لامهاتنا في العراق طريقتهن في التعبير عما يجيش في نفوسهن, لا تشبه اي طريقة اخرى لاي ام اخرى, فبينما تدلل الام المصرية ابنها حين تأمره باغلاق باب البيت مثلا فتقول, خد الباب في ايدك يا حبيبي, شوف.. خد الباب.. ام متسامحة.. والام السورية, ازال الله معاناتها ومعاناة امهاتنا بمنه وكرمه, تقول عندما تأمر ابنها بغلق الباب, تأبرني (تنزلني في قبري) سكر الباب وانت طالع, شوف عزيزي “المشاوف”.. تأبرني.. يمعوده.. طلب بسيط وسهل تنفيذه..!! اما الام العراقية فـ(بهلهوله) تقول, عود سد الباب وراك مو مثل كل مرة تعوفه مثل الثولان…!!!
ربما كان لبيئة الحروب التي عاني منها العراق سابقا ولاحقا تأثير مباشر على “اخشيشان” الفاظنا في العراق رغم قلوبنا الطيبة فنحن نتربى على الفاظ تحمل غلظة (احيانا يستحقها المقابل) ولكننا نوزعها (بكرم) على 1% ممن يستحقها و 99% ممن لا يستحقها..!! هذا طباعنا في العراق نستقيها من امهانتنا منذ الصغر فتنختم في عقولنا عند الكبر.
ومن الالفاظ الشهيرة على السنة امهاتنا هي.. (عزا العزاك وصخام الصخمك..!!) ولمن لا يجيد “اللغة” العراقية فهذه الجملة هي دعاء بان يحل عزاء عليك وبان “يلون” (حلوة يلون.. مال مثقفين..!!) وجهك بالسخام المتطاير من احتراق النيران.. يعني تصير حزين ووجهك اسود.. بعد شتريد اكثر من هذا الدلال..!!
وانا لم اجد ابلغ من هذه العبارة كي اوجهها الى المدعو عزت, الذي يمثل علامة تجارية على ان العراق بلد تكثر فيه العزة والاعتزاز. نعم.. عندنا عزت في السابق وعندنا عزت حاليا.. لا يمكننا ان نعيش بلا كرامة او “عزت”.. نحن العراقيون اباة الضيم واهل “العزت”..!! ولما كان لدينا عزت قديم وعزت جديد فقد وجب علينا توضيح بعض الامور كي لا يختلط العزت بالعزت..!!
ان عزت القديم كان يمثل نظاما قائما كاتما لنفوس العراقيين فاراد عزت الجديد ازاحته ولم ير بأسا من “الاستعانة بالقوات الاجنبية وانتهاك سيادة البلد وقتل ابنائه” من اجل ازاحة عزت القديم, ولكن (قرع طبول عالي.. طن طن طن..) عزت الجديد يرى في “الاستعانة بالقوات الاجنبية وانتهاك سيادة البلد وقتل ابنائه” اجراما بحق الشعب السوري (الذي يعاني هو الاخر من “عزته”..!!) فما الذي حصل.. عزت الجديد يكيل بمكياليين (مرة اخرى طن طن طن..) الجواب عند عزت الذي اقول له (عزا العزاك..).
كما ان عزت القديم بعد سقوط النظام تفككت اركان حزبه وحار في الارض يسعى للملمة صفوفه ونقوده ونفوذه فكان من عزت الجديد استغلال للامر ايما استغلال.. اناط به كل جرائمه (التي ارتكبها ظلما عدوانا على الابرياء من العراقيين) ثم جعل منه فزاعة يرفعها من اجل التحشيد والتجييش لمؤيديه ومن اجل ترهيب معارضيه (ممن كانوا تحت حكم عزت القديم ويساق ابناؤهم لحروبه ذاتها وبعضهم اعدم وعذب على يد عزت القديم ذاته..!!) وهنا تكمن عبقرية عزت الجديد.. اذا اردت من مؤيدي نظامي انتخابي اقول لهم.. اسمعوني (قرع طبول منخفض.. تك تك تك..) اسمعوني.. عزت القديم قادم اليكم.. عزت القديم يريد تدميركم.. عزت القديم ضخم جدا واخضر اللون مثل الرجل الاخضر (وهنا يتبين كذبه فلون عزت القديم معروف وضخامته مشكوك فيها..!!) واذا اراد ارهاب احد يعترض على سياسته فان عزت الجديد يقول.. انظروا هذا فلان ابن فلان.. انه ليس كما يظهر لكم.. لقد فبرك وثيقة اعدام والده.. وقد كان سعيدا جدا عندما اطارت قذيفة هاون قدميه.. ومدينته التي يعيش فيها تكثر فيها ناطحات السحاب والحدائق المعلقة (هنا يرتفع قرع الطبول مرة اخرى..) ان عزت الجديد يرمى الاخرين بكونهم عزت القديم ويترك الناس منقسمين بين مصدق له وبين مدافع عن نفسه ضد هذه التهمة الجائرة وهنا.. فقط هنا.. سترى “العزتان” مجتمعان.. القديم والجديد.. يضحكان معا ويتحدثان عن عدد ظباط عزت القديم ضمن حماية عزت الجديد.. وعن مخصصاتهم.. وعن كيفية استفادة عزت الجديد من كفاءات عزت القديم في ادارة الدولة.. وعن.. وعن..!!
انا اقول وليت كل عاقل في هذا البلد يقول.. الخير الذي يأتي به عزت لعزت لا يعني ابدا خيرا للشعب العراقي بل لقد وجب نبذ عزت وعزت معا والا فان “عزا” ينتظرنا و”صخام” يريد تلوين وجوهنا جميعا..!!