23 ديسمبر، 2024 1:31 ص

شاعر أبدع بكل فنون الشعر الشعبي
جوزت ليل الصبر وعجزت منه وهذا حدي ….. بلجي من يغفى الجفن ما جلمة التنكال بعدي
شاعر شعبي عراقي ولد في محافظة ذي قار في أربعينات القرن العشرين في قلعة سكر على ضفاف نهر الغراف بدأ نشر قصائده مطلع الستينات من القرن العشرين عمل في الصحافة العراقية وفي التلفزيون وفي الإذاعة وحصل على جوائز وشهادات منها حاصل على وسام اليرموك من جامعة اليرموك من الأردن شهادة دبلوم صحافة عضو نقابة الصحفيين العراقيين واتحاد الصحفيين العرب ومنظمة الصحافة العالمية عضو في الحزب الشيوعي العراقي عضو في جمعية الشعراء الشعبين العراقيين له مواقف سياسية معارضة من نظام البعث رغم الضغوطات التي فرضت عليه لكنه استطاع أن يبقى في العراق في زاوية مظلمة تجنبا للمواجهة السياسية يمتلك شعبية كبيرة داخل العراق وخارجه استطاع أن يتواصل مع حركة الأدب الشعبي عن طريق طبع الدواوين أو إعادة نسخ ما طبع نشر عدة قصائد ذات مغزى سياسي رافض منها قصيدة القيامة التي وصف فيها مدينة كربلاء أبان أحداث الجنوب عام 1991 وقصيدة شريف الدم التي أهداها للإمام الحسين. كما ونشر قصائد سياسية في السبعينات كشفت عن هويته الفكرية مثل قصيدة نذر وقصيدة الشاهد كتب للعديد من الفنانين العراقيين ومنهم فؤاد قحطان العطار ورياض أحمد و سعدون جابر وأمل خضير وعبد فلك شكل ظاهرة شعرية مع الشاعر كاظم إسماعيل الكاطع من خلال بعض السجالات بين الشاعرين كان أخرها قصيدة ما ترتاح التي جاءت رداً على قصيدة الأخير والتي عنوانها ما مرتاح يعتبر عريان السيد خلف اليوم من الرموز الثقافية الوطنية التي يعتبرها الكثير من العراقيين رمزاً للوطنية والمبدئية العالية وهو اليوم يمثل أحد أقطاب الشعر الشعبي الثلاث في العراق بالإضافة إلى مظفر النواب وكاظم إسماعيل الكاطع . ويعد الشاعر عريان من أهم رموز الشعر الشعبي العراقي الحديث اصدر أكثر من ستة مجاميع شعرية منها الكمر والديرة. كبل ليله. أوراق ومواسم. شفاعات الوجد.بالاشتراك مع الشاعرين مظفر النواب وكاظم إسماعيل الكاطع صياد الهموم. تل الورد. وكتب الشعر بنوعيه الشعبي والفصحى. يهتم باستخدام المفردات العامية الغريبة على أذن الجمهور العراق سعيا وراء عسر الفهم ما يترك انطباع التخوف من شعره وصولا إلى خلود وهمي لقصائده.

برع السيد خلف في كل فنون الشعر الشعبي وأنواعه، حتى عد رائداً من رواده في العراق ، وذاعت شهرته في المنطقة العربية، وله في فنون هذا الحقل الممتع ( الشعر الشعبي) صفحات وحضور واضح.

عرفت قصائده التي تحاكي الواقع ، بأنها ترسم صوراً تعبيرية عن ما يعيشه الناس من شغف ومعاناة ، وجاءت تكريساً لحالتهم اليومية بكل حذافيرها، وقيل إن صورة عريان السيد خلف

الشعرية هي تعبير عن حالة نفسية معينة يعيشها الشاعر، ويعاني منها نتيجة لموقف معين في الحياة ، إنها رسم قوامه الكلمات، والنص الشعري الذي يخلو من تلك الصورة ما هو إلا رص لكلمات لاتؤثر في المتلقي ، ومن هنا استحقت منهم الثناء والإشادة، واستحق بها شاعرنا الخلود في ضمير المجتمع، ولقيت مفرداته صدى واسعاً في أوساط المحفل الأدبي والفني ،حتى باتت قصائده تغنى بحناجر كبار الفنانين العراقيين كما ذكرنا.

أبدع عريان في الدرامي وهو من أنواع الشعر الشعبي العراقي ويتكون من بيتين فقط، ويقال انه سمي ب (دارمي) نسبة إلى بلاد كانت تسمى (دار مي) ونشأ فيها هذا النوع من الشعر، وهو يطرح مشاكل أو مواضيع بأسلوب مكثف وجميل ومن التسميات الأخرى للدارمي (غزل البنات).

طقني أو طحت للقاع قلت اكتفى البين – طكاني مره النور وأخر ضوى العـين الرد كل دغش أعلى الراس بسج يدنياني مطكوكه باليافوخ ما شوفن احــداي أصغير وخاف أعليك من شـــدة ألاه اشلون احمل أنا أفراق واصبر بلا إياه الرد أصغير وخاف أعليك من حضن أمك أبقلبي وقول أبعيد جاوبن أضمك

ولم يكن عريان السيد خلف أقل شاناً بالابوذية منه في الدار مي ، بل على العكس فقد كان سجله حافلاً في هذا الميدان الحيوي، والذي يتميز به الجنوب العراقي وبخاصة محافظة ذي قار ( الناصرية) والتي تعد ومنها مدينة الشطرة بشكل خاص، منبعاً فذاً يرفد الثقافة العراقية بكل فنونها سواء المسرحية منها والتشكيلية أو الشعرية وهي الميزة التي حازتها الناصرية على سواها من مدن العراق ، حتى قيل إن الثقافة العراقية تؤطرها الناصرية وتحيط بها من كل صوب، فذاك الراحل الخالد ( طالب القرغولي) الذي ترك إرثاً موسيقياً خالداً لا يضاهيه فيه أحداً ، ومنها الفنان بهجت الجبوري أطال الله عمره الذي سجل إبداعاً قل نظيره في مجال التمثيل ، ومثله الفنان حسين نعمة ذو الشجي الذي لازال صوته يشجينا متى سمعناه دون ملل، و غيره من مبدعي ذي قار والعراق عامة. والأبوذية في تعريفها جاءت من كلمة (الأذى) وذلك لما يتحمله صاحب الابوذية من صعاب تجعله يقول شعراً يحمل أهاتاً ولوعات . وتتكون الابوذية من أربع أبيات فقط، الأبيات الثلاثة الأولى تنتهي بنفس الكلمة متفقة بالشكل مختلفة في المعنى، والرابع بكلمة تكون نهايتها بالمقطع (يه) وهي تعبر عن موضوع معين بإيجاز شديد، ويشتهر أهل المناطق الجنوبية من العراق بهذا النوع من الشعر.

ومنها اخترنا لعريان تلك الأبوذيات:

وحك البل مهد ربة .. وحالة – الدنية وياي للهامة .. وحالة صديقي هد علي جلبة .. وحالة الجلب رد وصديقي الهد علية.

أذوبن لو عيونك علي .. تنصد – وشما توصل لحي مصدود .. تنصاد إذا انته التعرف الناس .. تنصاد إذن أنة الغشيم شلون بيه.

لساني كبال حلو الطول .. لك لك – وأحذرك لا تكول النوب .. لك لك لغيرك ما يصير الكلب .. لك لك لان انتة شراكة وياي بية.

البدر لاح بجبينه .. وإلا ليلة – وفر هذا البشعرك .. وإلا ليلة عشت ليلة بحياتي .. والله ليلة غلط بيهة القدر وهاداك إلية.

علي سهام وكتي النوب .. ينجال – وما ظل عدل بالميزان .. ينجال سألته لحم أخوك الميت .. ينجال يكللي الوكت شرعا حلة ليه.

هلة اغاتي تكلم .. من عبيدك – وهذا الهوة أليسري .. منعة بيدك اغاتك وارد أصيرن .. من عبيدك ولو ذلة على اسم الهاشمية.

تصدك لأني من وشرك .. وصنفاك – وتأدب عاد وي غيري .. وصن فاك أنة لصعدك بأية .. وصنفاك شلون تبيع مالاتي علية.

الندم لا ينفع بوشرك .. ولا ساف – ولساني ما غلط مثلك .. ولا ساف تظن عالي ؟ واشو فنك .. ولا ساف اقل من اثر شاة على ألوطية

أما الزهيري فهو لا يختلف عند عريان عن غيره من الفنون الشعري إجادة وإتقان ، وهو من أنواع الشعر الشعبي العراقي الجميلة، وفيها يكون الزهيري مكون من سبعه أبيات، الثلاثة الأولى تنتهي بكلمة، والثلاثة اللاحقة تنتهي بكلمة أخرى، ليعود البيت السابع ويختم بنفس الكلمة في المجموعة الأولى، بشرط أن تتشابه كل مجموعة من الكلمات لفظيا وتختلف في المعنى.

ومن زهيريات عريان السيد خلف اخترنا الأتي :

يا دمعة العــين هــلي بكل وكت وانــــسلي ويا روحـــي ذوبي على فرآك لولف وانسلي انه شمعتي انطـفت جانت ضيه وونسه لي وأيـــــام الأفــــراح بـــــدلها زمــــــاني بــألم كـــثرت جروحك يكَــلبي حرت شداوي وألم درسي صــــفه بهالأتى ودروس غيـري بلم نشــــرح بالأحـــزان عـــن ذكراكم وانسلي.

يا زين مرني وســل عنــي وعــن منزلي تلكَاني أحبك وأبد عن شوكَي ما منزلي لا والكـــتاب الــذي مـــن الـعرش منزلي – أحـــلف يظــــل يا حلو بينك وبيني وصـل ومهما تباعد علي أتعــــنه يمــــك وصل كون تعرفــني أنا من يا حمــــولة وأصـل جـــان نزلت دمعتك من هيبتي ومـنزلي.

وفي مقدمة ما ذكرنا بكل تأكيد أن المبدع الكبير الشاعر عريان السيد خلف أجاد في الشعر الشعبي العمودي، وهو مبني على صدر وعجز وقافية واحدة أو أكثر، وتستعمل فيه كل اللهجات العراقية المختلفة وحسب انتماء الشاعر الجغرافي، وهو من أكثر أنواع الشعر الشعبي شيوعا وانتشاراً بالعراق.

ومن شعره الرائع اخترنا أبياتاً خالدة ، طالما استقرت في عقول القراء ومحبي الشعر الشعبي ، وشعر عريان خاصة ن قصيدة ( ردي ردي) تلك الكلمات الرائعة التي كتبها عريان السيد خلف بحس مرهف، وغناها الراحل فؤاد سالم بإحساس عالي ترك خيوطه على مسامع المتلقين بشفافية محملة بالحزن وتدفق الإحساس حتى اقتربت تلك القصيدة من الخلود في ضمائر جيل الستينات وما بعدها ، ذلك الزمان السرمدي الذي مر على العراق وانطوى ، ولازلنا نحن لأيامه الخوالي.

ردي .. ردي

يا ضعن شت عن هلة ، اوحدّاي

غربة .. البيه يحدي

ردّي .. ينباع العشك .. والياكَلب

تهوين صدّي

لا تهيجين الجروح .. أجروحي من تنلجم

… تدّي

وأنة من دم ولحم .. مو من صخر

جبدة ألعندي

ردّي .. مليت الصبر .. وامكَاطر

الدمعة .. أعلة خدي

وأنة .. خلاني الوكت .. ناعور

بس أترس .. وابدي

جورت ليل الصبر . وأعجزت منه

..

واهذا حدّي

بلجي من يغفة الجفن .. ما جلمة

التنكَال ، بعدي

أنة موش أول زند .. يشتل

شلب .. ويحصد بردي

أو لأنة بس أتغربت والمعتنيلة

..

أيصير ضدي

ردي .. ردي

مالي حيل امعاتبج .. وانه العليج

أديت جهدي

غلّست .. عن الكَلت والكَال

..

كَمت اسمع .. واعدي

..

أو صابرت صبر الطفل .. شربي الطفل

والحزن مهدي

وحملت ليل العطش .. وانه العيون

السود .. وردي

اوساهرت .. طول البعد لمّن

عشكَت اليال .. سهدي

والله جا مل أو جزع .. لو قصتي

..

أعلة أيوب تسدي

ردي ..وأنة .. مو طبعي العتب

عالما حلاله .. أيصون عهدي

يا رخص ذاك الجدم . كون أعله ياهو

الجان .. يبدي

أو يامناحه ذلتي .. اوليل الكَضيتة

أدموع وحدي

وانه .. من دم .. ولحم .. مو من

صخر جبدة ألعندي

انه خلاني الوكت

ناعور

بس .. أترس وابدي