22 ديسمبر، 2024 6:30 م

عرس الدم في قرة قوش….!!

عرس الدم في قرة قوش….!!

أعراس الدّم لا تنهتي في العراق، كلَّ يوم هناك عرس دم عراقي،وإذا أردنا إحصاء عددها فلا عدد لها لكثرتها ،فمن أين نبدأ ، من جريمة الزنجيلي في الموصل، الى جريمة ووحشية عملية جامع سارية الانصارية بديالى، أو جريمة كنيسة النجاة ،مروراً بفاجعة العبّارة، وأخيراً وليس آخراً ،كارثة عرس قاعة الهيثم في قرة قوش ،هذا الفاجعة التي هزّت مناظر جثثها المحترقة العالم كله،ولم تهزز ضمائر من كان وراء الكارثة،وبعيداً عن جميع الاتهامات المتبادلة بين أطراف سياسية تريد (تسيس الكارثة لصالحها)لآغراض إنتخابية رخيصة والمتاجرة بدماء الضحايا من الاطفال والنساء والشيوخ، ويحمل بعضها البعض ماحصل في القاعة ،فإن الجميع يتفق على أن أسباب كارثة عرس قاعة الهيثم ،هو الفساد والاهمال وإعطاء موافقات غير قانونية لبناء القاعة على أرض عائديته للدولة ،أما ماحصل داخل القاعة من إطلاق ألعاب نارية ، طالت سقف القاعة المبني بألواح الاليكوبوند السريع الاشتعال ،بسبب إحتوائه على الغازات سريعة الاشتعال والتسمم،وسقوط السقف بنيرانه المشتعلة ،التي إنتشرت في عموم القاعة،فهو سبب الموت وليس سبب الكارثة ،ثم تأتي الاتهامات لصاحب القاعة في اطفاء الكهرباء ورفع الكاميرات والهروب الى اربيل لاخفاء معالم واسباب الكارثة ، عملية يجب التحري بها والتوقف عندها،فلا يوجد سبب لتوقيف عمال لاحول لهم ،فمن يريد أن يعاقب ويتحقق من سبب الكارثة، عليه الرجوع الى بدايات اعمار القاعة ،والمخالفات التي نتجت عنها الكارثة، ومنها ، تزويد القاعة بالماء والكهرباء والخدمات الاخرى ،ومن أعطى الموافقة إجازة البناء،عندها سيكون الامر واضحاً والفاعل غير مجهول،وهذه ليست المرّة الاولى لحصول مخالفات متعمدة ، أدى الى كارثة ومئات الشهداء، هناك فاجعة العبّارة، التي ذهب ضحية إنقلابها الى إستشهاد (200 شهيد) كلهم من النساء والاطفال، حيث خالفت إدارة الجزيرة السياحية ، تعليمات وتحذيرات وزارة الموارد المائية والنجدة النهرية وحكومة نينوى ، وقامت بفتح أبواب الجزيرة للمواطنين ،وجرى ماجرى،ولكن ما يثير العجب ، هو قيام مسؤولو الدولة ، بإستعهراضات اعلامية مفضوحة، تباكوا على الضحايا، وهددوا بمعاقبة الجناة والمخالفين، ولكن سرعان ما إنتبه أهل قرقوش النجباء،الى زيارات المسؤولين واستعراضهم داخل قاعة العرس وحولها، كدعاية إنتخابية، فقام أهل الضحايا ، بطرد ومهاجمة أكثر من مسؤول ويصورة مباشرة نقلتها جميع الفضائيات،أراد تمرير دعايته الرخصية ،فإنفضح أمره، وهكذا بقية المسؤولين الكبار،حيث رأى العالم كيف أرادوا إستثمار الكارثة لصالحهم، وفشلوا بشجاعة أهل قرة قوش وتصديهم لمحاولاتهم البائسة، تماماً كما حصل مع عوائل شهداء فاجعة العبارة، عندما مزّقوا (قميص الرئيس) في غابات الموصل وانهزم بعدها،ثم هجموا على سيارة محافظ نينوى بالحجارة وكسروا جامات السيارة ،وإستطاع الخلاص من يد الجماهير الغاضبة، وهي تشاهده (يلبس ربطة عنق حمراء ويتبسم أمام الكامرات)،تكرّر المشهد مع مسؤولين كبار من بغداد ، ولقنهم اهل بغديدا درساً لن ينسوه،على العموم الكارثة حصلت بفعل فاعل، وبكتب رسمية واعترافات صاحب القاعة ،وأمام أنظار جميع المسؤولين ، وننتظر صدق تصريحاتهم،وعدالة القضاء العراقي،بعيداً عن (مكارم) الحكومة ومجلس النواب، لعوائل الضحايا، اهل قرقوش لايريدون مكارم وهبات لإسكاتهم، يريدون إحالة كل من كان سبباً في كارثة وفاجعة قاعة عرس الهيثم واحالتهم الى القضاء والاقتصاص منهم ، حتى تبرد قلوب أهالي الشهداء،ويهنأ الشهداء في قبورهم ،لا كما حصل مع مَن تسبّب في فاجعة العبّارة، الذي مازال طليقاً لحد هذه اللحظة ،إنه عرس الدم العراقي المسفوح بلا سبب، سوى آفة الفساد والإهمال وترّخيص أرواح الناس، فلترّقد بسلام في عليّين ،أرواحكم ياشهداء عرس الدّم في قرة قوش،إنها قيامة قرة قوش وما أقساها…!!!!