كنت قبل فترة قد كتبت في موقع كتابات، عن أن عزة الدوري في خطاباته النارية يقدم خدمة جليلة لنوري المالكي، وللحكومة الطائفية، فبالأمس هاجم الدوري في تسجيل صوتي الدعوات التي تنادي انشاء اقليم في محافظات صلاح الدين والأنبار وديالى ونينوى، وكان الدوري قد بث شريطه السابق من قناة مشعان الجبوري (الراي) قبل أن يبدل تسميتها إلى (الشعب)، والمدعومة سابقا من بشار الأسد والآن مدعومة من نوري المالكي فياللمفارقة والدجل!!..
نعود إلى شريط حديث عزة الدوري الذي بثته قناة (العربية) التي يسميها البعثيون في أدبياتهم ومواقعهم بـ (العبرية!)… ومعلوم أن (العربية) هي اللسان الناطق باسم كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، حيث السعودية هي الممول والإمارات هي المكان الذي يرعى القناة ويفرض عليها نهجه وتوجهاته… وبخاصة في التهجم على حكم الأخوان في مصر.. وهذه قصة أخرى سنعود إليها.
عزة الدوري النائب للرئيس السابق، والآن يحل محله قائدا للقوات المسلحة وامينا عاما للحزب، يطلع علينا بين آونة وأخرى بشريط يخطب فيه ذات الخطب التي عهدناها، لكن المفارقة في أن عزة الدوري يخدم نهج نوري المالكي من حيث يقصد أو لا يقصد… وحين ينصب الدوري نفسه موجها ومنظرا وقائدا لتظاهرات أهالي الأنبار والموصل والفلوجة وغيرها، في محاولة بائسة لسرقة الإنتفاضة، كما هو حال آخرين يحاولون سرقة الإنتفاضة، فإنه يسئ إلى المنتفضين المغتصمين في ساحات المقارعة، ولديهم مطاليب مشروعة نالت تعاطف معظم أبناء الشعب العراقي ومختلف التيارات السياسية (عدا جماعة المالكي بالطبع لمقتضيات مصلحية) وإن كان المالكي رغم تهجمه على المتظاهرين واتهامهم بالأجندات الخارجية، إلا أنه أشاد بكثير من مطاليبهم المشروعة.. وقد حاول المعتصمون والمتظاهرون طيلة الأسبوعين الماضيين أن ينأوا بأنفسهم عن كل إنحياز حزبي أو ولاء لأي تكتل سياسي أو شخصيات سياسية معينة، وشاهدناهم كيف طردوا صالح المطلك وسعدون الدليمي وآخرين حاولوا ركوب موجة التظاهرات السلمية.. فانكشفت كل الاعيب السياسيين الخبثاء.. وهاهو عزة الدوري يحاول ركوب الموجة، كما حاول قباه حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين الذي حاول من خلال خطاب له بثته قناة الرافدين التابعة له، أن يحيّر الأنتفاضة لصالحه.. ولكن خابت مساعي كل من يحاول سرقة التظاهرات وحرفها عن أهدافها المعلنة. وإذا كان لابد من إشادة فلابد من الإشادة بجهد العالم الديني المستقل العائد من الأردن بعد طوب غياب الشيخ السعدي، والذي كان خطابه في الجماهير المنتفضة خطابا عقلانيا أشاد به حتى نوري المالكي نفسه.
إن خطاب المهووس عزة الدوري الأخير – والذي يدعي كذبا أنه من محافظة بابل – وهو إفتراء ولا صحة له، وأغلب الظنون أنه في رعاية السعودية، أو أنه في حماية اصحاب الطريقة النقشبندية في شمال العراق او كوردستان، هذا الخطاب أساء للمنتفضين، وأعطى مبررا للمالكي ومن معه لاتهام التظاهرات بأنها مسيّرة من قبل حزب البعث وهذه أكذوبة مفضوحة فحزب البعث انتهى ولا رجعة له ولا يمكن أن يقبله العراقيون بكافة مللهم وطوائفهم واتجاهاتهم.
إلى السيد عزة الدوري نقول له بكل صراحة إن آخر من يحق له أن يتكلم بشأن مطالبات أهالي المحافظات المغبونة، هو عزة الدوري وحزب البعث فإنهم بأخطائهم وجرائمهم اسهموا في تسهيل احتلال العراق وفي جلب هذه الزمرة من العملاء والخونة الذين قدموا مع الدبابات الأمريكية.. إن محافظة صلاح الدين وكذلك الأنبار والموصل وديالى تعاني من الظلم والاضطهاد والحل الذي بيد أبناء هذه المحافظات هو المطالبة باعلان الاقاليم وادارة شؤونهم بأنفسهم كما نص الدستور العراقي الحالي، ولا يوجد في الأمر انفصال ولا تقسيم ولا فيدراليات كما يدعي البعثيون ومشايعيهم!!….اليس البعثيون هم من سمح باقامة اقليم كردستان حين أمروا دوائر الدولة عام 19991 بالانسحاب من اربيل والسليمانية ودهوك؟؟ … وسلموا كردستان (غنيمة سائغة) بيد البارزاني والطالباني، رغم أنف الكرد وأهالي شمال العراق… فكان ماكان من انفراد الحزبين الكرديين بادارة شؤون كردستان ، وحصل ما حصل….
ندعو عزة الدوري ان ينصرف وهو في آخر سكرات عمره، أن ينصرف إلى لدرباشة ويترك الناس المظلومة أن تقرر مصيرها وفقا لمصالحها… وهاهو حزب البعث يتطابق في رفضه للاقاليم مع رفض نوري المالكي وحزب البعث بهذا يقدم خدمة مجيدة لنوري المالكي في سياساته التسلطية والإقصائية. كما أن خطاب الدوري المزعوم الأخير قدم خدمة جليلة لنوري المالكي، وأساء للمنتفضين في الرمادي والفلوجة وتكريت والشرقاط والموصل وبعقوبة…
لمراجعة مقالتنا السابقة:
http://www.kitabat.com/ar/page/12/11/2011/295/عزة-الدوري-يتضامن-مع-نوري-المالكي-في-رفض-إقليم-صلاح-الدين.html