23 ديسمبر، 2024 3:41 ص

عرش بلقيس وتحالف الأقوياء

عرش بلقيس وتحالف الأقوياء

معروفة السورة في القرأن الكريم؛ التي تناولت قصة عرش بلقيس، في زمن النبي سليمان(ع)، وكان الهدهد هو من أخبر سليمان (ع) بدولة بلقيس، بقوله تعالى(جئتك من سبأ بنبأ يقين)!..، ومن أجل الحفاظ على عرشها، ترسل بلقيس الهدايا والأموال، لأعتقادها بأن سليمان ملك، وأن الملوك أذا دخلوا قرية، أذلوا أعزتها، وأنهم يتقبلون الهدايا، فما كأن منها ألا محاولت أن تغري النبي.

فأذا كان حكم العراق كعرش بلقيس فمن سيكون سليمان العصر؟ وينقذ الحاكم من براثن الشرك والخطيئة؟

حتما الذي يجمع القوى الوطنية، ويستخلص منها الفريق القوي المنسجم، الكفوء القادر على أدارة الدولة، وتجاوز الأخطاء؛ التي وقعت فيها الحكومة المنتهية ولايتها، ويعيد الحق الى نصابه، ويقف بوجه كل ظالم متكبر، ولا يخشى لومة لائم، ويبني علاقات مع الجميع وأذا حكم بين الناس يحكم بالعدل، سيكون هو سليمان العصر، وينقذ عرش بلقيس من الشرك والخطيئة، فمن يمتلك كل هذه الصفات؟ وهل يوجد بين السياسيين الرجل الذي سينقذ العراق من المحرقة؟.

أن التيار الذي يمسك بزمام الأمور، على ما يبدو، هو تيار شهيد المحراب، لأنه ليس بيضة القبان، كما يعتقد البعض، بل هو المتحكم بالمشهد السياسي اليوم، ولا بد لنا من وقفة مع هذا التيار؛ الذي أخذ يتبع منهج عالمي لتطوير بناه التحتية، ورسم برامجه الأنتخابية وغيرها، وعلى سبيل المثال يأتي بطفلين من فقراء العراق، ورسام محترف، ليرسم الصورة بطريقة أحترافية، بدون الوان، لتكون الدعاية الأنتخابية التي يتكلم بها الشارع العراقي والأعلام الصديق وغير الصديق.

ومثلها الدعاية في الأنتخابات السابقة!.. وطريقة التعامل مع الحدث والأبتعاد عن المهاترات والمجادلات، وطرح البرامج والأعمال التي تتكلم، وهي ما تجعل منه تيار يرتقي الى مصاف الأحزاب العالمية، ولا ينجر الى مصاف الأحزاب الصغيرة الضيقة التي تكون مرهونة بحياة وتصرفات شخص، والملاحظ أن في شهيد المحراب، تكون صفة الأشخاص غير طاغية على صفة التيار، وتغيير الأشخاص لا يؤثر بشكل كبير، لمنهجه المؤسساتي وتماسك بنائه الداخلي.

اذن هذا التيار: هو التيار الوحيد القادر على بناء التوافق بين الكتل السياسية، لجسور الثقة؛ التي مدها خلال الفترة الماضية، التي كانت تفتقر لها، وهو مكسب كبير، ومنهجه الذي أفصح عنه، المتمثل بأعادة بناء النظام الداخلي للتحالف الوطني، وألانطلاق نحو الأخرين، وهي فكرة سديدة جداً، أذ لايمكن لمن يكون متصدع من الداخل أن يكون قوي في الخارج، وقراره الأسطورة (الفريق المنسجم)، الذي يمثل الطرف السني القوي، والكردي القوي، والشيعي القوي.

أخر الكلام: أن افكار تيار شهيد المحراب، والتحالف الوطني، تنال رضى الجميع، وبما فيها المرجعية؛ التي طالما تؤكد على حكومة الشراكة، وليست الأغلبية المجردة أو البسيطة، وأن سليمان العصر، هو من كسب ود الجميع وفاز بثقتهم الباطنية، وليست الأنتخابية، وهو من سينقذ العراق من براثن الخطيئة والدمار، فصدق الرسول الاعظم(ص) واله عندما قال( علماء أمتي كأنبياء بني أسرائيل).