18 ديسمبر، 2024 7:55 م

عرفتُ أن الله سينقذ العراق!

عرفتُ أن الله سينقذ العراق!

طلب أحد الولاة من وزيره، أن ينقش عبارة على خاتمه، لو قرأها وهو حزين فِرِحَ، ولو قرأها وهو فِرحٌ حَزِنَ، فكتب:(هذا الوقت سيمضي، نعم سوف يمضي إن كان فرحاً أو حزناً، لا تيأس فإن الله لا يغفل عن عباده)،كلمات رائعة وعبارة خالدة، فعرفت أن الله بديع، وقد أبدع في صنع العقل الإنساني، الذي تميز به دون المخلوقات الأخرى، فألهم بعضهم الحكمة، والتدبر، والفراسة مثل هذا الوزير، حيث نفذ أمرالملك بنصيحة عميقة المعنى وحسبما طلب منه.
لا بأس أن يكون ماضينا أفضل من حاضرنا، ولكن الشقاء الكامل أن يكون حاضرنا أفضل من مستقبلنا، والحق يقال فالأمم التي ليس لديها ما تقدمه لأجيالها سوى الماضي، لا تستطيع قطعاً بناء حاضرها ومستقبلها، وإلا فأوضاع العراق والمنطقة برمتها سوف تتأثر بما يحدث بين أمريكا وروسيا، حيث ترسم مجدداً قطبها التحالفي مع إيران، ثم أن حاضر العراق بعد زوال الطاغية أفضل من ماضيه الأسود، مع وجود بعض السلبيات اليوم، لكن تيقن أن الله لايغفل عن عباده.
عراقنا اليوم يعيش أيام خلاصه الأخيرة من داعش بإذنه تعالى، لذا سيواجه مجتمعاً بأوضاعاً خطيرة وتحديات أخطر، وإستشعار هذه الأخطار الحقيقية، تحتاج الى أعلى درجات الوعي والمسؤولية، فمصير ومستقبل العراق، يراد له مواقف وقرارات حاسمة، وليس رؤى ضيقة ومساومات وهواة في مجال السياسة، فحالة الفوضى السياسية، والتحركات غير المدروسة، لا تفضي إلا لمزيد من الخراب والتأزيم غير المبرر، الذي يجعل أحدنا حزيناً للألم وفرحاً بالأمل، وهذا يعني أن الوقت سيمضي إن كان فرحاً أو حزناً.
الكلمة الطيبة جوهر ثمين، تكسبنا سحر العقول، وتريح النفوس، وتسعد القلوب، وتحسن الأخلاق، وإذا أردنا التأثير بالآخرين، ما علينا سوى أن نحتضن الجميع، ونحلي ألسنتنا بالكلام الطيب، مؤكدين قبولنا لأن نكون الوحيدين في طريق الحق، على أن نكون زعماء في طريق الباطل، وإن قال الأديب الأسباني لوركا:(لقد عرفت أن الله مبدع، لأنه خلق علي بن أبي طالب)، فإننا نصدح: لن نستوحش طريق الحق لقلة سالكيه، ولن نجد أفضل من قوله تعالى:(رب توفني مسلماً وألحقني بالصالحين).
ما زالت القوى الوطنية المعتدلة، تؤمن إن التسوية الوطنية الشاملة نقطة الإنطلاق، نحو عراق آمن مطمئن مستقر، ومهما إختلفت المسميات(تسوية مجتمعية ،أو تسوية سياسية، أو مصالحة وطنية، أو مشروع وطني عابر للطوائف)، فالمهم عمق قناعاتنا، بأن الورقة الوطنية الشاملة، تعد البداية الوحيدة والصحيحة، التي ستصل بنا الى بر الأمان، لذا علينا أن لا يصيبنا اليأس، فلقد وسعت رحمة ربك كل شيء، وبغض النظر عن التسميات، فما يهمنا المضمون خدمة للوطن والمواطن، فهي مَنْ سينقذ العراق.