22 ديسمبر، 2024 3:30 م

عزت الشابندر وجهلهِ السياسي ..

عزت الشابندر وجهلهِ السياسي ..

لم يكن احد من أبناء الشعب العراقي يعرف هذه الشخصية المركبة والمتغيرة في الأطوار والاتجاهات قبل العام 2003 ولم يسمع احد بنضاله وجهاده الذي يدعيه ضد حزب البعث ,ظهرَ الشابندر للناس حاله حال المئات من السياسيين الذين لم يعرف تأريخهم ونضالهم السابق الذين يدعوه ويفتخرون به,  بعد زوال النظام السابق بهيئةٍ علمانيةٍ مواليةٍ ومؤيدةٍ للقوات الأميركية التي فتحت العراق لرجالٍ سمو أنفسهم ساسة ليحكموا هذا البلد بأدواتهم الطائفية والعنصرية والمذهبية والتي أدت بعد عشر سنوات من حكمهم وقيادتهم إلى ما هو عليه اليوم من فساد و إرهاب وتهجير وقتلٍ للأبرياء الذين راحوا  ضحية صراعِ ساسةٍ استخدمتهم أمريكا لإسقاط المشروع الإسلامي في العراق باعتمادها على نماذج لا تمثل الإسلام الحقيقي وهم لا يدركون ذلك معتقدين بان الولايات المتحدة الأمريكية  حليفهم  الأول .
كان عزت الشابندر مؤيدٌ قوي لأياد علاوي الذي عينه الحاكم المدني في العراق بول بريمر رئيسا للوزراء بعد انتهاء مهمة مجلس الحكم حيث ساهم الشابندر بتشكيل القائمة العراقية التي كان احد أعضاءها لخوض أول انتخابات برلمانية في العراق بعد سقوط النظام السابق  والتي لم تحصل القائمة العراقية التي كانت تمثل العلمانية والوسطية  إلا على 25 مقعدا في البرلمان مقابل أغلبية ساحقة للائتلاف الوطني الموحد الذي ضم جميع القوى الإسلامية الشيعية بما يقارب الأكثر من 100مقعد برلماني .ليرتب بعدها الشابندر أفكاره وتوجهاته المستقبلية وينقلب على زعيم قائمته العراقية ليدخل في حضن الإسلاميين الشيعة الذين هم الآخرون انشقوا على أنفسهم إلى قوائم وائتلافات ليختار عزت الائتلاف صاحب الكفة الثقيلة وهو دولة القانون الذي دخله ورشح ضمن قائمته ولم يتمكن من الفوز إلا انه صعد كنائب للبرلمان بأصوات زعيم الائتلاف نوري المالكي  .
طوال المدة السابقة التي عرفَ بها الناس الشابندر من على شاشات التلفاز كانوا يعدونه احد الشخصيات المثيرة للجدل والطائفية والمعقدة للأوضاع الخانقة التي لا تحتمل التعقيد .فكان يظهر من على الفضائيات  متحدثاً باسم كتلته ومهاجما الكتل الأخرى التي تتعارض مع توجهات وأفكار مكونه بكل شراسة وحدة وقوة ليزيد معها نار الطائفية الحارقة ,حتى عده المراقبون والمحللون السياسيون و الإعلاميون جاهلاً بأمور السياسية وأخلاقيات الحديث واحترام الأخر ,حتى كان يتطاول في اغلب لقاءاته على مقدمين البرامج وعلى مؤسساتهم الإعلامية عندما كان يحرج بالأسئلة التي لا يجد لها جوابا شافيا و أخرها ما حدث مع مقدم أستوديو التاسعة  أنور الحمداني الذي بادر إساءة وتطاول الشابندر بالاحترام وحسن خلق الحديث والمهنة . واليوم وكعادته هاجم الشابندر وباسم كتلته المرجعية الدينية وممثلها احمد الصافي  بسبب انتقادها المتكرر لأداء الحكومة والسياسيون من خلال تردي الوضع الأمني المتكرر وارتفاع رواتب وامتيازات الساسة في العراق.  قائلا عنها : أنها المرجعية الدينية اليوم تحاول ان تستغل عطف الناس وولائهم لها لتألبهم وتحشدهم على الحكومة وساستها من خلال ما يحصل عليه  السياسيون من امتيازات ورواتب ومخصصات .متناسيا موقف المرجعية الدينية في حقن دماء العراقيين و إخماد نار الفتنة التي جاء بها أمثال الشابندر من الخارج حتى قال احد الأدباء والشعراء السعوديون (ما يشغل بالي زعيم اكبر طائفة في العراق (ويقصد به السيستاني ) يرى طائفته تقتل وتسلب وتهجر في كل يوم  وهو يدعوا إلى السلم والسلام ووئد الفتنه ولا يدعوهم إلى الجهاد حقا انه رجل يستحق أن يقف عنده الكثير متأملين فيما يحمله من قيم الإسلام الحقة  ) .
 ونحن نرى هؤلاء الساسة الذين حكمونا طوال العشر سنوات الماضية باسم المذهبية والمحسوبية وهم يشعلون شموع الطائفية والتأزم للوضع المأساوي والمتردي الذي نعيشه وهم بمعزل تام عنا .عوائلهم في الخارج  وهم في داخل المنطقة الخضراء ماذا ننتظر منهم  وماذا ينتظر العراق منهم  إلا  الخراب والدمار ساعدك الله وأعانك يا شعب العراق .