تعلم فأنت لن تحظى مطلقاً بشيء من عريان ..
عريان في ذمة الله ، لقد توفي عريان البوح و الحزن و الكلمات الخالدة ، ها قد مات عامود الشعر العراقي ، و الان يمسي العراق بلا عريان ولان الخسارة بحجم عريان ناح الشعب بحسرة والم خلف جثمانه لتوديعه لاخر مرة ولمسه للمرة الاولى ، حتى العراق صرخ وجعاً لرحيلك الموجع ، ذلك الشامخ الكبير البسيط المبدع الانيق في الاختيار للمفردات و الكلمات المؤثر جداً بتأريخ الشعر و الادب العراقي ، هو الذي ملئ العراق شعراً مبتعداً عن النعرات الطائفية المقيتة والقومية القاتلة و العنصرية المميتة ، فقد انصت لابيات شعرهُ ابن اربيل و البصرة وتكريت ، و توحد على قصائدهِ المختلفين
و الحزن بغيابك يجتاح شمال الوطن حتى اقصى جنوبه
عريان يفتقدك العراق وشعبه بعد ساعات من الفراق الذي سيطول رغم وجودك الدائم بروح قصائدك لكن سنشتاق لابداعك المتجدد ..
هنا قد تذكرت السياسيون فبالرغم من ان الموت لا يزورهم الا نادراً جداً و جداً ، فأحيانا موت احدهم قد يكون خبر مفرح للشعب الذي اغتيلت فرحتهُ و نهبت حقوقه ، حتى العراق يبتسم رغم الجروح فقد يكون الذي مات خائن و قد يرتاح قليلاً من طعناته ..
هذا الفرق بين من اعطى الوطن كل ما يملك رغم احتياجه للوطن في كل الظروف القاسية ، وبين الذي باع الوطن في اقسى ظروف الوطن احتياجا له ..
عريان السيد خلف ايها الكبير كالعراق ستبقى حي بيننا ولن ننساك ابداً ، و ستبقى روحك بين اسطر قصائدك لترتوي منها الاجيال ، و يدرس تأريخ الوطن بكلمات شاعراً لم يكذب ابداً في غزله للعراق و وجع العراق و نزيف العراق كما لم يعشق احد العراق كما انت يا عريان …