8 أبريل، 2024 4:23 م
Search
Close this search box.

عزة الدوري وفزاعة الخضرة

Facebook
Twitter
LinkedIn

يوم امس اطل علينا الهارب من قبضة العدالة ابو سبع ارواح عزة الدوري بمقطع فيديوي تداولته اغلب الصفحات، يتحدث فيه عن ذكرى تأسيس حزب البعث الصدامي الاجرامي في 7/نيسان، واخذ يذكر المُنجزات الكاذبة والتاريخ البطولي (الاسود) للحزب، وان حزب البعث حزب علماني نهضوي تحضري، وقف بوجه اشرس القوات في العالم وخاض اعتى المعارك وانتصر فيها، وطالب من انصاره ومحبيه الثبات والصمود والاستمرار في الكفاح والنضال.
علماً ان هناك جهات من الفصائل المسلحة قالت انها قد قتلت الدوري منذ سنوات، وعرضت على الجماهير صور لجثته والمسدس الذي كان يحمله، واخذت منه عينات من مادة (DNA) للفحص والتحميض، وابتهجت الناس بهذا الانجاز الكبير، واخذت تهلهل وتكبر لقتلهم اخطر رجل بعد صدام في تاريخ العراق الحديث، وانهم قد صادوا الدوري في جبال حمرين بكمين محكم، وبهذا ينتهي مسلسل عزة الدوري.
كما وان قنوات احزاب الاسلام السياسي استمرت ايام وايام تعيد بالخبر وتحلل الجريمة كيف حصلت ومن الذي قام بها؟ وكيف كمن له الرجال واوقعوه في شباكهم؟، ولكن تبين فيما بعد ان هذا الفعل غير صحيح، وهو نوع من نسج الخيل الوهمي لا اساس له، لكسب عطف وود الجماهير، وان الدوري لا يزال حي يرزق يظهر بين فترة واخرى او ان هناك جهات تظهره بين فترة واخرى غاية في نفس يعقوب ــ كما يقال ــ لتخيف به الجماهير على ان حزب البعث موجود ويستطيع العودة للحكم في أي وقت، فان لم تنتخبوا الاحزاب الاسلامية، سيعود حزب البعث لقيادة الامة، الذي فعل بكم ما فعل من حروب ومقابر جماعية ومجاعة وارهاب وحصار، ويأخذ الحكم من ايدي الاحزاب التي وفرت لكم العيش الكريم والحرية والتعددية وممارسة الشعائر الدينية، وهذا ما يمسى بفزاعة الخضرة(*) التي يخيف بها الفلاح الطيور او فزاعة الاحزاب الاسلاميوية.
وكلنا يعلم بعد ايام من حرث الارض وتقسيمها الى عدة اللواح، ينثر الفلاح البذر فيها، ويقوم بوضع مجموعة من الفزاعات في اماكن مختلفة منها، ليخيف بها الطيور والحيوانات الاخرى، كي لا تعبث بالبذور وتأكلها، فان تركها بلا فزاعة ستهجم عليه الطيور وتأكل البذور وتسبب له خسائر كبيرة، ولكن عندما يضع هذه الفزاعات سيضمن ان الطيور لا توكر على ارضة ولا تستطيع ان تعبث بها لوجود هذه الفزاعات بين الالواح، فبين فترة واخرى تعمل الاحزاب والحكومية او جهات خفية على اخراج عزة الدوري بمقطع فيديوي او تسجيل صوتي ليوصلوا عده رسائل الى ابناء الشعب ان لم تعيدوا نفس الوجوه البالية سيعود عليكم حزب البعث ويقضي على امالكم واحلامكم وتطلعاتكم، ولسان حالهم يقول فلابد من انتخاب نفس الاحزاب التي تسنمت الحكم منذ السقوط والى اليوم والا فان عزة الدوري موجود.
وقد حذر السيد مقتدى الصدر في لقاء سابق له، وقال ما مضمونه: ان الحكومة تعمل على بقاء عزة الدوري فعند بداية الازمات والانتخابات تظهره لكي تخيف به الجماهير على ان حزب البعث سيعود وسيقود الامة وستذهب مُنجزاتكم ودمائكم هباءاً منثورا، مما تهب الجماهير لانتخاب رجال الاحزاب الفاسدة وتعود نفس الوجوه التي لم تجلب لنا نفعاً ولا دفعاً غير الارهاب والخراب. نعم فان الاحزاب والحكومة تعمل على ذلك ليل نهار وهو اظهار الدوري للواجهة، ولكننا نقول لهم ومن يقف خلفهم هيهات هيهات ان يعود حزب البعث الدموي للحكم من جديد، فلا تتخذوا من هذا الحزب البائس المنحل فزاعة لأخافت الناس يا ايتها الاحزاب.
فيا اخوتي الكرام اصبروا وصابروا ولا تهزكم هذه المقاطع الكاذبة التي تسوقها جهات مجهولة، غايتها كسر شوكتكم واضعاف قوتكم وزعزعة وحدتكم، فتوكل على الله نحو صناديق الاقتراع وجعلوها مليونيه انتخابية اصلاحية، وهبوا هبة رجل واحد رجال نساء، واحسنوا في الاختيار، واختروا من ترونه الاصلح والاكفئ والأنزة، كما اوصت المرجعية الدينية بذلك، ولا تعطوا صوتكم للمجربين من رجال الاحزاب الفاسدين، فلابد من التغيير، والتغيير انتم تحدثوه، فمن لم يحسن الاختيار فلا يلومنه الا نفسه اذا لم يتغير الحال.

ملاحظة: فزاعة الخضرة: هي مجسم من الخشب على شكل الإنسان، يتم اكساءه بالثياب القديمة والتقليدية للمنطقة وتستخدم لإبعاد الطيور عن المحاصيل الزراعية حديثة الزرع، وتنفع أيضاً في ابعاد المتطفلين والغرباء واللصوص. وقد تمييزه الفزاعة وتجاوزه وظيفتها النفعية وأصبحت تستخدم في المهرجات والأدب وجاءت في الكثير من الروايات والقصص والأفلام وأيضاً استخدمت في السياسة للتعبير أو للسخرية عما يجول في خواطر الشعوب الغاضبة.

في الجمعة، ٢٣ مارس، ٢٠١٨ ٩:٠٨ م Kitabat PHPmailer <[email protected]> كتب:

اسم المستخدم: [email protected]

لتعيين كلمة مرورك، قم بزيارة العنوان التالى:

<https://kitabat.com/wp-login.php?action=rp&key=3RXVWKPgYnh30u6lfR7o&login=abdalshami82%40gmail.com>

https://kitabat.com/wp-login.php

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب