أنها سنة الحياة التي تؤكد في ان من خلقه الله على عوج ، لا يمكن ان يستقيم ، وأنه قدر الله تعالى وحده فقطان يكون شعبنا قد ابتلي ببرلمان فيه من (النمونات) من لا تجيد عمل أي شيء سوى اختلاق كل ما هو ضار ولئيم وحاقد من اجل أذى شعبنا ، من فساد وسطو على المال العام . وأخر سطو من قبل هذه النماذج الضارة ، والتي تفتقر للاصالة وتأييد شعبنا ، كان القرارسحب الجنسية من عراقي الخارج…!!
وجدير بشعبنا ان يطلق علي هذه النماذج الخائبة من اللصوص والخونة ، تسمية (حرامي البيت) . فحرامي البيت عادة يضر أهله وذويه أكثرمن غيرهم، فهوبحكم (أخلاقه الرديئة) التي لا تفرق بين الاثم والفضيلة ، فانه لا يكتفي بالسطو على الاخرين من الجيران او الاقرباء وإيذائهم فحسب، لكن حرامي البيت ، يستطيع أيضا وبدون اي حرج السطو على أهله أيضا.ذلك ان هذا الحرامي حينما يقوم بالسطو على بيته وعائلته لا يمكن لاحد من اهله ان يشك فيه، ونتوقع أنه يشعر بالاستمتاع عندما يترك عائلتهفي حيرة من أمرها. ثم ان حرامي البيت هذا حينما يسطو على اهله ، فانه مطمأن حتى لو انفضح امره ، فلا احد من اهله سوف يخبر عليه السطات ووضعه خلف القضبان،بسبب انه يدرك مقدار الرأفة لدى والديه على ابنائهممهما كانوااجلافا وأصلافا ويقطرون نذالة. وهذا الحال لا يختلف في الوصف مع اعضاء البرلمان ، وهم ماضون بسرقةشعبهم والاساءة اليه.
فها هماللصوص ، يسطوناليوم على خمسة مليون من العراقيين ، ممن كان قدرهم ان يهاجروا من ظلم الحكام الطغاة ، ويتركوا قدرهذا الوطن الغالي بايدي الخائبين من امثال هؤلاء الحرامية ، والذين لا يريدون لهم اليوم العودة ثانية الى الوطن ، لان في عودتهم سيضطر هؤلاء الحرامية ان يكونوا خلف القضبان لجرائم التي اقترفوها بحق شعبنا، ولكن (البعض) قام بالتستر على تلك الجرائم للاسف. فعودة خمسة ملايين عراقي من الكفائات الكبيرة ، وتواجدها في المجتمع العراقي سوف لن تسمح للحاكم ان يكون متخاذلا ، ولا تسمح للمارقين من تبؤ المواقع الكبرى بعد التجربة المريرة التي يمر بها شعبنا والتي يعيش نتائجها اليوم على حساب حياته ، بينما اللصوص وغيرهم تحميهم جيوشا من حماياتهم .
أن عودة خمسة مليون من العراقيين الاكفاء سيهدمون بيوت الطغاة على رؤوسهم، فهل من عجب عندما يقرر البرلمان بسحب الجنسية عنهم ، لكي يمنعهم من العودة ؟ فهؤلاء يتوقعون ما ستكون عليه الحال بعد عودتهم ؟ وهل هي مصادفة ان نجد ، اننا في اليوم التالي لنشرنا مقال نحث فيه رئاسة الوزراء بوضع مشروع لعودة كفائات ابنائنا في الخارج ، نجد السيد رئيس البرلمان غاضبا جدا جدا، على ما يبدوا ، ليعلن قراره سيئ الصيت بسحب الجنسية عن اكثر العراقيين كفاءة وعلما وثقافة ؟.
ولكن ، على السيد رئيس البرلمان واعضائه ، ان يعلموا ان خمسة مليون عراقي ، وهم في الشتات ، فانهم سعداء وقانعون، ولهم مكانتهم في الجامعات والمؤسسات العلمية والاقتصادية والتربوية في تلك المجتمعاتوأينما حلوا. ولهم سمعتهم النظيفة الطيبة مع من يعيشون معهممن الشخصيات السياسية وأصحاب مراكزالقرارهناك . فلقد أثبت العراقيون وجودهم وكفائاتهم أينما تواجدوا ، لكنها فقط ، العاطفة التي تجيش في الصدور لحب الوطن والهواجس لما يجري في الوطن من مصائب وغدر واعتداءات باخوانهم وابنائهم العراقيين في الوطن من قبل هؤلاء انفسهم ممن يحاولوا ابعادهم عن المجيئ لوطنهم أو غيرهم. فكما ذكرنا أعلاه، ان القادمون من اخوتنا وأبنائنا سيكونوا قادرين على كنس هذه الكتل السياسية الباغية ورميها في ما تستحقه من موضع .
فأنتتعلم جيدا يا سيد اسامة النجيفي ، أن الخمسة مليون عراقي في الخارج ، يعيشون بسعادةوقانعون بحياتهم وعوائلهم واصدقائهم ، فلا تتوهم ولا يتوهم غيركم من الجهلاء ، انهم تواقون للعودة وينتظرون قرارا من الحكومة العراقية تدعوهم للعودة.فهذا الاعتقاد غير صحيح . أنهم بالتأكيد يحتاجون الى مغريات كبيرة جدا وبيئة سياسية مخلصة في العراق ولشعبه وتستحق من اجلها بذل الجهود وتقديم الخدمات المخلصة والعلوم من اجل بناء عراق نموذجي في المنطقة. ومن اجل ذلك ، فاننا عندما كتبنا مقالنافي الامس وطالبنا الحكومة باعداد مشروع متكامل لعودتهم لكي يقابل هذا المشروع بما يستحقونه من مؤهلات ، فاننا ندرك مقدار العقبات التي ستظهربوجه ذلك المشروع . ولكن طالما ان المشروع وطني في أهميته ، فاننا اقترحنا البدء به الان لانه سيتطلب وقتا طويلا لاخراجه لحيز الوجود وتطبيقه والاستجابة اليه. فلماذا تثور ثائرتكم يا نجيفي ، وكأن هؤلاء الخمسة ملايين ، قد حزموا حقائبهم مع عوائلهم واطفالهم واصطفوا في المطارات من اجل المجيئ للعراق لمزاحمتك على رئاسة البرلمان؟؟
ثم ان هؤلاء ممن تعتدي أنت على حقوقهم يا سيد النجيفي ، ولكنك لا تدرك حتى نتائج قراركم الخاطئ هذا ، انهم بعد كل الذي قيل ويقال، ممن قررتم سحب الجنسية عنهم ، هم في حقيقتهم عراقيون رغما عنك وعن امثالك وتقر مبادئ الدستور بذلك ويبيح لهم حمل الجنسية المزدوجة. وانك في قراركم هذا قد خالفتم مبادئ الدستور،وكان حريا بكم ان تعلموا قبل غيركم تبعات هذا التصرف غير العاقل والذي لا يفسر سوى بدوافع الاحقاد . فماذا انت فاعل حينما يتم تقديم شكوى ضدكم وضد برلمانكم العتيد في المحكمة الاتحادية او لدى المنظمات العالمية او الامم المتحدة او منظمات حقوق الانسان ؟ فهل ستلجأ الى (عدم تمرير) قرارات هذه المنظمات كما تفعل مع اعضاء برلمان نكرة ، ويردوا كيدكم الى نحوركم ؟ ولن تحصدوا سوى الخيبة والخسران المبين . وقد عرفكم شعبنا جيدا يا سيد اسامة النجيفي وادرك مراميكم وغاياتكم الموتورة.
فصدقني عندما يسمع العراقي في الخارج من أن رئيس السلطة التشريعية قرر مع برلمانه بسحب الجنسية عنه ، أتعلم ما الذي تكون عليه ردة فعل ذلك العراقي وفي تلك اللحظات ؟ سيبتسم ، لانه يكون قد تأكد تماما من شيء رغم علمه المسبق به. سيدرك انه وان تم اعدام صدام وتم قبره ، لكن (أزلام) صدام لا يزالوا أوفياء له ، يتحينون الفرص تماما مثل (حرامي البيت) ذاك ، لارتكاب جريمة اخرى بحق ابناء العراق أنفسهم ممن تركوا العراق هربا من الطغيان . ولكن الطغيان البعثي لم ينتهي ولا يزال ساري المفعول ولن ينقطع اثره ما دام من هم على شاكلتكم يا سيد النجيفي ، وهم يتواجدون رغما على كل من يرضى او لا يرضى .فان كان المقبور لم يتم مهمته ، فانتم البعثيون خير من يكملها عنه . أنتم يا من جائت بكم التسويات وتبادل المصالح على حساب حقوق شعبنا للبقاء في مواقع المسؤولية الاولى بغض النظر عمن يكون المعني بهذا ، فهم (كثر) ، لكي تستطيع وأمثالكميا اسامة النجيفي من الاساءة الى العراقيين بهذا القدر من الحقد.
لقد نسيتم او تناسيتميا نجيفي ، ان الحكومة القائمة فيها اعدادا كبيرة من وزراء ووكلاء وزراء ودرجات خاصة ومدراء عامين ، هؤلاء جميعهم يحملون الجنسية المزدوجة! فما الذي تنوي الحكومة عمله امام تناقض صارخ كهذا ؟ هل سيتم سحب جنسيتهم ايضا ام انهم يا ترى سيتمتعون باستثنائات؟ ولكن من الاكثر من غيرهم جدارة في بناء العراق؟ قادة الحكومة الفاسدة هذه والمتهمين اكثرهم بالفساد والعمالة ، والاخرين منهم من (مراسلين) للسيد جو بايدن نائب الرئيس الامريكي ، يتلقون تعليماتهم منه بشكل مباشر ويصرون على تقسيم العراق غير مبالين لشيئ ، لانهم في الحقيقة لا يعتبرون ، العراق ولا شعبنا شيئا يذكرفي قواميس حياتهم؟ ؟؟؟ وبالمقابل ، فان قرار سحب الجنسية من العراقيين ، سببه ان السيد النجيفي يمتلك حاسة خاصة في معرفة ممن لا يقيمون له وزنا ، ولا يحبون شخصيته ومواقفه السلبية دوما كرئيس للبرلمان ، وان حظوظه في الانتخابات القادمة فاشلة بين ابناء شعبنا في الداخل والخارج .
وأخيرا فما الفرق بين قرار النجيفي هذا في سحب الجنسية من العراقيين في الخارج وبين اولئك الذي قام صدام بطردهم من العراق بحجة انتماءاتهم لايران وعدم امتلاكهم الجنسية العثمانية واعتبرهم تبعية لايران ورماهم على الحدود الايرانية مع عوائلهم بالعراء ؟ سؤال لشعبنا ، نرجوا ان يقرأه السيد نوري المالكي لنعرف الوجه الاخر للوطنيين والوطنيات.