعا موطأ قدم في عالم اليوم  … فاهداوا ياسادة وتفكروا ، فالله يحب المتفكرين وليس الطائفيين المتنطعين المتفلسفين .
القاعدة تتبنى التفجيرات الاخيرة في بغداد
في كل جريمة اول سؤال يتبادر الى ذهن المحقق : من هوالمستفيد ؟ ليبني هيكل الاتهام . فابحثوا عن المستفيد قبل اطلاق الاحكام الجاهزة . ويبدو ان البعض استسهل اتهام القاعدة والبعث وراء كل جريمة من هذا النوع ولم يخبرنا من هو المستفيد وكيف للقاعدة خرق الاجراءات الامنية في مناطق معروفة من يسيطر عليها … كفاية اهاننة لعقولنا وشحن غرائز المواطن بالاتجاه المطلوب مرحليا .